رسائل المحمول
لاتكفي صلة الأرحام
لا أحد ينكر فوائد التكنولوجيا الحديثة.
وقد صدقت تنبؤات عالم الاتصال الشهير "ماكلوهان" عندما توقع قديما بأن
العالم سيتحول في يوم من الأيام الي قرية صغيرة.. ورغم الفوائد
التكنولوجية العديدة إلا أنها سوف تكون سببا في انقراض صلة الأرحام..
وبالتالي سوف نلعن اليوم الذي اطل علينا بهذه التكنولوجيا وجعلنا ننسي
أهلنا وأسرنا واصدقاءنا.
أقول هذا الكلام بعد ان مرت ذكري المصطفي صلي الله عليه وسلم مرور
الكرام اعتمد فيها كثير من المسلمين علي رسائل المحمول فقط للاطمئنان علي
ذويهم وتهنئتهم بهذه المناسبة الغالية علي كل مسلم.. وهذا مانشر علي مواقع
كثيرة بالانترنت.
قد يقول قائل إن هذه الرسائل والاتصالات الهاتفية سواء عبر التليفون
أو الانترنت وغيرهما تلعب دورا في صلة الرحم.. وقد يكون لديهم حق في ذلك
لكن في رأيي ان هناك فرقا بين لقاء الاحباب علي الطبيعة وبين الحديث معهم
بالتكنولوجيا الالكترونية.
إن الاسلام أمر بصلة الرحم أفرادا واسرا ومجتمعات مسلمة ليكون وصل
الرحم هو قارب النجاة للانسانية كلها وحافظ المجتمع من الانهيار الاجتماعي
ولتكن تلك الوسائل الحديثة في المرتبة الثانية ان عجز الناس عن اللقاء
والمباشرة فإن دخول الانسان لبيت اخيه مرة لايعادله حديثه عبر الهاتف
والماسنجر الف مرة فتلاقي الاجساد وحرارة اللقاء والتصافح تدخل السرور علي
قلوب الناس وتتساقط الذنوب عند التصافح كما اخبرنا رسولنا الكريم صلي الله
عليه وسلم.. أما الناس الذين انعدمت في قلوبهم الرحمة والذين يحرضون
أبناءهم علي عدم صلة الارحام ويبثون فيهم الكراهية والبغضاء تجاه اعمامهم
وأقاربهم بصفة عامة فعقابهم عند الله شديد وليتهم يراجعون أنفسهم قبل أن
يأتي اليوم الذي لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم..
ساعتها سوف يندمون في يوم لاينفع فيه الندم.. قال تعالي "والذين يصلون ما
أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب" الرعد .21
نعم حث الاسلام علي مواكبة التطور الحضاري. وعلي كل مايكون فيه منافع
اجتماعية غير ان هذا الحث يجب ان يتبعه استنفاع يخدم حياة الناس ويحقق
التواصل الاجتماع في المجتمع المسلم والمجتمع الانساني.. وصلة الرحم جزء
من عملية الاتصال الانساني وقديما قالوا: "الاتصال كالوميض مهما كان الليل
مظلما فهو يضئ أمامك الطريق دائما" .. ورغم أنف قاطعي صلة الأرحام فإن صلة
الرحم ستضئ العلاقات الاجتماعية مهما كانت الخلافات بين الناس.