فإن اضطرابات النوم زيادة أو نقصانًا هي دليل على مشكلة في الصحة النفسية، لكن هذا الاضطراب خاصة زيادة النوم ربما تكون أيضًا مرتبطة بالتكاسل، وفي مرحلة البلوغ وبدايات الشباب زيادة النوم النسبية تعتبر أيضًا أمرًا طبيعيًا لدى بعض الناس.
زيادة النوم التي لديك أعطيت أنت بعض المؤشرات أنها ربما تكون مرتبطة بالصعوبات النفسية التي كنت عرضة لها، ويظهر أنك حساس وهذا يؤدي إلى قلق وتوتر، والقلق والتوتر ينعكس سلبًا على التركيز، وهذا يصفه الناس بضعف في الذاكرة، وهو في الحقيقة ليس اضطراب في الذاكرة، إنما ضعف في استيعاب وتسجيل المعلومات مما يجعل استذكارها واسترجاعها والاستفادة منها عند الحاجة ليست جيدة.
من الأسباب الرئيسية لاضطرابات النوم هو الاكتئاب النفسي، من المؤشرات البيولوجية الواضحة جدًّا لدى المكتئبين أن ساعات النوم لديهم تقل وكذلك كفاءة النوم، لكن في حاولي عشرة بالمائة من الذين يعانون من الاكتئاب النفسي أيضًا قد تطول ساعات النوم لديهم، وإن كانت كفاءة النوم وجودته ليست جيدة.
هذا النوع من الاكتئاب نشاهده أكثر في الدول الإسكندنافية والتي هي قريبة من القطب الشمالي.
أنا أنصح كل من يعاني من هذه الاعراض القيام بإجراء فحوصات طبية بسيطة: تأكيد من نسبة الدم لديك، وتأكدي أيضًا من درجة إفراز هرمون الغدة الدرقية، حيث إن عجز هرمون هذه الغدة يؤدي إلى زيادة في النوم وشعور عام بالتكاسل وربما عسر في المزاج.
الاحتمال ضعيف لكن شروط الجودة الطبية تتطلب أن تقوم بهذا الفحص، وهو بسيط جدًّا، فأرجو أن تُقدم على هذا.
حين تطلع على الفحوصات - التي أتمنى أن تكون سليمة – بعد ذلك يبقى لدينا أن ترتب ساعتك البيولوجية بصورة أفضل، وهذا التعديل والترتيب يتأتى من خلال أن نرجع إلى القاعدة الأصلية وهي أن النهار معاش والليل لباس والنوم الليلي هو أفضل أنواع النوم. الساعة البيولوجية يتم تنشيطها وتعديلها وترتيبها من خلال تجنب النوم النهاري والحرص على النوم الليلي، وأن يكون الذهاب إلى الفراش في ساعة ثابتة ومعلومة، حيث إن التأرجح والتقلب وعدم الانضباط في تحديد وقت النوم له تبعات سلبية على الصحة النومية.
الحرص على الأذكار يعتبر مهمًّا جدًّا، وعدم تناول المنشطات مثل الشاي والقهوة والشكولاطا بعد الساعة السابعة مساء، وكذلك البيبسي والكولا تحتوي على كمية لا بأس بها من الكافيين، وهذا ميقظ معروف.
اتباع هذه الأنماط الجديدة في الروتين اليومي بالنسبة لك يساعدك كثيرًا.
أريدك أيضًا أن تتدربيعلى تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدًّا، وللتدريب على هذه التمارين يمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت.
لا شك أن الرياضة ذات قيمة عالية جدًّا في تحسين الصحة النومية والمزاج بصفة عامة.
لابد أن تجعل أيضًا لحياتك قيمة، توزعوقتك بصورة صحيحة، حتى وإن لم تكن لك وظيفة فلابد أن تلتحق بمعهد أو أي مؤسسة تعود عليك بالمعرفة، والتواصل الاجتماع، وبر الوالدين وصلة الأرحام، والانخراط في مراكز حفظ القرآن، هذه كلها ذات عائد إيجابي جدّا.
تناول كوب من القهوة المركزة في الصباح أيضًا يعطي حيوية ونشاط جيد جدًّا.
يمكن أيضًا أن تتناول دواء بسيطًا للقضاء على درجة القلق البسيطة التي تعاني منها، الدواء يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة، يتم تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن الدواء، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، وهو دواء بسيط وسليم ولا يحتاج لوصفة طبية.