حين كان المسلمون مسلمين
Posted: 15 Jun 2011 12:28 PM PDT
اتى شابان الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس وهما يقودان رجلا من البادية فاوقفوه امامه. قال عمر: ما هذا؟ قالو يا امير المؤمنين هذا قتل ابانا. قال: اقتلت اباهم. قال الرجل نعم قتلته. قال عمر :كيف قتلته؟ قال: دخل بجمله في ارضي ، فزجرته ولم يخرج فارسلت عليه حجرا فوقع على راسه فمات. فقال عمر القصاص وهو لا يعلم اصل هذا الرجل واهله ، اغني ام فقير، هل هو منقبيلة شريفة ام لا، كل هذا لايهم عند عمر فتطبيق شرع الله اهم من هذا . فقال الرجل : يا امير المؤمنين ، اسالك باللذي خلق السماوات والارض ان تتركني ليلة اذهب بها لزوجتي واطفالي في البادية فاخبرهم بامري واودعهم واعود اليك ، والله ليس لهم عائل سواي.
قال عمر من يكفلك حتى تذهب لاهلك وتعود؟ فسكت الناس جميعا، لااحد يعرف اسمه ،ولا خيمته ،ولا داره ولا قبيلته ، فكيف يكفلونه وهي ليست كفاله على عشرة دنانير ولا على ارض ولا على ناقة انها كفالة على قطع رقبة بالسيف. فسكت الناس ولم يتقدم احد وعمر بن الخطاب في حيرة من امره ،هل يقدم على قتل الرجل واطفاله يموتون جوعاهناك ام يتركه يذهب بلا كفاله، فيضيع دم المقتول وسكت الناس ،وعمر نكس راسه،والتفت الى الشابين اتعفوان عنه؟ قالا لا ياامير المؤمنين من قتل ابانا لابد ان يقتل. قال عمر: من يكفل هذا ايها الناس؟ فقام ابو ذر الغفاري وقال انا يا امير المؤمنين اكفله. فقال عمر: هو قاتل واجابه ابا ذر ولو كان قاتلا. قال عمر: اتعرفه؟ قال: ما اعرفه. قال عمر: وكيف تكفله؟ فقال ابي ذر: رايت في وجهه سمات المؤمنين فعلمت انه لايكذب وسياتي ان شاء الله. قال عمر: يا ابا ذر اتظن انه لو تاخر عن ثلاثة ايام اني تاركك؟ قال الله المستعان يا امير المؤمنين. وذهب الرجل واعطاه عمر بن الخطاب مهلة ثلاثة ايام حتى يهيئ بها نفسه ويودع اطفاله واهله وينظر في امرهم بعده ثم ياتي لتنفيذ حكم القصاص. وبعد ثلاثة ايام لم ينس عمر الموعد وفي العصر نادى في المدينة الصلاة جامعة فجاء الشابان واجتمع الناس واتى اباذر وجلس امام عمر.
قال عمر: اين الرجل؟ فقال اباذر: لا اعلم. وتلفت ابوذر نحو الشمس وكانها تغرب بسرعة على غير عادتها ،وسكت الصحابه جميعا وهم لا يعلمون ماذا سيحدث. صحيح ان اباذر يحبه عمر وانه صديقه ولكن حكم الله وشريعته اسمى من كل شيء. وقبل مغيب الشمس بلحظات وذا بالرجل يظهر، فكبر المسلمون جميعا فقال عمر: ايها الرجل اما لو انك بقيت في دارك ماشعرنا بك وما عرفنا مكانك؟ فقال يا امير المؤمنين والله اني اخاف ربي اللذي خلقني تركت اطفالي وجئت لاقتل وخشيت ان يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس. فسال عمر اباذر لماذا كفلته؟ فقال خشيت ان يقال ان ذهب الخير من الناس. فوقف عمر : وقال للشابين ماذا تريان؟ فقالا وهما يبكيان: لقد عفونا عنه يا امير المؤمنين لصدقه وقالو خشينا ان يقال ذهب العفو من الناس. قال عمر: الله اكبر والدموع تسيل على لحيته...... جزاكما الله خيرا على عفوكما عنه وجزاك الله خيرا يا اباذر يوم فرجت عن هذا الرجل كربته, وجزاك الله خيرا ايها الرجل لصدقك ونزاهتك