وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
يضرع كل منا إلى الله أن يهبه التوفيق .. وتجري كلمة التوفيق على ألستنا حينما ندعو للكبير والصغير قائلين :
وفقك الله ..!
وكل منا يقر أن الله وحده ولي التوفيق وهذا الإقرار صادر من عقيدة المسلم الذي يعرف بأن كل شىء من عند الله عز وجل ، بيده الخير وهو على كل شىء قدير ، إن تيسر شىء فبتيسيره سبحانه ، وإن تعسر شىء فبتقديره جل شأنه ..!
يقول تعالى : ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ .. وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
فالتوفيق من وجهة نظري هو إصابة الهدف والرشد إليه وله علامات في حياة صاحبه تظهر في تيسير أموره ، والوصول إلى قصده من أقصر الطرق ، وله علامات في حياة صاحبه تظهر في تيسير أموره والوصول إلى قصده من أقرب طريق ..!
وانبساط الأسباب التي تعينه على بلوغ هدفه وفي الإستجابه لدعائه ومساعدة القدر له على تحقيق مايريد من أهداف الخير وغايات الفلاح ..!
تستطيع أن تلمس الأمثلة الداله على التوفيق في حياتنا وفي مسائل الدنيا وخلال مشوار حياتنا ، كأن تفكــر في لقاء شخص فتجده في طريقك .. أو تلتمس الوسيلة لقضاء مصلحة عند مسئول فتجدك تعرفه بغير وساطة .. أو تتحرك لديك دواعي السفر إلى وجهة ما ، فتتيسر أمامك المواصلات وتتمهد لك الطرق وتطوى المسافات !
تدخل الإختبار، فتجد أول سؤال ، هو ما راجعته قبل دخول قاعة الإختبار.. !
قد تجد التوفيق في صدفة نادرة أو فرصة مواتية أو الهام رائع أو تأليف بارع .. وقد تجده في الخاطرة المشرقة واللمحه المثمرة والإختراع النافع والإكتشاف المفيد للبشرية ..!
وقد تجده في غير ذلك مما نراه ملموساً في حيانتا ونجد اثره طيبا مباركاً في نفوسنا .. !
وحينها تملأ السعادة قلوبنا ، حين نجد أبواب الآمال مفتوحه وسبل الغايات ميسرة لايمكن أن يعبر عنها اللسان .. فما بالك إن كان هذا التوفيق مصاحباً للإنسان في رحلة حياته إلى الله ؟.
إن التوفيق هو من جعل أبو بكر الصديق رضى الله عنه ، أول من يستجيب لدعوة الهدى ويتجنب عوامل الشقاء والردى ...!
والتوفيق هو من صاحب عمر رضى الله عنه ، فهداه إلى الإيمان بعد حيرة الضلالة واستبداد الكفر فأسمعه القرآن الذي كان على قلبه شفاء وفي عينيه ضياء وفي روحه نوراً .. !
إن نجاح الإنسان في الحياة الدنيا لايعد شيئا بجانب نجاحه في الآخره ، وأول علامات التوفيق هي الإيمان ، فكل مؤمن موفق لأن الله هداه برحمته للإيمان ولما كان ..!
التوفيق ليس من صنع الإنسان بل هو هبة من هبات المنان ، "قل إن الهدى هدى الله "
( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ )
ويزداد التوفيق إتصالا بالمؤمن إذا قوى إيمانه ، فتسدد خطاه طريق الحق ، ويعلو كعبه في التوكل على الله واللجوء اليه ..!
( وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )
هذا هو التوفيق من وجهة نظري ، فما هو من وجهة نظركم أيها الكرام .... ؟ فأنا أرى.............
فالتّوْفيق يسْمو بقُرْب القلْب من الله عزّ وجلّ
حتى يكونَ اللّه تعالى هوَ سمْعهُ الذي يسْمعُ به
وبصرهُ الذي يرى به ...‘
وهُنا يسْمو التّوْفيق للعبّد منْ ربّه
بحق كلمات ذاتْ معْنى عميقْ
وأثر على النّفْس كبير ...‘