... لامني بعضُ الأحبة الغيورين –ولا نزكيهم على الله-تعالى-قائلين:
(لماذا) : تتلطّف مع مَن يطعن بك! ويسبُّ عليك ! ويبدّعك ! بل يكفّرك !؟
و(على ماذا) : تدعو له أن يَـ ( ـحفظه الله) ! وأن يُـ ( ـوفّقه الله) ؟!
و (بماذا) : تجيبُ مَن (قد) يُسيئ الظنَّ بك -من (إخوانك)،و(قرّائك)- ؛ ممن توهّموا –أو (قد) يتوهّمون- أن هذا (اللين , والرفق ، و..و..)-مِن جهتك!- مِن باب الضعف! والوهَن! والخوَر !!
فقلتُ –مُستعيذاً بالله من شر نفسي ، وسيِّئات عملي-:
الجوابُ من عدّة وجوه :
أولها : محافظةً مني على وعدٍ قطعتُه على نفسي – أمامَ من اعترضوا (!) على تلطُّفي معه-وله-بقولي-: (بيني وبينك العلم)..
والسبُّ يُنافيه..
والطعن يُنافيه..
وكل تلكم المظاهر -والظواهر- القبيحة ؛ تُنافيه..
ثانيها: احترام السنّ ، والكِبَر ؛ وهو مِن التوقير الذي أُمرنا به –حتى مع من لم يتق الله فينا-فلم يرحم صِغَرَنا –بالنسبة إليه-مع تجاوزي سنَّ الخمسين من السنين!-اللهم أحسن خاتمتَنا- ؛ ناهيك عمّا يتضمّنه هذا من تحقيق بعض معاني قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- :"لا يجزئ من عصى الله فيك ؛ بأحسن من أن تطيع الله فيه"..
ثالثها: حتى يعرفَ المراقبون –المترقّبون- فرقَ ما بين طريقتنا المنضبطة بالخُلُق والحق –ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً-، وطريقة كثيرٍ من غيرنا -والتي نَأََوْا بأنفسهم -بسببها- عن سلوك أقلّ ذلك وأدناه-وللأسف الشديد-..
وما راءٍ كَمَن سمعا !
رابعها : استعمالُ الحِلم مُعينٌ على ضبط النفس ، والتمكّن منها ، والتحكُّم بها ؛ مما قد يكون سبباً في الوصول إلى القرار الصائب -غالباً-؛ فـ " ليس الشديد بالصُّرَعة ، ولكن الشديد الذي لا يملكُ نفسَه عند الغضب"..
خامسها : محاولة التخلّق بأخلاق السلَف الصالح –الذين نتشرّف بالانتساب إليهم ، والدعوة إلى اعتقادهم ، ومنهجهم–وسلوك سبيلهم-رضي الله عنهم،وألحقَنا وإياكم بهم على خير- ؛ الذين تعدّد النقلُ عنهم – بمثل قولهم-: (اتركوا للصلح موضعاً) ؛ مما هو من بعض معاني قول نبي الإسلام –عليه الصلاة والسلام -:"إياك وكلَّ ما يُعتَذَر منه"..
فـ (القوةُ)، و(الضعفُ)-إذن- لا يُقاسانِ –وُجوداً وعدَماً-ألبتّة!- بـ (شدة) ، أو (لين)!
فكم من مبطلٍ غطّى باطلَه (بشدّته وتشدّده)!
وكم من محقٍٍّ ثبّت حقَّه،وأظهر صوابَه (برفقه ولينه)!
.... وفي النقطة –الأخيرة-(الخامسة)-إخواني-:جوابٌ مباشرُ على ما ورد التساؤلُ عنه من قِبَلِ عدد ليس بالقليل من إخواننا المتابعين –من الداخل والخارج-عن سبب إغلاق "منتديات كل السلفيين" لسائر (المواضيع) المتعلِّقة بالفتنة الجارية بين السلفِّيين –ردّنا الله وإياكم -فيها-إلى الحقّ-؛ فضلاً عن عدم فتح (مواضيع) جديدة ذات صِلَةٍ!
... لعلّ .. و.. عَسى..
{وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}..
{وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}..