بسم الله الرحمن الرحيم
لا حياة لمن أنادي فستبقى الرياضيات في نظرهن لا فائدة منها
شدني موضوع في احد المنتديات بعنوان (رياضيات الحياة) ربما بحكم تخصصي كمعلمة رياضيات
ناقشت الاخت الفاضلة في موضوعها بعض المفاهيم الرياضية مثل المعادلة والدالة والنهاية والتقاطع والتوازي والسالب والموجب وحاولت ربطها بالحياة من وجهة نظرها واذكر انها قالت انه يستحيل في بعض الاحيان ربط الرياضيات بحياتنا اليومية وقد ناقشت الموضوع بفلسفة معقدة نوعا ما فحاولت انا ان استخدم المصطلحات الرياضية التي استخدمتها هي وان اربطها بالحياة باسلوب أبسط بكثير من الاسلوب الذي استخدمته هي
وكان ردي على موضوعها هو الاتي:
المعادلة:
إذا اعتبرنا أن الحياة معادلة
فالمعادلة لها طرفان أيمن وأيسر وبينهما علامة تساوي
فحتى تكون معادلة يجب أن يكون الطرف الأيمن مساويا للطرف الأيسر
وهذه المعادلة قد تحتوي على متغير واحد وربما أكثر
وحل المعادلة هو إيجاد قيمة المتغير
وقيمة المتغير قد تكون سالبة وقد تكون موجبة وقد تساوي الصفر
ولا يوجد في الرياضيات معادلة ليس لها حل
وحتى تستمر الحياة يجب أن يتساوى طرفا المعادلة وضعي في الطرفين ماشئتي من متغيرات وثوابت المهم أن يبقيا متساويين
وعليه يمكننا أن نعتبر أن الحياة هي ميزان وحتى يبقى معتدلا يجب أن تتساوى كفتيه وان لا ترجح إحداهما على الأخرى وإلا اختل توازنه ولكننا لا نستطيع تطبيق ذلك على الحياة كلها فكفة الخير قد ترجح على كفة الشر أحيانا وقد يحدث العكس ونحن لا نريد ذلك بالتأكيد ولكنه يحدث
الدالة:
وإذا اعتبرنا أن الحياة دالة وأردنا أن نوجد نهايتها فنهايتها معروفة مسبقا منذ خلق الله الأرض ومن عليها
ولكن في الرياضيات حينما نوجد نهاية دالة ما فإما أن يكون للنهاية وجود حتى لو كانت تساوي الصفر لان الصفر لا يعتبر عدم في الرياضيات وإما أن تساوي النهاية المالانهاية وفي هذه الحالة نقول أن الدالة ليس لها نهاية
ولكن لكل شيء في الحياة الدنيا نهاية و نهاية الإنسان هي نهاية مؤقتة لبداية جديدة قد تكون خيرا وقد تكون شرا وهي أيضا تؤول إلى مالانهاية فإما نعيم لانهاية له وإما جحيم لانهاية له
التوازي والتقاطع:
نقول عن مستقيمين أنهما متوازيان إذا كانا لا يتقاطعان أبدا
في نظري انه لكل من التوازي والتقاطع تأثيرهما في الحياة وإلا لما كان لوجودهما فائدة
فحينما نسير بخطوط مستقيمة متوازية متجهين نحو هدف واحد فانا أكيدة أننا سنصل بإذن الله إلى ما نريد فقوتنا تكمن في تلاحمنا مع بعضنا البعض
ففي الصلاة يقف المسلمون صفوفا متوازية مستقبلين قبلة واحدة وهدفهم واحد هو طاعة الله عز وجل
رياضيا المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان أبدا ولكن في حياتنا قد نسير نحن وأشخاص غيرنا في خطوط متوازية ولكن مع ذلك قد تجمعنا روابط كثيرة قد لا تجمعنا حينما نتقاطع مع بعضنا اقصد نلتقي
فحينما يتقاطع مستقيمان فهما يلتقيان في نقطة واحدة وبعد ذلك يفترقان
ففي حياتنا كثير من الاشخاص اللذين التقينا معهم في نقطة ما ثم مضينا كل في طريقه بعيدا عن الآخر
السالب والموجب:
فيزيائيا كما نعلم يتجاذب الضدان ويتنافر المتشابهان وهذه ظاهرة علمية لاننكرها على الإطلاق
ولكن هل نعتبرها أمرا مسلما به في حياتنا
نحن في حياتنا ننجذب لمن يشبهنا ويماثلنا ونبتعد عمن يختلف عنا
قد لا تجمعنا ببعضنا كل الصفات وكل الاهتمامات ولكن يكفي أن يكون هناك عوامل مشتركة بيننا
كان ماسبق هو ماجاد به قلمي في ذلك الوقت
وربما ييسر لي الرحمن ان اربط بقية مفاهيم الرياضيات بالحياة ما أمكنني ذلك
ما أريد قوله هو أنني في موضوعي (رياضيات الحياة) لم أذكر استخدامات الرياضيات وتطبيقاتها في حياتنا
فكلنا نعرف استخدامتها وانما حاولت أن استخدم المفاهيم الرياضية كألفاظ وأربطها بالحياة كما ذكرت سابقا
وقد لاقى هذا الموضوع صدى طيب في أوساط طالباتي واستمتعن كثيرا بقراءة الموضوع
سؤال اطرحه عليك
متى تنفك عقدة الرياضيات لدى الطلاب والطالبات؟
ومتى تحظى الرياضيات بسمعة طيبة لديهم؟
في انتظار تعليقاتكم ومشاركاتكم التي ستسعدني كثيرا