الزرابى التى تنسج فى منطقة
تازناخت تصنع في أغلب الأحيان من الصوف الخالص. وهي مزينة بأشكا ل
هندسية بسيطة مثل المعين والمثلث والمستطيل والمصلب وكذا المربعات. وتعتبر هذه الزرابي أساس الأثاث المنزلي. وقد تستعمل كغطاء أو كفراش كما قد تستعمل لتزيين الجدران أو أرضية البيوت . الزربية التازناختية ثمرة مخيلة السكان المحليين الفياضة. وهي تتجاوز وظيفتها النفعية، إذ تعتبر عنصرا هاما في بيئتها الثقافية و الحضارية.ففى الزربية التازناختية كل شيىء له معنى ويحمل دلالات كثيرة. فالألوان لها دلالالتها،والعلامات القبلية التي ما فتئ هذا المنتوج يحملها لها كذلك دلالاتها . فكترة ألوانها و دقة حرارتها. وتناسقها والملونة تجعل من هذه الزرابي تحفا تستعمل للزخرفة ولهامحبين و عشاق عبر ارجاء العالم
. مكونات الزربية التازناختية
ا الصوف الجيد المشتق من الخروف والمعزفبعد تنظيفه من الشوائب يغسل وينتقش او يمشط كى يتم نحويله الى خيوط جاهزة للاستعمال . ليتم بعد ذالك صبغه بصباغة طبيعية او كيماوية ، بالاضافة الى خبرة المراة التازناختية التى كسبتها عبر تراكمات و تجارب تاريخية محلية و التى لاتغير خصائص الصوف الذى يحتفظ على الوان خلابة لاتبهت و لا تتلف مع مر السنين وكلما تقادمت ازدادت رونقا و جمالا
مميزات الزربية التازناختية
تتميز الزربية النازناختية بمهارة وإتقان، في الأداء ليس لهما مثيل، وهي تعبير عن التقاليد االمحلية والعادات الشعبية، وتفصح عن الأفراح والمعاناة التي يعيشها مبدعاتها.وتختلف الزربية التازناختية من منطقة لأخرى، وكل منطقة لها خصوصيتها في إنتاج الزربية.توجد منها: الزربية "الووزكيتية " والزربية"تاماسين " وزربية ايت وغرضة المعروفة بتقنياتها وفنياتها الرائعة . وكل منطقة تستعمل أنواعا من الصوف حسب خصوصيتها، وألوانها معينة تعكس طبيعة هذه المنطقة. ومن الألوان المنتشرة فيها:الأحمر والأزرق الطبيعي والأسود والأصفر والبرتقالي. وتتم صناعة الزربية بفضل صبر الفتيات اللواتي يعملن في مشاغل الزربية التقليدية.وعلى كل فتاة تعمل في نسج الزربية، أن تتذكر الرسوم والألوان والحفاظ على تناسقها، وكل ذلك يتم تحت إشراف الخبير مشرفة ذات تجربة كبيرة تسمى"المعلمة "أن كل زربية تازناختية هي لوحة فنية، ذات تعبير له قراءة مختلفة. وليست الزربية التازناختية تحفة فحسب، أو أداة للاستعمال اليومي فقط، بل هي تعبير عن حياة منطقة بامالها و احلامها و تطلعاتها
دلالات الرموز فى الزربية التازناختية
ان كل الرموز التى نجدها فى الزربية التازناختية لها دلالة معينة
تعبر بها عن نفسها وهى افراز لواقعها التاريخى الاجتماعى الاقتصادى
و النفسى.
فمثلا رمز الجمل يحيل الى الصبر و تحمل الصعاب و المسالك الشاقة
فى البرارى و الصحارى.فهو يماثل وضعية المراة التازناختية فى حياتها
اليومية المليئة عبر فضاءات متعددة/المنزل/النسيج/الصحراء/الطبيعة.
رمز المراة يرمز الى الفحولة و نضج الفتاة التازناختية و سعيها الى
ابراز ذاتها و عدريتها و تهيئها للمراحل الحساسة القادمة.
رمز السلحفاة يعكس الخصب و تجدد الطبيعة فى حلة جديدة و خلابة
فى بيئة تازناخت المتسمة اصلا بالخصوبة تارة و بالتجفاف تارة اخرى.
رمز عبارة عن خطوط متفرقة مبهمة و غير مفهومة يعكس البنية
النفسية للمبدعة التازناختية الذى لايمكن ان يفهم الا فى سياقه الحضارى
المحلى و الموضوعى
تاريخ الزربية التازناختية
عندما نبحت عن تاريخ الزربية التازناختية لابد وان نسال عن تاريخ المنطقة ككل و هذا سؤال مشروع
سيقودنا الى بحت اركيولوجي عميق تستخدم فيه كل الادوات العلمية الا اننا يتحثم علينا ان نضع هذا
جانبا ونعود لنقول ان تاريخ الزربية التازناختية مرتبط بتاريخ الابداع الانسانى فى هذه المنطقة
الذى هو كذالك مرتبط بتاريخ الطبيعة و صراعها مع الانسان التازناختى من اجل الرقى
و الارتقاء ومن اجل الصيرورة و البقاء ومن ثمة يصعب تحيد المدة الزمنية بدقة بكونه
سؤال ميتافيزيقى تغتزل فيه الموضوعية و تنعدم فيه الصرامة العلمية.التى هى فى حد ذاتها
نسبية تتغير حسب الظروف و حسب الاليات و الاسس العلمية. باختصار يمكن القول ان
تاريخ الزربية التازناختية هو تاريخ الابداع الانسان المحلى المرتبط بتاريخه و صراعه
مع الطبيعة .
مراحل الزربية التازناختية
تمر الزربية التازناختية على ثلاتة مراحل اساسية/
1- جلب الصوف وغسله وغزله ثم صبغه وتقطيعه الى اطراف صغيرة كمادة خامة اولية.
2- وضع المنسج و تهياته و هندسته حسب كل المقاييس و التصاميم و هو البناء الاولى
الذى تبنى عليه الزربية ويتطلب تجربة و خبرة وكل ميل او انحراف عشوائى يؤثر ذلك على
جمالية الزربية وعلى مقاييسها المحددة سلفا.
3- بداية النسج وتمشيه حسب التصميم و المقاييس المحددة طولا و عرضا و تستخدم