الجزائر (رويترز) - يبذل سكان قرية بابار الجزائرية جهودا مكثفة من أجل الحفاظ على صناعة الزرابي (السجاد) التقليدية.
وتشتهر القرية التي تبعد نحو 570 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائر بانتاج أعلى الزرابي سعرا في الجزائر. وظلت صناعة الزرابي فترة طويلة مصدرا للدخل لهذه المنطقة حيث يزور السائحون الاجانب القرية من لشراء الزرابي.
وتبدأ عملية صناعة الزربية التقليدية بنساء مثل مباركة لاسيس يغسلن الصوف في نهر يجري في القرية.
وقالت مباركة "أغسل الصوف من أجل صناعة زربية بابار."
وبعد غسل الصوف يتولى الصباغون تلوينه باستخدام ألوان طبيعية.
بن خالد شعبان هو اخر العاملين في الصباغة التقليدية في بابار وذكر أن المهنة تضررت بشدة.
وقال شعبان "هذه الحرفة ناقصة قليلا.. ليس كالماضي. في الماضي كانوا يعملون. في وقتنا هذا ليس هناك هذه الحرفة."
وشهدت السنوات العشرين الماضية تراجعا في السائحين الاجانب الذين يزورون الجزائر مما أدى الى تخلي الصناعين اليدويين عن مهنتهم. كما أثر انخفاض مبيعات الزاربي محليا على المهنة.
وقالت ناصرة بنشنوف التي تعمل في نسج الزربية "في بعض الاحيان ليس هناك بيع. وفي بعض الاحيان ليس هناك سائحون أجانب. عادة السائحون الاجانب يأتون الى المنازل من أجل الشراء. ايطاليون.. أمريكان.. يأتون لانهم يحبون كثيرا عملنا. ولكن الجزائريين يقولون ماذا يمكننا أن نفعل بها. من الافضل شراء زرابي أخرى. ولكن هذه تحف لما توضع في الصالون تزين المكان."
ومن أجل الحفاظ على هذه الصناعة التقليدية أنشأ المسؤولون في بابار مركزا لتدريب النساء على صناعة الزربية التقليدي.
ويتولى رئيس المجلس الشعبي لقرية بابار طالوس خميسي ادارة المركز.
وقال خميسي "أسسنا هذا المركز من أجل تربية البنات وتعليمهم هذه الحرفة من أجل الحفاظ عليها. لا نريد خسارة هذه الحرفة ولا نريد أن نراها تختفي. لهذا أسسنا هذا المركز حتى يتسنى لهن التعلم من جيل الى جيل."
وأضاف "نريد كذلك تخفيض نسبة البطالة. لما تأتي البنات لتعلم هذه الحرفة في هذا المركز ترجعن الى بيوتهن أين يتسنى لهن صناعة وبيع زرابيهن. يعشن بها. هناك العديد من العائلات التي تعيش بفضلها."
ولكن كثيرين من سكان القرية يقولون ان ذلك لا يكفي وان مساعدة الحكومة مطلوبة.
وقال تاجر الزرابي صلاح بو ذكري "المشكلة هو أن عملية البيع نادرة والحرفيون فشلوا. لو كان هناك بيع لثابر الحرفيون وواصلوا. ولكن فشل الكثير منهم. قلة البيع راجعة الى قلة السائحين. على الوزارات مساعدتنا."
ويحيط الغموض بمستقبل صناعة الزربية التقليدية في بابار مع عزوف السائحين من زيارة الجزائر بسبب هجمات المتشددين المتكررة.
والجزائر هي رابع أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي وثامن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وهي تقاتل منذ ما يقرب من عقدين من الزمان تمردا اسلاميا انضم الى تنظيم القاعدة في السنوات الاخيرة.
وانخفض معدل أعمال العنف كثيرا عن التسعينات التي شهدت صراعا تشير تقديرات منظمات غير حكومية الى أن عدد ضحاياه بلغ 200 ألف شخص لكن المتشددين لا يزالون يمثلون تهديدا حيث ينفذون تفجيرات وينصبون كمائن.