تعريفه:
الخيالُ قوةٌ تتمثّلُ صورَ "صورة ذهنية" نوعٍ معيّنٍ من الإحساساتِ ( بصرية، لمسية...) أو مجموعةً مركّبةً من الصورِ. استعادة صور حسية أم ذهنية هي موجودة فينا.
رأي الفلاسفة التجريبيون:
= الصورة الذهنية يستعيد الفكر تمثّلها استنادا لما أدركه البصر.
= الصورة الذهنية تكرار عقلي مشوش لإدراك حسي سابق.
= الصورة الذهنية صورة ضعيفة للانطباعات أو الإدراكات الحسيّة السابقة، لأنه بقايا هذه الإدراكات بعد غيابها. وهي شبيهة بألبوم الصور ( هيوم ). وينتج عنها:
= انحصار موضوع الخيال في الماضي يكون تذكّراً.
= تعلّق الخيال بشيء ممكن التحقيق يكون استشرافا للمستقبل.
= الخيال يكون أيضا صورة مماثلة لشيء حاضر.
= الخيال ملكة تغيير الصورة الانتقال من الصورة الحاضرة أمامنا إلى الأخرى الغائبة.
= الخيال انفتاح وتجدد وانطلاق، وتجاوز للإدراك الحسي.
= لا خيال ولا فعل تخيلي طالما لم يحدث تغيير في الصور، وتركيب غير منتظر.
المأخذ عليها: صعوبة التمييز بين التصوّر والإدراك. ( قصة فتح النافذة والصوت الخارجي ).
رأي الفلاسفة الحديثون:
رفض الحديثون مفهوم الصورة الذهنية، وتشبيهها بالألبوم.
= ( آلان) يرى:" التخيّل إدراك حسّي فقط، وليس صورة عقلية لإدراك سابق.
= (هوسرل) يرى:" الوعي ليس سلبيا، لهذا ليس حاويا للصور. ( رفض الإدراك المسبق ).
= التخيّل وسيلة تؤكّد غياب الشيء". هوسرل ( كل وعي هو وعي لشيء ما) .
= ( سارتر ) يرى: موقف مزيج من موقف آلان، وموقف هوسرل. يقول:" إنّ تخيّل شيء هو التفكير فيه باعتباره غائبا غير موجود، فهو توجه الوعي إلى الشيء حين لا ألمسه ولا أراه".
= الإدراك فعل فائض عن الوعي ومتجه تحو موضوع حاضر.
= التخيل فعلٌ يقف عند حدود ذاته لأنه متجه نحو موضوع غائب.
نستنتج: "لا وجود لصورة ذهنية خالصة، بل الصورة هي معرفة مرسومة في حركات الجسد، والوعي يهيكل الصورة في الجسد من خلال معارف سابقة.
الخيال الخلاق:
= اهتمام الفلاسفة القدماء بالخيال أكثر من الخيال الخلاق.
= الحديثون: أكثر اهتماما بالإبداع من عدة مجالات( فنية، أدبية، موسيقية، )
= الإبداع هو خلق وإيجاد ما لم يكن موجودا. ( لالاند ) " هو توليف جديد من الأفكار".
= الإبداع رفض الإنسان لقيود الزمان والمكان، ومحاولة تجاوزهما.
= الإبداع تعبير عن تطلع الإنسان إلى إنجازات جديدة، و تطوير للواقع القائم.
= الإبداع تجديد وابتكار.
عناصر الخيال الخلاّق:
1= ثقافة المبدع: إذا كان الإبداع تجاوزا للحاضر والموجود فإنّ الإنسان يتطلّع إلى تمثّل ثقافات عصره الحاضر.
2= الذكاء والكفاءة: لابدّ من الكفاءة الذاتية والمهارة الشخصية والذكاء ليتحقق العمل إلى عمل خلاّق ومبدع، ولكشف علاقات لم تكتشف بعدُ.
3= دوافع المبدع الذاتية: لكل عمل مبدع لا بد له من دافع ذاتي ورغبة في تحقيقه ويتجلى في إشباع حاجة فردية كانت أم جماعية.، وهذا يلعب دورا في اندفاع المبدع للعمل شغفا أو قلقا لتحقيق دورا إبداعيا.
الخيال الخلاّق والإلهام:
عناصر الإبداع الشخصية تحتاج لعوامل بيئية واجتماعية، أهمّها:
= مستوى العصر الثقافي. حاجات المجتمع الضاغطة. والسؤال المطروح : ما طبيعة الخيال المبدع؟ ودور العقل الباطن في عملية الاكتشاف؟ مثلا:
= اكتشاف حل مسألة عفو الخاطر عند الصباح شغلت صاحبها ساعات ليلاً.
= اكتشاف أرخميدس لقانون الطفو. ( قصة الماء المزاح، وجدتها ).
= اكتشاف نيوتن لقانون الجاذبية. ( سقوط التفاحة ).
هذه الاكتشافات الفجائية، التي تحدث فجأة هي ما تسمى وخاصة عند الأدباء والفانين بأوقات " الوحي أو الإلهام" أو الحدس. ما كانت لتحدث لولا البحث الجاد والعمل قبل لحظة الاكتشاف. ولهذا قيل: " كي نكتشف فجأة ، ينبغي أن نكون قد بحثنا من دون أن نجد شيئا ".
وعليه فالخيال المبدع:" هو ثمرة عوامل وجدانية ورغبات مكبوتة في العقل الباطن بقدر ما هو تنظيم عقلي يقيّمه الذكاء، إنّه قدرة العبقري على اكتشاف علاقات جديدة، يعجز الإنسان العادي عن اكتشافها.drawGradient(
)