معنى كلمة تتار غير محدد، فهي تعني لدى الصينيين البدو والبداوة، والفروسية أحياناً، وفي اللغة التركية القديمة نجد كلمة تتراي، التي يٌقصد بها الفارس صاحب البريد، ومن معانيها عندهم الأنفة والرفعة والإباء. ويبدو مما ذكرناه أن كلمة تتار قد ارتبط معناها بالفروسية والشجاعة، التي تتطابق ونمط الحياة التي عاشها هؤلاء في الفترات الأولى من ظهورهم على المسرح السياسي العالمي.
أصول التتار
اختلف العلماء كذلك على أصول التَّتار، وهل هم جزء من العنصر المغولي (المنغولي)، أو أنهم أرومة مستقلة متميزة، وفي الواقع يرى قليل من العلماء أنهما أرومتان مختلفتان شكلاً وهيئةً، ولكل منهما أرضه وعاداته وتقاليده، ولكن أكثر العلماء لا يشاطرونهم الرأي هذا، بل يعدونهما عرقاً واحداً وموطنهما الأصلي واحد، والتمايز العرقي النسبي بينهما ظهر وتبلور لاحقاً، بعد أن غادروا موطنهم الأم، وامتزجوا بأعراق أخرى أوربية وسواها. ويرى هؤلاء كذلك أن كلمة تتار لا تعني شعباً آخر غير مغولي، وإن طغيان التسمية على المغول سببه الدور الحربي البارز والقيادي الذي قامت به قبائل التَّتر المشاركة في غزوات جنكيزخان وخلفه.
إن ظهور التَّتار كقبائل متميزة يرجعه العالم «س.إ.بروك» إلى نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلادي، وقد عاشوا ضمن القبائل المغولية، ويرجح كذلك أن موطنهم الأصلي جنوب شرق بحيرة بايكال، بينما يعتقد «ثيودور شاباو» أنهم عاشوا أولاً في شرقي منغوليا وغربي منشوريا، وذلك في القرن الخامس الميلادي، وكونوا مع القبائل التركية الأخرى ما يعرف بالقبيلة الذهبية Golden Horde. في الواقع أن تسمية منغولية تاريخياً تعني أرضاً واسعة غير محددة تماماً، تضم وسط آسيا وشمال الصين، أو ما يعرف بمنغولية الخارجية ومنطقة تانوتوفا Tanutova، الواقعة ضمن روسيا حالياً والمتنازع عليها مع الصين. وكذلك ما يعرف بمنطقة منغولية الداخلية الصينية حالياً.