همسات الليل لكم

لك راودتني شجوني عن نفسي
لتوقظ ماض كان حجاب بالامس
وئدته وئد الجاهلين في القدم
بين الضلوع وئاده ولحده القلب
لن يبرح القلب يوما وان طال به الاجل
كالناسكين تعبدا ومتاعهم زهدا
وقد اثرت عزاء ناء بحمله القلب
وحيكت من الداء رداء تحلا به القلب
وواعدتني النفس صدقا الا تجمح
وحدثتني لما الوعود وقد رويت بكاس من الاتسقام والعلل
فلما مراودتي وانتي الزاد للروح والرمق
بل السلوي لقلب ذاب في الاحزان والوجل
واشفاق علي النفس من الاسقام والعلل
وصبر يدرا الداء ويسري الروح في الجسد
لقد جعلتي الليل كاسا ينشي كل ذي سهر
ومن سكون الليل خمرا يذهب العقل
فانا نديم الليل في الكاس يشركني
وصمت الليل يشهد لي بان الكاس لي سكن
ولكن خشيتي كانت علي الليل من السهر
لئلا تزوره الاشجان بين الكاس والسمر
فيفضي بسلوة كانت رسول الروح للجسد
وقد عكفت علي الكتمان مذ حين من الدهر
وتملكتني حيرة باتت تقض مضاجعي
فسمعت صوتا واعدا بشفاعة
الا بالكاس اندمك وبالاسرار اكتمك