المنطقة المجهرية بقرب عصبونين أي بين محوار وتغصين، أو محوار وخلية من الجسم.يتم الاتصال بين العصبونات عبر المشابك التي تحدد انتشار الإشارة العصبية أو تثبيطها أو تكرارها، فتعد المشابك مراكز مراقبة تفيد في تنظيم مرور الإشارات العصبية، إذ أنها تمارس فعلا اصطفائيا فغالبا ما يتم تثبيط الإشارات الضعيفة في المشبك ومنعها من المرور بينما يسمح للإشارات القوية بالمرور، إلا انه في بعض الحالات الخاصة يصطفى بعض الإشارات ويضخم بعض الإشارات العصبية الضعيفة وقد تعمل المشابك على انتشار الإشارات العصبية وتنقلها إلى عدة اتجاهات بدلا من نقلها البسيط في اتجاه واحد، كما أنها تخضع لتأثيرات مثبطة أو منبهة تأتي من مناطق أخرى من الجهاز العصبي فيقوم المشبك بوظيفة دمج هذه التأثيرات المختلفة وإصدار الجواب المحدد.
تعريف المشابك العصبية:
هي منطقة الاتصال بين التفرعات النهائية للمحوار التي تسمى نهايات قبل المشبك مع الغشاء الخلوي للتغصنات العصبية أو لجسم العصبون التالي والذي يسمى ما بعد المشبك، ويفصل بينهما مسافة تتراوح بين 200-300 انغستروم تسمى الفلح المشبكي أو الشق المشبكي. أن 80-90% من نهايات قبل المشبك تتوضع على التغصنات العصبية بينما لا يتوضع على جسم العصبون سوى 10-20% منها.
نهايات قبل المشبك :
تبين لنا الدراسات بالمجهر الالكتروني أن نهايات قبل المشبك تختلف في مظهرها التشريحي، إلا أن معظمها يشبه العقد المشبكية أو الإقدام الانتهائية. تحوي هذه العقد على حويصلات عديدة تسمى بالحويصلات المشبكية، ويوجد ضمنها الناقل العصبي الذي يتحرر في الفلح المشبكي عند وصول الإشارة العصبية إلى العقد المشبكية، كما يوجد في نهايات قبل المشبك عدد كبير من المتقدرات التي تهيئ الادينوزين ثلاثي الفوسفات الضروري لصرف الطاقة اللازمة لتركيب نواقل عصبية جديدة، حيث لا تكفي الكمية المخزونة منها في داخل الحويصلات المشبكية إلا لعدة ثوان أو عدة دقائق بعد حدوث التحريض.
يؤدي انتشار كامن الفعل في نهايات قبل المشبك لزوال الاستقطاب في غشائها، حيث يؤدي لافراغ عدد من الحويصلات التي يحرر محتواها في الفلح المشبكي، ويقوم الناقل العصبي المتحرر بالارتباط مع المستقبلات التي تقع على غشاء بعد المشبك فيحدث فيه تغيرا في نفوذيته ويسبب أما تفعيل العصبون أو تثبيطه وذلك تبعا لخصائص المستقبلات المتوضعة عليه (تحريضية أو تثبيطية).
غشاء بعد المشبك:
يوجد في غشاء بعد المشبك عدد كبير من المستقبلات البروتينية التي تتركب من جزيئين مهمين هما:
الجزء الرابط للناقل العصبي: ويبرز نحو خارج الغشاء باتجاه الفلح المشبكي، ويرتبط مع الناقل العصبي المتحرر من النهاية قبل المشبكية.
الجزء الحامل للشوارد: ويبرز لداخل غشاء العصبون، وهو أما أن يضم اقنية شاردية أو انه يضم انظيمات.
مستقبلات الاقنية الشاردية: وهي اقنية تنفعل بالارتباط مع الناقل العصبي وتشتمل على اقنية الصوديوم واقنية البوتاسيوم واقنية الكلور. يؤدي فتح اقنية الصوديوم لتفعيل عصبون بعد المشبك، ويسمى الناقل الذي يقتح اقنية الصوديوم الناقل المحرض، ويؤدي فتح اقنية البوتاسيوم أو الكلور لتثبيط عصبون بعد المشبك ويسمى الناقل الذي يفتح تلك الاقنية الناقل المثبط.
مستقبلات الانظيمات: يؤدي تفعيلها لتحريض احد أجهزة الاستقلاب الداخلية في الخلية مثل تشكيل الادينوزين أحادي الفوسفات الحلقي الذي يفعل عمليات خلوية متعددة، وقد تحرض المورثات الخلوية على زيادة تصنيع مستقبلات إضافية لعصبونات بعد المشبك أو أنها قد تفعل انظيمات الكيناز البروتينية التي تنقص عدد المستقبلات، وهذه التغيرات الحاصلة في عدد المستقبلات تعدل من استجابة عصبون بعد المشبك على التنبيهات الواردة. وتسمى النواقل العصبية التي تنبه هذا النمط من المستقبلات المعدلات المشبكية، وقد يتمر تأثيرها لعدة أيام أو أسابيع أو أكثر.
نستنتج مما سبق أن تحريض مستقبلات بعد المشبك يرتبط بثلاثة عوامل رئيسة هي:
فتح اقنية الصوديوم.
غلق اقنية البوتاسيوم والكلور مما يؤدي لزيادة الشحنة الايجابية داخل العصبون وبالتالي زيادة الاستثارة.
زيادة عدد المستقبلات في اغشية عصبونات بعد المشبك بفعل انظيمي.
وان تثبيط مستقبلات بعد المشبك يتم بأفعال تعاكس العوامل الثلاثة السابقة (غلق اقنية الصوديوم، فتح اقنية البوتاسيوم والكلور ونقص عدد المستقبلات