آينشتاين في قلب الأحداث:
ألبرت أينشتاين (بالألمانية Albert Einstein)، وُلد
ألبرت في مدينة أُولم الألمانية في العام 1879 وأمضى سِن يفاعته في ميونخ.
كان أبوه "هيرمان أينشتاين" يعمل في بيع الرّيش المستخدم في صناعة
الوسائد، وعملت أمّه "ني بولين كوخ" معه في إدارة ورشةٍ صغيرةٍ لتصنيع
الأدوات الكهربائية بعد تخلّيه عن مهنة بيع الرّيش. تأخر أينشتاين الطفل
في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفاً كبيراً بالطبيعة، ومقدرةً
على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة، وقد درس لوحده الهندسة الإقليدية،
وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل آينشتاين مدرسة إعدادية
كاثوليكية وتلقّى دروساً في العزف على آلة الكمان. وفي الخامسة من عمره
أعطاه أبوه بوصلة، وقد أدرك أينشتاين آنذاك أن ثمّة قوةً في الفضاء تقوم
بالتأثير على إبرة البوصلة وتقوم بتحريكها.
وقد كان يعاني من صعوبة في الإستيعاب، وربما كان مرد ذلك إلى خجله في
طفولته. ويشاع أن أينشتاين الطفل قد رسب في مادة الرياضيات فيما بعد، إلا
أن المرجح أن التعديل في تقييم درجات التلاميذ آنذاك أثار أن الطفل
أينشتاين قد تأخّر ورسب في مادة الرياضيات. وتبنَّى اثنان من أعمام
أينشتاين رعاية ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق
بالعلوم والرياضيات.
قصته مع الجاذبية:
لقد صمدت مفاهيم نيوتن ونظريته في الجاذبية حتى عام
1915م عندما تصدى لها العالم الألماني ألبرت آينشتاين (ت1955م) في النظرية
النسبية العامة ، التي خلص فيها إلى أن وجود جسم مادي يؤدي إلى حدوث تشوه
في الزمان والمكان ، أي يؤدي إلى انحناء في الفضاء الزمكاني ذي الأبعاد
الأربعة المحيط بالجسم، فينزلق ما يجاور هذا الجسم انزلاقاً حوله ، وتعتمد
شدة هذا الانحناء وعمقه على كتلة الجسم المادي، فكلما زادت الكتلة زاد هذا
الانحناء حولها مما يأسر حركة الأجسام المجاورة لتنزلق على المسار الأسهل
الذي تقتضيه طبيعة التحدب أو الانحناء ، وهذا التأثير هو الذي نطلق عليه
اسم ( الجاذبية).
تنطلق النظرية النسبية العامة من مبدأ التكافؤ الذي ينص على أنّ تأثير
الجاذبية مكافئ تماماً لتأثير التسارع ؛ فعلى سبيل المثال : لايمكن لشخص
في مصعد قابع على الأرض أن يميّز بين هذه الحالة وبين حالته لو كان في
مصعد آخر يتسارع في الفضاء بتسارع الجاذبية بمنأى عن أيّ قوى خارجية؛ ففي
كلتا الحالتين تكون النتائج الفيزيائية واحدة؛ فلو أفلت الرجل في أي مكان
من المصعدين جسماً فإنه يسقط سقوطاً حراً بالتسارع المعهود إلى أرضية
المصعد .
وهكذا نجد أن قصة الجاذبية قد مرت بقفزات كبرى ، فتحولت من مجرد سلوك
طبيعي يمتلكه الجسم ذاته لتحقيق غايته كما عند أرسطو ، إلى قوة كونية تؤثر
عن بعد وتخضع لقانون نيوتن للجاذبية الكونية ، لتصبح عند آينشتاين مجرد
خاصية هندسية من خصائص الزمكان الرباعي الأبعاد