تسمية المولود لفضيلة الشيخ العلامة : بكر عبدالله أبو زيد
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له.
وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد :
فإن الاسم عنوان المسمى، ودليل عليه، وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه، وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به في الآخرة والأولى، وتنويه بالدين، وإشعار بأنه من أهله – وانظر إلى من يدخل في دين الله ( الإسلام ) كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي، لأنه له شعار – ثم هو رمز يعبر عن هوية والده، ومعيار دقيق لديانته، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته، فهو عندهم كالثوب، إن قصر شان، وإن طال شان.
ولهذا صار من يملك حق التسمية ( الأب ) مأسوراً في قالب الشريعة ولسانها العربي المبين، حتى لا يجني على مولوده باسم يشينه.
ومن أبرز سماته : أن لا يكون في الاسم تشبه بأعداء الله، ذلك النوع من الاسم الذي تسابق إليه بعض أهل ملتنا، نتيجة اتصال المشارق بالمغارب، أو عرض إعلامي فاسد، على حين غفلة من أناس، وجهل من آخرين، وخفض جناح وتراخ في القبض على فاضل الأخلاق.
وسبحان الله ! كم وقع في حبائلها من أناس يشار إليهم.
كم من عظيم القدر في نفسه .*.*.*. قد نام في جبة ملاح
ألا إنه ليرثى لحالهم، إذ كيف تراه متسلسلاً من أصلاب إسلامية كالسبيكة الذهبية، ثم تموج به الأهواء فيصبغ مولوده بهوية أجنبية، مسمياً له بأسماء غضب الله عليهم من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من أمم الكفر ؟!
فعلى المسلمين بعامة، وعلى أهل هذه الجزيرة العربية بخاصة : العناية في تسمية مواليدهم بما لا ينابذ الشريعة بوجه، ولا يخرج عن سنن لغة العرب، حتى إذا أتى إلى بلادهم الوافد، أو خرج منها القاطن، فلا يسمع الآخرون إلا : عبدالله، وعبدالرحمن، ومحمدًا، وأحمد، وعائشة، وفاطمة … وهكذا من الأسماء الشرعية في قائمة يطول ذكرها، زخرت بها كتب السير والتراجم.
أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر المرفوضة لغة وشرعاً، والتي قد بلغ الحال من شدة الشغف بها : التكني بأسماء الإناث منها، وهذه معصية المجاهرة، مضافة إلى معصية التسمية بها، فاللهم لا شماتة.
ومنها : آنديرا، جاكلين، جولي، ديانا، سوزان - ومعناها : الإبرة أو المحرقة - فالي، فكتوريا، كلوريا، لارا، لندا، ليسندا ، مايا، منوليا، هايدي، يارا.
وتلك الأسماء الأعجمية - فارسية أو تركية أو بربرية - : مرفت، جودت، حقي، فوزي، شيريهان، شيرين، نيفين …
تلك التفاهة الهمل : زوزو، فيفي، ميمي ..
وتلك الأسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة: أحلام، أريج، تغريد، غادة، فاتن، ناهد، هيام، وهو بضم الهاء : ما يشبه الجنون من العشق أو داء يصيب الإبل، وبفتحها : الرمل المنهار الذي لا يتماسك.
وهكذا في سلسلة يطول ذكرها.
أنادي بلسان الشريعة الإسلامية على المسلمين أن يتقوا الله، وأن يلتزموا بأدب الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يؤذوا السمع والبصر في تلكم الأسماء المرذولة، وأن لا يؤذوا أولادهم بها، فيحجبوا بذلك عنهم زينتم : الأسماء الشرعية.
وما هذه إلا ظاهرة مرضية مؤذية، يجب على من بسط الله يده أن يصدها عن مواليد المسلمين، فليزمهم عن طريق الأحوال المدنية بالأسماء المشروعة فحسب، فلا يسجل إلا ما كان شرعياً.
وإذا كانت القوانين تصدر في فرنسا وغيرها لضبط اختيار أسماء المواليد حتى لا تخرج عن تاريخهم، ولا تعارض مع قيمهم الوطنية، وإذا لزم المسلمون في بلغاريا بتغيير أسمائهم الإسلامية، فنحن في الالتزام بدين الله ( الإسلام ) أحق من أمم الكفر.
وعليه، فهذه صفحات طيبات مباركات، أهديها إلى كل مسلم له مولود في الإسلام، لأدله على هدي النبوة وأنوارها، وميدان العربية ولسانها، في تسمية المولود، وله من عاجل البشرى في ذلك أجر ومثوبة على حسن الاختيار وفضل الاقتداء بالإسلام والسنة، فهو مبارك على نفسه ومولوده وأمته، ولأنتشله من دائرة التبعية الماسخة والمتابعة المذلة في أدواء المشابهة، والأسماء الغثة المائعة ، وتلك التي قد يبدو لها جرس وبريق وهي تحمل معاني مرذولة مخذولة، استجابة لثقافة وافدة تناهضه في دينه وخلقه ولغته، وتشحنه بأنواع الأذايا والبلايا الصارفة له عن عزته مسلماً، فتحوله إلى عامل يساهم - وبدون مقابل- في نشر أسباب الوهن والإيذاء والاسترخاء لأمته.
إن حجب الاسم الشرعي عن المولود سابقة لتفريغه من ذاته، وانقطاع للعنوان الإسلامي في عمود نسبه، فضلاً عما يتبع ذلك من الإثم والجناح.
وأقول : إنني تأملت عامة الذنوب والمعاصي فوجدت الذنوب والمعاصي إذا تاب العبد منها، فإن التوبة تجذمها وتقطع سيئ أثرها لتوها، فكما أن الإسلام يجب ما قبله وأكبره الشرك، فإن التوبة تجب ما قبلها متى اكتملت شروطها المعتبرة في شرعًا ، وهي معلومة أو بحكم المعلومة .
لكن هناك معصية تتسلسل في الأصلاب، وعارها يلحق الأحفاد من الأجداد، ويتندر بها الرجال على الرجال، والولدان على الولدان، والنسوة على النسوان، فالتوبة منها تحتاج إلى مشوار طويل العثار، لأنها مسجلة في وثائق المعاش من حين استهلال المولود صارخاً في هذه الحياة الدنيا إلى ما شاء الله من حياته، في : شهادة الميلاد، وحفيظة النفوس، وبطاقة الأحوال، والشهادات الدراسية، ورخصة القيادة، والوثائق الشرعية .. إنها تسمية المولود التي تعثر فيها الأب، فلم يهتد لاسم يقره الشرع المطهر ويستوعبه اللسان العربي، وتستلهمه الفطرة السليمة.
وهذه واحدة من إفرازات التموجات الفكرية التي ذهبت بعضها بالآباء كل مذهب، كل بقدر ما أثر به من ثقافة وافدة، وكان من أسوئها ما نفث به بعض المستغربين منا من عشق كلف وظمأ شديد لأسماء الكافرين، والتقاط كل اسم رخو متخاذل، وعزوف سادر عن زينة المواليد : الأسماء الشرعية.
وهكذا سرت هذه الأسماء الأجنبية عنا من كل وجه : عن لغتتنا، وديننا، وقيمنا، وأخلاقنا، وكرامتنا، مطوحة الغفلة بنا حينا، والتبعية المذلة أحياناً، فتولدت هذه الفتنة العمياء الصماء في صفوف المسلمين، وانحسرت هذه الزينة عمن شاء الله من مواليدهم.
فهذا الوليد في أي دار من دور المسلمين حجبت عنه زينته (الاسم الشرعي) وجلل بلباس أجنبي عنه (اسم أعجمي) قاتم، كدر، يؤذي الأسماع خبره، ويرهق البصائر مخبره.
وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن المولود يعرف دينه من اسمه، فكيف نميز أبناء المسلمين وفينا من يسميهم بأسماء الكافرين ؟!
فعجيب – والله – ممن يحجب عن مولوده شعاره فيلج هذه المضايق، ليختار اسماً منابذاً للشرع، شططاً عن لسان العرب، متغلغلاً في قتام العجمة المولدة، فكأنما ضاقت عليه لغة العرب فلم يجد فيها ما يتسع لاسم مولوده.
وقديماً قال بعضهم يهجو رجلاً اسمه خنجر :
أمن عوز الأسماء سميت خنجراً .*.*.*.*. .......................
ونحن نقول للمتهافتين في عصرنا :
أمن عوز الأسماء سميت فاليا .*.*.*.*.*. وشر سمات المسلمين الكوافر
وأعجب من هذا أنك لا ترى منتشراً في الكافرين من يتسمى بالأسماء الخاصة بالمسلمين، ألا أن هذه عزة الكافر وهي مرذولة، أما عزة المسلم فهي محمودة مطلوبة، فكيف نفرط فيها، ونتحول إلى أتباع لأعدائنا، نتبع السنن، وهجر السنن ؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ومع هذه الفلتات والتفلتات، فهناك أمور ضابطة تصد هذا الزحف، وتحمي الصف، فالشكر لله تعالى أولاً، ثم لحماة دينه وشرعه ثانياً، كل بقدر ما بذل ويبذل من توجيه وإصلاح، ففي قلب جزيرة العرب هناك مجموعة من القرارات الضابطة في المضامين الآتية :
1 - التزام الأسماء الشرعية للمواليد.
2 - المنع البات من تسجيل أي اسم غير شرعي.
3 - المنع من تسجيل الاسم المركب من اسمين : لما فيه من الإيهام والاشتباه.
4 - التزام وصلة النسب ( لفظة : ابن ) بين الأعلام.
وهنا أذكر حقيقة تاريخية مهمة ، هي : أن التزام لفظة ( ابن ) بين اسم الابن وأبيه مثلاً كانت لا يعرف سواها على اختلاف الأمم، ثم لظاهرة تبني غير الرشدة في أوربا صار المتبني يفرق بين ابنه لصلبه فيقول (فلان ابن فلان )، وبين ابنه لغير صلبه فيقول : ( فلان فلان )، بإسقاط لفظة (ابن)، ثم أسقطت في الجميع، ثم سرى هذا الإسقاط إلى المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري فصاروا يقولون مثلاً : محمد عبدالله !
وهذا أسلوب مولد، دخيل، لا تعرفه العرب، ولا يقره لسانها، فلا محل له من الإعراب عندها.
وهل سمعت الدنيا فيمن يذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : محمد عبدالله ! ولو قالها قائل لهجن وأدب، فلماذا نعدل عن الاقتداء وهو أهدى طريقاً وأعدل سبيلاً وأقوم قيلاً ؟!
وانظر إلى هذا الإسقاط كيف كان داعية الاشتباه عند اشتراك الاسم بين الذكور والإناث ، مثل : أسماء وخارجة ، فلا يتبين على الورق إلا بذكر وصلة النسب : ( ابن ) فلان أو ( بنت ) فلان.
وأخيراً أقول : من هذا وذاك وغيرهما من الأسباب رأيت أن أبين للمسلمين هدي الإسلام في تسمية المواليد وأهميتها، وأنها ذات خطر شديد المرمى، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
وإن الأمر سهل ميسور - ولله الحمد - فلا يحتاج إلى بحث ولا قواميس، ولا معاجم، إذ هو أمر التقت فيه دلالة الشرع مع سلامة الفطرة، فما على المسلم إلا أن يعبد اسم مولوده باسم من أسماء الله تعالى، أو يدير فكره ونظره في محيط أسماء أنبياء الله ورسله الصالحين من عباده من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن بعدهم ممن اهتدى بهديهم، ونحو ذلك مما يجري على سنن لسان العرب، فيختار ما لا يأباه الشرع، وإن ضاقت عليه الدائرة، فليسترشد بعالم يعرف جودة رأيه، وصفاء اعتقاده، وسلامة ذوقه وحسب، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعرضون أولادهم على النبي صلى الله عليه وسلم فيسميهم، وهذا دليل على مشروعية مشورة أهل العلم وطلبته في ذلك.
وهذه أيضاً واحدة من وسائل الربط بين العلماء وعامة المسلمين.
بعد هذه المقدمة الكاشفة عن معالم التسمية ودوافع الكتابة فيها أسوق إليك الهدي النبوي في تسمية المولود ، محفوفاً بنصوصه الشرعية ، وقد التزمت أن لا أورد إلا حديثاً صحيحاً.
وهي معقودة في عشرة أصول.
وليسمح لي الناظر فيه من سياق الأساليب الزجرية، فإن مقارعة الظواهر التقليدية الفاشية دعت إلى هذا، عسى أن تتم اليقظة لمجافاتها والضرب دونها بسور ليس له باب راجياً من الله تعالى أن يلاقي هذا الكتاب نفوساً طيبة مطمئنة راغبة في الخير، فتستفيد منه وتفيد، وما أنا فيه إلا كما قيل :
لأبـلي عذراً أو لأبـلغ حاجـة .*.*.*.*. ومبلغ نفس عذرها مثل منجح
بارك الله لك أيها المسلم في مولودك فشكرت الوهاب وبورك في الموهوب.
والله ولي التوفيق والسداد
الأصول المهمة في الأسماء
• الأصل الأول : في أهمية الاسم وآثاره على المولود ووالديه وأمته
لا بد - قبل - من الوقوف على حقيقة الاسم :
فقيل : مشتق من الوسم، بمعنى : العلامة، ولهذا قيل له : اسم، لأنه يسم من سمي به ويعلم عليه، وهذا في القرآن الكريم كثير، كما قال الله تعالى : يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا . [ مريم : 7 ].
وقيل : من السمو بمعنى : العلو.
وجائز اجتماع المعنيين في خصوص تسمية الآدميين من المسلمين ، فيكون الاسم من العلامة السامية العالية .
وجمعه على : أسماء، وأسام، وأسامي.
فحقيقة الاسم للمولود : التعريف به، وعنونته بما يميزه على وجه يليق بكرامته آدمياً مسلماً.
ولهذا اتفق العلماء على وجوب التسمية للرجال والنساء.
وعليه، فإذا لم تكن تسمية، بقى المولود مجهولاً غير معلوم، مختلطاً بغيره غير متميز، إذ الاسم يحدد المولود ويميزه ويعرف به.
وانظر كيف كان الإسناد عند المحدثين إذا جاء فيه من أيهم اسمه أو أهمل ، صار السند من قسم الضعيف حتى يعرف، للوقوف على حاله.
فإذا ناقض الأب هذه الحقيقة الشرعية، فعدل إلى اختيار اسم لا يقره الشرع ولا يسعه لسان العرب، أحدث هذا الاختيار صراعاً وتناقضاً بين كرامته آدمياً مسلماً وبين عنوانه الذي لم يحسن اختياره.
فمن حقيقته هذه نعرف أهميته، ولماذا يقترن بها من أوليات مهمة.
فالاسم هو أول ما يواجه المولود إذا خرج من ظلمات الأرحام.
والاسم أول صفة تميز في بني جنسه.
والاسم أول فعل يقوم به الأب مع مولوده مما له صفة التوارث والاستمرار.
والاسم أول وسيلة يدخل بها المولود في ديوان الأمة.
فمن حقيقته وأولياته تبدو أهميته، ويزيد في ظهورها أن الاسم مع أنه أمر معنوي لا ثمن له يدفع مقابل الاختيار، فهو ينافس المال في المحافظة عليه، وعدم التفريط به، والمنازعة في تحويره والاعتداء عليه.
قال الجاحظ : " كان عندنا حارس يكني أبا خزيمة فقلت يوماً وقد خطر على بالي : كيف اكتني هذا العلج الألكن بأبي خزيمة ؟ ثم رأيته فقلت له : خبرني عنك، أكان أبوك يسمى خزيمة ؟ قال: لا . قلت : فجدك أو عمك أو خالك ؟ قال : لا. قلت : فلك ابن يسمي خزيمه؟ قال: لا . قلت: فكان لك مولى يسمى خزيمه؟ قال: لا. قلت: فكان في قريتك رجل صالح أو فقيه يسمى خزيمة ؟ قال : لا. قلت : فلم اكتنيت بأبي خزيمة وأنت علج ألكن، وأنت فقير، وأنت حارس ؟ قال : هكذا اشتهيت . قلت : فلأي شئ اشتهيت هذه الكنية من بين جميع الكنى ؟ قال : ما يدريني ؟ قلت : فتبيعها الساعة بدينار وتكتني بأي كنية شئت ؟ قال : لا والله ، ولا بالدنيا وما فيها ".
فيا أيها المسلم ! أكرر مؤكداً ، وبالحق مذكراً : إن الاسم عنوان المسمى فإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن المولود يعرف من اسمه في معتقده ووجهته ، بل اعتقاد من اختار له هذا الاسم ومدى بصيرته وتصوره.
فاسم المولود وعاء له، وعنوان عليه، فهو مرتبط به، ومن خلال دلالته يقوم المولود ووالده وحال أمته، وما هنالك من مثل وأخلاق وقيم، فهو يدل على المولود لشدة المناسبة بين الاسم والمسمى، وهذا أمر قدره العزيز العليم، وألهمه نفوس العباد ، وجعله في قلوبهم.
وقل أن يوجد لقب مثلاً إلا وهو يتناسب أو يقارب مع الملقب به.
ومن المشهور في كلام الناس : الألقاب تنزل من السماء، فلا تكاد تجد الاسم الغليظ الشنيع إلا على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه.
ومن المنتشر قولهم : " لكل مسمى من اسمه نصيب " .. وقيل :
وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب .*.*.*.*.*. إلا ومعناه في اسم منه أو لقب
والأسماء قوالب للمعاني ودالة عليها، ولهذا، فمن أصول لسان العرب : أن المعنى يؤخذ من المبنى ويدل عليه.
ولهذا نرى - كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى - :
أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم، وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم.
ولهذا كان بعض الناس إذا رأى شخصاً، تخيل اسمه، فكان كما تصور، فلا يكاد يخطئ.
فحقاً إن للأسماء تأثيرات في المسميات، في الحسن، والقبح، والخفة والثقل، واللطافة والكثافة.
فأحسن أيها المسلم - بارك الله فيما رزقك - إلى مولودك وإلى نفسك وإلى أمتك باختيار الاسم الحسن في لفظه ومعناه.
وإن حسن الاختيار يدل على أكثر من معنى، فهو يدل على مدى ارتباط الأب المسلم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومدى سلامة تفكيره من أي مؤثر يصرفه عن طريق الرشد والاستقامة والإحسان إلى المولود بالاسم الحسن.
وبالجملة، فهو الرمز الذي يعبر عن هوية من اختار الاسم والمعيار الدقيق لثقافته.
ومن الدارج في كلام الناس : " من اسمك أعرف أباك ".
والاسم يربط المولود بهدي الشريعة وآدابها، ويكون الوليد مباركاً فيذكر اسمه بالمسمى عليه من نبي أو عبد صالح، ليحصل على فضل الدعاء والاقتداء بهدي السلف الصالح، فتحفظ أسماؤهم ، ويذكر بأوصافهم وأحوالهم، وتستمر سلسلة الإصلاح في عقب الأمة ونسلها.
وفيه إشباع نفس المولود بالعزة والكرامة، فإنه حين يشب عن طوقه، ويميز بين خمسة وستة، ويكون في سن التساؤلات ( السابعة من عمره )، يبدو هذا السؤال : على ما سميتني يا أبتاه ؟ ولماذا اخترت هذا الاسم ؟ وما معناه ؟ حينئذ يقع الأب في غمرة السرور إن كان أحسن الاختيار، أو يقع في ورطة أمام ابنه القاصر عن سن البلوغ، فتنكشف ضحالة الأب، وسخف عقله، فكان الأب من أول مراحل تربيته لابنه يلبسه لباساً أجنبياً عنه، ويضعه في وعاء لا يلائمه، وهذا انحراف عن سبيل الهدى والرشاد، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه.." حديث.
وبالجملة ، فالاسم هو الوعاء الذي يستقر في مشموله المولود، فإذا استكملت اسمه الثلاثي مثلاً ، حصل لك التصور الأولى عنه، وتسابقت إلى ذهنك دلالات هذه الأسماء لتكييف هذا الإنسان وتقويمه.
وإذا كانت هذه من آثار الاسم على الولد ووالده، فانظر من وراء هذا ماذا يلحق الأمة من تكثيف هذه الأسماء المحرمة، وبخاصة الغربية منها :
فللاسم تأثير على الأمة في سلوكها وأخلاقياتها على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها .. ".
ويعطي رؤية واضحة لمدى تأثير التموجات الفكرية والعقدية على الأمة وانحسارها عن أخلاقياتها وآدابها.
وماذا من استيلاء العجمة عليها وماذا استيلاء العجمة عليها ومداخلة الثقافات الوافدة لها؟
وماذا من انقطاع حبل الاتصال في عمود النسب عند نكث اليد من الصبغة الإسلامية: الأسماء الشرعية؟
ثم هو – بعد - من علائم الأمة المغلوبة بعقدة النقص والاستيلاء عليها، إذ النفس مولعة أبدا بالاقتداء بالمتغلب عليها، كالعبد المملوك مع سيده.
ثم هو أيضاً يدل على أن الأمة ملقى حبلها على غاربها، وأن ليس فيها رجال يطفئون جذوة ما تعاظم في صدورهم من شأن ذلك الغالب الفاجر.
وبناء على ما تقدم ، صار حسن الاختيار لاسم المولود من الواجبات الشرعية.
ويأتيك بيانه في الأصلين الخامس والسادس.
•الأصل الثاني : في وقت التسمية
جاءت السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على ثلاثة وجوه :
1 - تسمية المولود يوم ولادته.
2 - تسميته إلى ثلاثة أيام من ولادته.
3 - تسميته يوم سابعه.
وهذا اختلاف تنوع يدل على أن في الأمر سعة والحمد لله رب العالمين.
•الأصل الثالث : التسمية حق للأب
لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود، وليس للأم حق منازعته، فإذا تنازعا فهي للأب.
وبناءً على ذلك فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة، وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم.
كما أنه ثبت عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يعرضون موالديهم على النبي صلى الله عليه وسلم فيسميهم، وهذا يدل على أن على الأب عرض المشورة في التسمية على عالم بالسنة أو من أهل السنة يثق بدينه وعلمه، ليدله على الاسم الحسن بمولوده.
• الأصل الرابع : المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه
كما أن التسمية من حق الأب، فإن المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه، ويدعى بأبيه لا بأمه، فيقال في إنشاء التسمية : فلان ابن فلان، فلا يقال : ابن فلانة، ويقال في دعاءه ومناداته والإخبار عنه : يا ابن فلان، ولا يقال : يا ابن فلانة ، قال الله تعالى : ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) [الأحزاب:5].
والدعاء يستعمل استعمال التسمية، فيقال : دعوت ابني زيدًا، أي : سميته ، قال الله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ) [ النور : 63]، وذلك خطاب من كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : يا محمد ! أي : قولوا : يا رسول الله ! يا نبي الله !
ولهذا يدعى الناس يوم القيامة بآبائهم : فلان ابن فلان، كما ثبت الحديث بذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الغادر يرفع له لواء يوم القيامة ، يقال : هذه غدرة فلان ابن فلان ". رواه البخاري وترجم عليه بقوله : " باب ما يدعى الناس بآبائهم"
وهذا من أسرار التشريع، إذ النسبة إلى الأب أشد في التعريف وأبلغ في التمييز، لأن الأب هو صاحب القوامة على ولده وأمه في الدار وخارجها، ومن أجله يظهر في المجامع والأسواق، ويركب الأخطار في الأسفار لجلب الرزق الحلال والسعي في مصالحهم وشئونهم، فناسبت النسبة إليه لا إلى ربات الخدور ، ومن أمرهن الله تعالى بقوله : ( وقرن في بيوتكن ) [ الأحزاب : 33 ].
• الأصل الخامس : في حسن الاختيار
يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي واللسان العربي، فيكون : حسناً، عذباً في اللسان، مقبولاً للأسماع، يحمل معنى شريفاً كريماً، ووصفاً سابقاً خالياً مما دلت الشريعة على تحريمه أو كراهته ، مثل : لوثة العجمة، وشوائب التشبه، والمعاني الرخوة.
ومعنى هذا أن لا تختار اسماً إلا وقد قلبت النظر في سلامة لفظه، ومعناه ، على علم ووعي وإدراك، وإن استشرت بصيراً في سلامته مما يحذر، فهو أسلم وأحكم.
ومن الجاري قولهم : حق الولد على والده أن يختار له أمة كريمة، وأن يسميه اسماً حسناً وأن يورثه أدباً حسناً.
والأسماء المشروعة رتب ومنازل، وإليك بيانهاً في الأصل الآتي :
• الأصل السادس : في مراتب الأسماء استحبابا وجوازاً
هي في الاستحباب والجواز رتب ومنازل على الترتيب الآتي :
1 - استحباب التسمية بهذين الاسمين : عبدالله، وعبدالرحمن، وهما أحب الأسماء إلى الله تعالى ، كما ثبت الحديث بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، وذلك لاشتمالهما على وصف العبودية التي هي الحقيقة للإنسان.
وقد خصهما الله في القرآن بإضافة العبودية إليهما دون سائر أسمائه الحسنى، وذلك في قوله تعالى: ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) [ الجن : 19 ]، وقوله سبحانه : ( وعباد الرحمن ) [الفرقان :63]، وجمع بينهما في قوله تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) [الإسراء: 110].
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه عمه العباس : عبدالله رضي الله عنهما.
وفي الصحابة رضي الله عنهم نحو ثلاثمائة رجل كلاً منهم اسمه عبدالله، وبه سمي أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة إلى المدينة : عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما.
2 - ثم استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى ،مثل : عبدالعزيز ، عبدالملك ، وأول من تسمى بهما ابنا مروان بن الحكم.
والرافضة لا تسمي بهذين الاسمين منابذة للأمويين، وهذا محض عدوان واعتداء ( وهذا شأنهم في مجموعة من الأسماء، منها : سائر أسماء بني أمية مثل : معاوية، ويزيد، ومروان، وهشام... ، وقد حرموا أنفسهم من التسمي باسم عبدالرحمن، لأن قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، هو عبدالرحمن بن ملجم ).
وأسماء الله توقيفية بدليل من كتاب أو سنة وسترى جملتها في حرف العين من دليل الأسماء الآتي في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن الهروي رحمه الله تعالى قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى، قال : وكذلك أهل بيتنا.
والحمد لله، قل بيت من بيوت المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا وفيه من هذه الأسماء الكريمة المعبدة باسم الله تعالى، أو المحمدة باسم من أسماء نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا قرأت عمود النسب لأي علم من أعلام المسلمين في كتب التراجم، وجدت الأمر كذلك، فلنكن هكذا، ولنصل الخلف بهدي السلف.
3 - التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله ، لأنهم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم أزكي الأعمال ، فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم.
وقد أجمع العلماء على جواز التسمية بها ، إلا ما يؤثر عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أنه كتب : " لا تسموا أحداً باسم نبي " رواه الطبري .
وهذا النهي منه رضي الله عنه لئلا يبتذل الاسم وينتهك، لكن ورد ما يدل على رجوعه عن ذلك، كما قرره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى .
والتسمية ببعضها منتشرة في صدر هذه الأمة وسلفها ، وقد سمى النبي ابنه باسم أبيه إبراهيم ، فقال : " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم " رواه مسلم.
وبه سمى صلى الله عليه وسلم أكبر ولد أبي موسى رضي الله عنه.
وعن يوسف بن عبدالله بن سلام، قال " سماني النبي صلى الله عليه وسلم يوسف " رواه البخاري في "الأدب المفرد " والترمذي في " الشمائل "، وقال ابن حجر : " سنده صحيح "
وأفضل أسماء الأنبياء : أسماء نبينا ورسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين أجمعين.
وبعد الإجماع على جواز التسمية باسمه صلى الله عليه وسلم اختلف العلماء في حكم الجمع بين اسمه وكنيته : محمد أبو القاسم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " والصواب أن التسمي باسمه جائز، والتكني بكنيته ممنوع منه، والمنع في حياته أشد، والجمع بينهما ممنوع منه ": انتهى
وهاهنا لطيفة عجيبة، وهي أن أول من سمى أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو : أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض والخليل مولود سنة ( 100هـ).
4 - التسمية بأسماء الصالحين من المسلمين، فقد ثبت من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي : " أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين من قبلهم " رواه مسلم.
وصحابة رسول الله هم رأس الصالحين في هذه الأمة، وهكذا من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرًا لطيفا في ذلك ، فهذا الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه سمى ولده - وهم تسعة - بأسماء بعض شهداء بدر رضي الله عنهم، وهم : عبدالله ، المنذر، عروة، حمزة، جعفر، مصعب، عبيدة، خالد، عمر .
وهكذا يوجد في المسلمين من سمي أولاده بأسماء الخلفاء الأربعة الراشدين رضي الله عنهم : عبدالله ( أبو بكر )، عمر، عثمان، علي، رضي الله عنهم، ومن سمى بناته بأسماء أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا ...
5 - ثم يأتي من الأسماء ما كان وصفاً صادقاً للإنسان بشروطه وآدابه، وإليك بيانها في الأصل بعده.
• الأصل السابع : في شروط التسمية وآدابها
من نصوص السنة، أمراً ونهياً ودلالة وإرشاداً، وبمقتضى قواعد الشريعة وأصولها، يتبين أن اسم المولود يكتسب الصفة الشرعية متى توفر فيه هذان الشرطان :
الشرط الأول : أن يكون عربياً، فيخرج به كل اسم أعجمي، ومولد ودخيل على لسان العرب.
الشرط الثاني : أن يكون حسن المبنى والمعنى لغة وشرعاً، ويخرج بهذا كل اسم محرم أو مكروه، إما في لفظه أو معناه أو فيهما كليهما، وإن كان جارياً في نظام العربية، كالتسمي بما معناه التزكية، أو المذمة، أو السب، بل يسمى بما كان صدقاً وحقاً.
قال الطبري رحمه الله : " لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى، ولا باسم يقتضي التزكية له، ولا باسم معناه السب، ولو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص، ولا يقصد بها حقيقة الصفة. لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم، فيظن أنه صفة للمسمى، فلذلك كان صلى الله عليه وسلم يحول الاسم إلى ما إذا دعى به صاحبه كان صدقاً ".
قال : " وقد غير رسول الله عدة أسماء " انتهى.
وللأسماء أيضا جملة آداب يحسن أخذها بالاعتبار ما أمكن :
1 - الحرص على اختيار الاسم الأحب فالمحبوب حسبما سبق من بيان لمراتبه في الأصل السادس.
2 - مراعاة قلة حروف الاسم ما أمكن.
3 - مراعاة خفة النطق به على الألسن.
4 - مراعاة التسمية بما يسرع تمكنه من سمع السامع.
5 - مراعاة الملائمة، فلا يكون الاسم خارجاً عن أسماء، أهل طبقته وملته وأهل مرتبته.
وهذا أدب مهم رفيع، وإحساس مرهف لطيف، نبه عليه العلامة الماوردي رحمه الله في كتابه "نصيحة الملوك". (ص167) فقال :
" فإذا ولد المولود ، فإن من أول كراماته له وبره به أن يحليه باسم حسن وكنية لطيفة شريفة،فإن للاسم الحسن موقعاً في النفوس مع أول سماعه.
وكذلك أمر الله عباده، وأوجب عليهم أن يدعوه بالأسماء الحسنى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) [ الأعراف : 180 ]، وأمر أن يصفوه بالصفات العلى، فقال : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) [ الإسراء : 110].
واختار النبي صلى الله عليه وسلم أسماء أولاده اختياراً، وآثرها إيثاراً ، ونهى عليه السلام أن يجمع أحد من المسلمين بين اسمه وكنيته، وقال : " أحب الأسماء عند الله عبدالله وعبدالرحمن ".
وإنما جهة الاختيار لذلك في ثلاثة أشياء :
منها : " أن يكون الاسم مأخوذاً من أسماء أهل الدين،من الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، ينوي بذلك التقرب إلى الله جل اسمه بمحبتهم وإحياء أساميهم والاقتداء بالله جل اسمه في اختيار تلك الأسماء لأوليائه، وما جاء به الدين ، كما قد روينا عنه في أن أحب الأسماء إلى الله عبدالله وأمثاله.
ومنها : أن يكون الاسم قليل الحروف، خفيفاً على الألسن، سهلاً في اللفظ، سريع التمكن من السمع، قال أبو نواس في هذا الاسم :
فقلنا له ما الاسم قال سموأل .*.*.*.*.*. على أنني أكني بعمرو ولا عمرا
وما شرفـتني كنية عربية .*.*.*.*.*.*. ولا أكسبتني لا ثناء ولا فخـراً
ولكنها خفت وقلت حروفها .*.*.*.*.*. ولست كأخرى إنما جعلت وقرا
فأخبر - كما ترى - أنه اختارها على بغضه لأهلها ، لقلة حروفها وخفتها على اللسان وفي السمع.
ومنها : أن يكون حسناً في المعنى، ملائماً لحال المسمى، جارياً في أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته " انتهى كلام الماوردي.
وهذا بمعنى ما تقدم في فواتح هذا الكتاب : أن الاسم كالثوب، إن قصر شان، وإن طال شان.
فمراعاة أسماء أهل طبقته وقبيلته ربط أسري والتحام عائلي.
ومراعاة أسماء أهل ملته ربط ديني عقدي.
ومراعاة أسماء أهل مرتبته ربط أدبي بإنزال المرء نفسه منزلها، حتى لا يتندر به.
فهذه اللفتة النفسية من الماوردي رحمه الله تعالى أذكر بها عرب هذه الجزيرة للابتعاد عن هذه الأسماء التي لا تليق بخصوص قيمهم، وأن من الأسماء ما يستملح على الصغير ثم إذا كبر صار مشيناً، كالثوب القصير على الطويل.
وفي تفسير قول الله تعالى عن عبده يحيى : ( لم نجعل له من قبل سميا ) [ مريم : 7 ]، قال القرطبي رحمه الله تعالى : " وفي هذه الآية دليل وشاهد أن الأسامي السنع - أي : الجميلة - جديرة بالأثرة، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية، لكونها أنبه وأنزه، حتى قال القائل :
سنع الأسـامي مسبلي أزر .*.*.*.*.*.*.*. حمـرٍ تمس الأرض بالهـدب
وقال رؤبة للنسابة البكرى وقد سأله عن نسبه : أنا ابن العجاج. فقال : قصرت وعرفت " انتهى
• الأصل الثامن : في الأسماء المحرمة
دلت الشريعة على تحريم تسمية المولود في واحد من الوجوه الآتية :
1 - اتفق المسلمون على أنه يحرم كل اسم معبد لغير الله تعالى، من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك ، مثل : عبد الرسول، عبد النبي ، عبد علي، عبد الحسين، عبد الأمير ( يعني : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه )، عبد الصاحب ( يعني : صاحب الزمان المهدي المنتظر )، وهي تسميات الروافض.
وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم كل اسم معبد لغير الله تعالى ، مثل : عبد العزى، عبد الكعبة ، عبد شمس، عبد الحارث.
ومن هذا الباب : غلام الرسول، غلام محمد، أي : عبد الرسول ... وهكذا.
والصحيح في عبد المطلب المنع.
ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى وليست كذلك مثل : عبد المقصود، عبد الستار، عبد الموجود، عبد المعبود، عبد الهوه، عبد المرسل، عبد الوحيد، عبد الطالب ... فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين :
من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع، وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة.
والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
2 - التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى فلا تجوز التسمية باسم يختص به الرب سبحانه، مثل : الرحمن، الرحيم، الخالق، البارئ ... وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع من التسمية بذلك.
وفي القرآن العظيم : ( هل تعلم له سمياً ) [مريم : 15]، أي لا مثيل له يستحق مثل اسم الذي هو الرحمن .
3 - التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم .
والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها.
وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها : بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان ... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه.
وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها.
4 - التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله ومنها : اللات، العزى، إساف، نائلة، هبل...
5 - التسمي بالأسماء الأعجمية، تركية، أو فارسية أو بربرية أو غيرها مما لا تتسع لغة العرب ولسانها، ومنها : ناريمان، شيريهان، نيفين، شادي - بمعنى القرد عندهم - جيهان.
وأما ما ختم بالتاء، مثل : حكمت، عصمت، نجدت، هبت، مرفت، رأفت ... فهي عربية في أصلها، لكن ختمها بالتاء الطويلة المفتوحة - وقد تكون بالتاء المربوطة - تتريك لها أخرجها عن عربيتها، لهذا لا يكون الوقف عليها بالهاء.
والمختومة بالياء مثل : رمزي، حسني، رشدي، حقي، مجدي، رجائي هي عربية في أصلها، لكن تتريكها بالياء في آخرها منع من عربيتها بهذا المبنى، إذ الياء هنا ليست ياء النسبة العربية مثل : ربعي، ووحشي، وسبتي ( لمن ولدت يوم السبت )، ولا ياء المتكلم، مثل : كتابي، بل ياء الإمالة الفارسية والتركية.
وأما لفظ ( فقي ) في مصر، فهو عندهم مختصر ( فقيه ).
ومن الأسماء الفارسية ما ختم بلفظ ( ويه ) ، مثل : سيبويه، وقد أحصى بعضهم اثنين وتسعين اسماً مختومة بلفظ ( ويه )
وفي اللغة الأردية يقحمون الياء في وسط الكلمة علامة للتأنيث، فيقولون في رحمن : ( رحيمن )، وفي كريم : ( كريمن ) ...
6 - كل اسم فيه دعوى ما ليس للمسمى، فيحمل من الدعوى والتزكية والكذب ما لا يقبل بحال.
ومنه ما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ..." الحديث، متفق عليه.
ومثله قياسا على ما حرمه الله ورسوله : سلطان السلاطين، حاكم الحكام ، شاهنشاه ، قاضي القضاة.
وكذلك تحريم التسمية بمثل : سيد الناس، سيد الكل، سيد السادات، ست النساء.
ويحرم إطلاق ( سيد ولد آدم ) على غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم " رواه مسلم.
7 - قال ابن القيم : " التسمية بأسماء الشياطين، كخنزب، والولهان، والأعور، والأجدع
وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك.
•الأصل التاسع : في الأسماء المكروهة
يمكن تصنيفها على ما يلي :
1 - تكره التسمية بما تنفر منه القلوب، لمعانيها، أو ألفاظها، أو لأحدهما، لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم، فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء :
ومنها : حرب، مرة، خنجر، فاضح، فحيط، حطيحط، فدغوش ... وهذا في الأعراب كثير، ومن نظر في دليل الهواتف رأى في بعض الجهات عجباً !
ومنها : هيام و سهام، بضم أولهما : اسم لداء يصيب الإبل.
ومنها : رحاب وعفلق، ولكل منهما معنى قبيح.
ومنها : نادية، أي : البعيدة عن الماء.
2 - ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية، وهذا في تسمية البنات كثير، ومنها : أحلام، أريج، عبير، غادة ( وهي التي تتثنى تيهًا ودلالاً )، فتنة، نهاد، وصال، فاتن، ( أي : بجمالها )، شادية، شادي ( وهما بمعنى المغنية )
3 - ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق الماجنين من الممثلين والمطربين وعمار خشبات المسارح باللهو الباطل.
ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأوا مسرحية فيها نسوة خليعات، سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها، ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض، شاهد مصداقية ذلك ... فإلى الله الشكوى.
4 - ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية، كمثل ( ظالم بن سراق ) فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص امتنع عن تولية صاحب هذا الاسم لما علم أن اسمه هكذا ، كما في " المعرفة والتاريخ " ( 3/201) للفسوي.
5 - وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجن : ومنها : فرعون ، قارون ، هامان ...
6 - ومنه التسمية بأسماء فيها معان غير مرغوبة، كمثل: (خبية بن كناز)، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه قال عنه: "لا حاجة لنا فيه، فهو يخبئ وأبوه يكنز" كما في "المؤتلف والمختلف" (4/1965) للدارقطني.
7 - ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة، ومنها التسمية بما يلي : حنش، حمار، قنفذ، قنيفذ، قردان، كلب، كليب… والعرب حين سمت أولادها بهذه، فإنما لما لحظته من معنى حسن مراد : فالكلب لما فيه من اليقظة والكسب، والحمار لما فيه من الصبر والجلد، وهكذا ... وبهذا بطل غمز الشعوبية للعرب كما أوضحه ابن دريد وابن فارس وغيرهما.
8 - وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ ( الدين) ولفظ ( الإسلام ) مثل : نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام ... وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ، فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ، ولهذا نص بعض العلماء على التحريم ، والأكثر على الكراهة، لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه، وكانت في أول حدوثها ألقاباً زائدة عن الاسم ، ثم استعملت أسماء.
وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهياً عنه من جهتين مثل : شهاب الدين ، فإن الشهاب الشعلة من النار، ثم إضافة ذلك إلى الدين، وقد بلغ الحال في إندونيسيا التسمية بنحو : ذهب الدين، ماس الدين!.
وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بتقي الدين، ويقول " لكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر "
وقد بينت ذلك في " معجم المناهي " و " تغريب الألقاب ".
وأول من لقب الإسلام بذلك هو بهاء الدولة ابن بويه ( ركن الدين ) في القرن الرابع الهجري .
ومن التغالي في نحو هذه الألقاب : زين العابدين، ويختصرونه بلفظ ( زينل ) ، وقسام علي ، ويختصرونه بلفظ ( قسملي ).
وهكذا يقولون - وبخاصة لدى البغاددة - في نحو : سعد الدين، عز الدين، علاء الدين : سعدي، عزي، علائي.
والرافضة يذكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى : سيد العابدين، وهذا لا أصل له، كما في : " منهاج السنة " ( 4/50 )، و " الموضوعات " لابن الجوزي (2/44-45)، وعلي بن الحسين من التابعين، فكيف يسميه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ؟!
فقاتل الله الرافضة ما أكذبهم وأسخف عقولهم !
ومن أسوأ ما رأيت منها التسمية بقولهم : جلب الله، يعني : كلب الله ! كما في لهجة العراقيين، وعند الرافضة منهم يسمونه: جلب علي، أي: كلب علي ! وهم يقصدون أن يكون أميناً مثل أمانة الكلب لصاحبه.
9 - وتكره التسمية بالأسماء المركبة ،مثل : محمد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً فهو الاسم، محمد للتبرك ... وهكذا.
وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس، ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف، وهي من تسميات القرون المتأخرة، كما سبقت الإشارة إليه.
ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجلالة ( الله )، مثل : حسب الله، رحمة الله ، جبره الله، حاشا : عبد الله، فهو من أحب الأسماء إلى الله.
أو المضافة إلى لفظ الرسول، مثل : حسب الرسول، وغلام الرسول ... وبينتها في : " معجم المناهي "، و " تغريب الألقاب ".
10 - وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام ! مثل : جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل.
أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ، فظاهر الحرمة ، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم للملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم.
وقريب من هذا تسمية البنت : ملاك، ملكة.
11 - وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم، مثل : طه، يس ، حم ... " وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، فغير صحيح "
• الأصل العاشر : في المخرج من الأسماء المحرمة أو المكروهة
المخرج هو في تغييرها واستبدالها باسم مستحب شرعاً أو جائز، كما تقدم في الأصلين الخامس والسادس.
وطلب التغيير يكون من الولي الشرعي على القاصر أو من المسمى بعد بلوغه ورشده.
وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة وحولها من الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية، ومن الأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية.
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن " رواه الترمذي.
يعلم ذلك من نظر كتاب " الإصابة في تمييز أسماء صحابة " لابن حجر وقد استقرأتها في كتاب "معجم المناهي اللفظية ". والحمد لله رب العالمين.
وظاهر من هدى النبي صلى الله عليه وسلم في تحويل الأسماء مراعاة القرب في النطق، كتغيير شهاب إلى هشام، وجثامة إلى حسانة.
وهكذا يحول – مثلاً - : عبد النبي إلى عبد الغني، عبد الرسول إلى عبد الغفور، وعبد علي إلى عبد العلي، وعبد الحسين إلى عبد الرحمن، وحنش إلى أنس، وعبد الكاظم إلى عبد القادر... والمهم تحويل الاسم إلى مستحب أو جائز.
•إرشادات يحسن الوقوف عليها قبل اختيار الاسم :
1 - في الصفحات القادمة دليل فيه طليعة الأسماء منتقاة - حسب الإمكان - عبر الضوابط الشرعية واللغوية في اللفظ والمعنى، فهي وإن كانت قليلة فهي كثيرة مباركة.
2 - ليس كل قديم يكون حسناً لقدمه، فهناك أسماء مع قدمها لم أذكرها، لأن معانيها غير مقبولة.
وهناك أسامي مشتركة بين الذكور والإناث لم أذكرها، إلا ما ندر، مثل ( أسماء )، لكن لا أذكره في عاميته الغالبة عليه.
لهذا فننبه لحسن الاختيار إذا جاوزت هذه القائمة.
3 - إذا أردت اختيار اسم لمولودك ، فانظر ما يتلاءم مع أهل بيتك وطبقتك، ولهذا تركت بعض الأسماء مع جوازها ، لأنها لا تتلاءم مع عرب قلب هذه الجزيرة العربية.
ونتيجة لعدم الملاءمة عند اختيار الآباء بعض الأسماء، ترى من يغير اسمه بعد بلوغه بقصد الملاءمة مع أسماء أهل داره وقبيلته.
4 - إذا قبلت الاختيار من هذا الدليل مثلاً ، فليكن على وجوه : إذا ناديته ، إذا كنيت به ،إذا نسبته إلى اسمك، ومدى ملاءمة الاسم للمولود في مراحل حياته من صغره إلى كبره.
وإن حرصت على تناسب أسماء جميع ولدك، فهو ذوق رفيع، وتدقيق جميل.
5 - وأخيراً لا يخلو بيتك من هذه الأسماء الشريفة الجليلة المباركة : عبد الله ، عبد الرحمن، محمد، أحمد، إبراهيم ... عائشة، فاطمة.
دليل طليعة الأسماء
أسماء البنين :
بلال إياد أسباط أحمد
بيان إياس إسحاق إبراهيم
تمام أيوب أسد آدم
تميم بدر أسلم أبان
ثابت البراء إسماعيل أبي
ثامر بشار أسيد أثال
ثواب بشير أنس أثير
جابر بصير أوس إدريس
الجارود بكر أوفى أسامه
رجب خالد حبيب جاسر
رزين خباب حذيفة جامع
رشاد خبيب حريز جبر
رشيد خزيمة حزام جبير
رفاعة خطاب حسام جرير
رفيق خلف حسان جعفر
رمضان خليفة حسيب جنادة
رؤبة خليل الحسن جنيد
روح داود الحسين الجنيد
زاهر ذاود حفص حاتم
زايد ذؤيب حماد حاجب
زبير راضي حمد حارث
الزبير راجح حمدان الحارث
زهران راسم حمزة حازم
زهير راشد حيان حاضر
زياد راغب حيدر حافظ
زيد رافع حيدرة حامد
سابق ربيع سويد حبان
طريف شعيب سلطان ساعي
الطفيل شهر سلمان سالم
طلال شيبان سليمان سبرة
الطيب صابر سليم سبيع
ظافر صاعد سماك سحبان
ظهير صادق سيار السري
عائد صالح سيف سعد
عائذ صخر شافع سمح
عائش صدي شاكر سعدان
عابد صديق شاهين سمرة
عاصم صفوان شبل سعود
عاطف صفي شجاع سمعان
عامر صلاح شداد سعيد
عباد صهيب شريح سنان
عبادة طالب شريك سهل
عباس طارق شريف سفيان
العباس طاهر شعبة سهيل
عبد الله الطاهر عبد الحي سلام
عبد المجيد عبد الغفار عبد الخبير عبد الأحد
عبد المقتدر عبد الغفور عبد الخالق عبد الأعلى
عبد الملك عبد الغني عبد الرب عبد الإله
عبد المجيد عبد الفتاح عبد الرؤوف عبد الأول
عبد المولى عبد القادر عبد الرحمن عبد الآخر
عبد المهيمن عبد القاهر عبد الرحيم عبد الظاهر
عبد النصير عبد القدوس عبد الرزاق عبد الباطن
عبد المنان عبد القدير عبد المجيب عبد البارئ
عبد الواحد عبد القوي عبد السلام عبد البر
عبد الوارث عبد القهار عبد السميع عبد البصير
عبد الواسع عبد القيوم عبد الشكور عبد التواب
عبد الوكيل عبد الكبير عبد الشهيد عبد الجبار
عبد الوالي عبد الكريم عبد العزيز عبد الحسيب
عبد الوهاب عبد اللطيف عبد العظيم عبد الحفيظ
عبيد عبد المؤمن عبد العفو عبد الحق
عتبة عبد المتعالي عبد العليم عبد الحكيم
عثمان عبد المتين عبد العلي عبد الحكم
عدنان عبد المجيد عمران عبد الحليم
فيصل غيهب عمير عدي
القاسم فائد عواد عرب
قاسد فائز عوض عروة
قاصد فاتح عفو عساف
قانع فارس عون عسكر
قتادة فاروق عياش عصام
قثم فاضل عياض عطاء
قحطان فراس عيد عطيه
قدامة فرقد عيسى عفيف
قرة فضالة غازي عقبة
قصي الفضل غالب عقيل
قيس فضيل غانم العلاء
كاتب فلاح غسان علقمة
كبير فهد غطفان علي
كعب فهر غياث عماد
كميل فؤاد غيث عمار
كن