فراغات بين الأسطر*

فراغات بين الأسطر*

توقفت الضحكات والأيام..وجفت المحبرة والأقلام..وذبلت ألوان السعادة والأحلام..
واجتاح الفراغ بصمته أيامي.. ومحت الآلام بقسوتها أحلامي..وأنستني الأحزان بهمومها أفراحي..
وأشعلت الدمعات بلهيبها أجراحي..ومزقت الأيام،،بفراغها كلماتي..
وبدأت بنظم أشعار مطلعها شكوى وآخرها دمعة ،،تخللها مزيج من الأنات والآهات،،تلفظ بها قلب وحيد يعاني..
آلام حرمانه السعادة،،يشتكي ضياع الابتسامة..
التي تاهت في ظلمة الزمن،،وفقدت رحيقها كنرجسه متعطشة ذابلة..
فأصبح وحيدا كطفلة تائهة،،تبكي وتصرخ من لوعة اشتياقها..
لحضن أمها الدافئ،،لقلب والدها الحاني،،لمرح إخوتها الدائم،،لمنزلها الآمن،،لألعابها المتناثرة،،لصدى ضحكاتها تنبعث في الأرجاء..
لكنها وفجأة!!وجدت نفسها في مكان لم تره من قبل عيناها،،وحيدة في عالمها الكبير،،بعد أن رحل كل شيء قد عشقته،،فتناثرت ذكراهم حولها كالرماد..
فهاهو القلب الأسير بين قضبان وحدته،،بعيدا عن مسكن حبه الضائع،،بعيدا عن أجمل لحظات عمره،،الذي لم يحمل منه سوى ذكرى استمر بنزف دمعه لها،،سوى ذكرى قد طعنت بسلاح الوداع..
ذلك السلاح الذي صنعته له الأيام التي باعدت بينه وبين من قد ملكوا حبه..
فبات جراها نازفا مكسور الفؤاد،،خائفا مما قد تصنع له فيما تبقى منها!!..
فما الذي قد تفعله بعد أن نزعت منه روحه ووجدانه؟،،ودمرت فيه أحاسيسه ومشاعره،،وأوقفت فيه نبضاته وأنفاسه،،وأبعدت عنه سعادته وأفراحه..
فجعلت حياته صامتة بلا ألحان،،شاحبة بلا ألوان،،وقاسية بلا حنان..
حتى استعمرت بقسوتها دفاتر عنوانها الذكريات..قد ملأ أسطرها بأحرف ماضي مضيء..بشمعة أمل اللقاء..
فمحت عن أسطرها أحرفها،،وأطفأت شمعة أمله التي دامت صامدة تأبى الانطفاء،،
لتعيد تلك الدفاتر مليئة بالفراغات القاتلة،،ولتبدل عنوان الذكريات بـ
*فراغات بين الأسطر*