لاحظ سيد افندي ان المعلم حمدي مشغول بالحديث مع شخصية تظهر في المقهي للمرة الاولي, مال سيد علي عبده وقال له مين ظهر في القهوة.. انا اول مرة اشوفه.
قال عبده ـ ده سمسار انتخابات.
قال سيد ـ فيه حاجه اسمها سمسار انتخابات.
قال عبده ـ ايوه فيه.
قال سيد ـ ازاي ده.
قال عبده ـ زي الناس.. سمسار الشقق بتجيب شقق وسمسار الانتخابات بتجيب اصوات.. حاكم الانتخابات دي موسيم ياسيد.
سبوبه وراها لقمة عيش.. الدنيا ارزاق ياسيد.. شد سيد نفسا من انفاس الشيشه ونادي علي صبي المقهي ان يحضر له بعض الفحم المشتعل بدلا من الفحم الذي خبا وانطفأ.
اما عبده فقد تناول رشفه من فنجان القهوة وسأل سيد ـ عمرك فكرت ترشح نفسك ياسيد..
قال سيد ضاحكا ـ عمري ما فكرت.. حتي من ايام المدرسة كنت دايما اكتفي بالفرجة علي اي نشاط.
انا بيتهيألي ان المرشحين دول ناس عندهم جرأة, وغاوين يشيلوا مسئولية.. انا مش قادر اشيل مسئولية نفسي.. اشيل مسئولية غيري ازاي.
عشان كده عمري ما فكرت ارشح نفسي, انا شعاري المرفوع هو رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
قال عبده ـ انت ما عندكش طموح ياسيد قال سيد ـ كده احسن يا عبده.. يغور الطموح اللي يجيب مشاكل..
كان المعلم قد انتهي من حديث مع الرجل الغامض الذي ظهر للمرة الأولي في المقهي.
توجه المعلم بعد انصراف الرجل الي مائدة سيد افندي وعبده افندي وجلس معهما وهو يقول.
ـ لا مؤاخذة كان في ايدي حت شغل.
قال له سيد ـ ان شا الله تكون وفقت يا معلم.
قال المعلم ـ التساهيل علي الله يا سيد افندي.
قال سيد ـ عارف يا معلم عارف ان التساهليل علي الله انا بسألك عن الانتخابات مش عن التساهيل.
صمت المعلم برهة كان يجمع افكاره, ثم قال عبارة غامضة مبهمة لا يفهم منها شئ.
وادرك سيد افندي ان المعلم لا يريد ن يتكلم.. وكان فضول سيد قد بلغ الذروة فعاد يقول للملعم.
ـ فرض يا معلم.. مجرد فرض.. ان انا رشحت نفسي في الانتخابات.. وجيت لك عشان تساعدني في الدعاية, قول لي حعوز رجاله أد ايه واحتاج لفلوس كام.
قال المعلم بعد لحظة صمت.
ـ انا ممكن اقول لك حتعوز كام راجل أما موضوع الفلوس ده موضوع تاني.. ممكن تصرف قرش, وممكن تصرف مليون.. حسب الطلب.. وعدد الاصوات اللي انت عايزها.. كل شئ بتمنه يا سيد افندي.
قال سيد ـ يعني تقريبا حتحاج كام راجل.
قال المعلم ـ حتحتاج لاتنين فتوات, عشان لو حصل اشتباك مع مرشح تاني يدافعوا عنك الفتوات ويضربوا.
دي اول رجاله حتحتاجها؟
بعد كده حتحتاج قد عشرين او30 واحد من الحشاكيل.
دول حيتلفوا حواليك, ودول اللي حيسأفو علي كلام فاضي تقوله.
سأل سيد ـ يعني دول الهتيفة.
قال المعلم ـ لأ.. الهتيفة حاجة تانية.. الهتيفة يهتفوا للمرشح, والحشاكيل دول تبع التسئيف, والفتوات للضرب.
وحتحتاج؟ نسوان عشان يزغرطوا عشان يبقي ده فال كويس للمرشح انه حينجح استمع سيد لما قاله المعلم وقال له.
ـ ما جبتش سيرة البرنامج اللي حيقدمه المرشح قال المعلم ـ دي حاجة ترجع للمرشح.. هوه حر يقول البرنامج اللي يخطر علي باله.
المثل بيقول ايه.. ربنا وع الارزاق ماحدش عجبه رزقه, لما وزع العقول كل واحد عجبه عقله البرنامج ده مش مهم يا سيد افندي, المهم النيه تكون سليمه.
وبعدين ما تقلقش من ناحية البرنامج, انا اعرف عرض حالجي ممكن يكتب برامج للمرشحين, حسب الطلب