إن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق، ويعتقد أن السبب في هذا النوع من الخوف أو العوامل التي تؤدي إليه هي عوامل مشتركة فيها الجانب النفسي والجانب الاجتماعي وكذلك الجانب الطبي البيولوجي، وهذا يعني أن العلاج يجب أن يشمل هذه المكونات الثلاثة، أي يجب أن يكون علاجًا نفسيًا وذلك من خلال تعديل السلوك، وعلاجًا اجتماعيًا من خلال الحث على التواصل الاجتماعي، وعلاجًا بيولوجيًا من خلال الأدوية، الثلاثة مكملة لبعضها البعض ولا شك في ذلك.
الأدوية حقيقة تم اكتشافها تقريبًا من حوالي ثلاثين عامًا، أو خمسة وعشرين عامًا، أقصد بذلك الأدوية ذات الفائدة الحقيقية في علاج المخاوف والقلق، والأدوية التي تفيد في الرهاب الاجتماعي اكتشف فعاليتها خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وأفضل دواء تم استعماله في هذا المجال هو عقار زيروكسات، وكذلك عقار زولفت، والأدوية الثانية مثل السبرالكس والبروزاك والإفكسر والفافرين أيضًا مفيدة.
إذن الرزمة العلاجية يجب أن تكون متكاملة، والمبرر من وراء استعمال الأدوية هو أن الثوابت العلمية الرصينة جدًّا تشير أن الخوف الاجتماعي والقلق وكذلك الوسواس هي ناتجة من خلل في كيمياء الدماغ، والمواد المشار إليها تعرف بالموصلات أو الناقلات العصبية، ووجد أن هذه الأدوية تضعها هذه الموصلات أو الناقلات العصبية في مسارها الصحيح.
إذن العلاج يجب أن يكون متكاملاً ومتعدد الجوانب، لأن أسباب المرض نفسه متعدد الجوانب.
علاج حالتك سهل وسهل جدّا، وأهم شيء أن تفهم أنها حالة بسيطة، وأن تكثر من المواجهات، وأن تحقر فكرة الخوف، وأن يكون لك تواصل اجتماعي منتظم من خلال الالتحاق بالجمعيات الثقافية في الجامعة وكذلك في الجمعيات الخيرية، وحضور حلقات التلاوة، والصلاة في المسجد، وممارسة الرياضة الجماعية، هذه كلها مفيدة جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، وذلك بجانب ما فيها من خير وفير في مجالات أخرى.