زيتونة كانت مــــن الزمــــن القديـــــم مزروعة فـــي الأرض تحلم أن تقيـــــم
غصنا مـن الأفـراح والعيـــش الرحـيم فـأجتثها الشيطان مــن ســـطح الأديــم
وأصابها السـهم المخادع في الصميـــم فتيبســـت فـــوق المـــزارع كالهشـــيم
وتهــود الأقصـي الشـريف لأورشليـــم وتســـيد القــــداس شـــــيطان رجيــــم
********
جلســت تفكـر في المســاء وتستعيــــد مــن ســاحة الأفكار عصفوراًوحيــــــد
لـم يرض بـالإذلال يومـــاً أو يحيــــــــد عــن نهــج والــده المـقاتلوالشـــهيــد
قــد أرضعته مع المـخاض دماً عنيـــــد فتشــرب العصفـور بالبـأس الشـــديـــد
ليصيــر صقـراً في اليهود يصيـــــــــــد مــن ســاحة البركان أو قلب الجلــــــيد
********
أمـي التـى لم تثنهــــا كــأس المنيــــــه بـاتت تفكــر كـل يـــوم في القضيـــــــه
ملهوفــة للنصــــر والأرض السبيــــــه لم تحتمل صبراً علي الأيـــــد الغبيـــــه
فاســتجمعت في نفسهـــا الروح الفتيـه ومضت إلي حيث الأعادي في الســريه
ملغومــة زحفـــت علي بطن عفيــــــــه دخلــت مبيت الجند وانفجــرت هنيــــه
********
مــاتت علي نهـــج الكرامـــة ترتــــدي ثــوب البســـالة في القتـــال وتفتــــدى
وطنـاً يـــئن مــن اعتـــداء المعتـــــدي أمــي الــتي ضــربت مثــالاً نقتــــــد ي
شمســاً تأجــج مــن حشــاها لنهتـــدي ســــرقت مفاتيـــح البطـولة من يـــدي
مــــاذا أقــدم فـــي الفــداء لتشـــــهدي أن الدمــــاء أبيــــة مــــن مـــــــولـدي
********
أمـــي الحبيبة لــن يضيع من العــــرب حــــق ســـليب أو تـــراب مغتصــــــب
ســـيناء عــادت دون نقـص أو عطـــب من صيحــة دلــت علي روح الغضـــب
كـــم درة مــــاتت وأرهقهـــا العجـــــب كـــم زهــرة ضاعت وما زال الســــبب
إن العـــــدو أراد إشــــــعال اللهــــــــب وأراد ان يطـــــأ المـــــآذن فانقـلــــــب
********
أرضي التي ظلت علي مر العصـــــــور زيتـــونة تعطــي الســــلام ولا تجــــور
تبنــــي المعالم والحضـارة والجســـور وتمـــد أســــباب الحيـــاة بلا فتـــــــور
كــــم جاءها الأعداء في ثـوب الغــرور وتشـــتتوا مــثل الظــلام أمــام نــــــور
حســبي إذا زرت السنابــل في القبــور أن الدمـــاء زكيــة طــرحت زهــــــــور
إنّ الـذي قتـل البــراءة لن يســــرَّه أن يري الشرفـاء قـد قتـلوه غِـــرَّه
عارعلي كل الـورى فوق المجـــره هذا الـذي يلقاه طفــــل مثـــــل درَّه
بشِّر شهيد الحق أن القدس حــــره كرر شريط الموت يبعث الـف مــره
طفل له روح الإباءِ المستمــــــــره قـد علَّم الأحجار لا تثنيـــــــها ذره
يأيها الطفل الـــذى بلــغ المشـــيب في لقطة شنعـــاء يوماً لن يغيـــــب
عن خاطرالشرفاء موقفك العصـيب إذْ يصلبوك علي الطريق بلا صلـيب
يا صرخة للعُربِ حتي نستجيــــــب للثأر من باغٍ علي طفـــلٍ نجيـــــــب
دمه المخضب فوق مرآة الحليــــب هو دعوة التحريــــر للوطن السليب
يا درة ماتت لكي تحيـــــا القضيــــــة هل شاهد الأحرار تصويـــر المنيــة
يكفيك أن قامت فلسطيــن الأبيــــــــة عن ثأرِك المحتــوم لا تثنيها ديـــة
آهٍ علي الأطفــال في مهـــدٍ نـديــــــة يأتي لهـــا العدوان من أيـــدٍ غبيـــة
لو تسقط الأوراق فالأشجار حيـــــــة وستنبت الأغصان أطفـــالاً فتيـــــة
أنا مذْ ولدت وقد حفظت عن الجدود أن الشهادة في الجهاد هي الخلــــود
وبأن أظـــلَّ على الدفــــاع وأن أذود عن حبة الرمل السبيـة في الحـــدود
وبأنني شبـــــل بمملكـــــة الأســــود وبأنني جبــــل طبيعتـــه الصمـــــود
أرضي التي سرقت هويتهـــا اليهـود عربية .. لا بــد في يـــوم تعــــــــود
ضاعت مع الطلقات أحلام النجـــــاه ظل الفتــى مستلقـــياً حتي الوفــــاه
يرنو بلا خـوفٍ إلي عين الجنـــــــاه كيف استطاب لنفسهم قتل الحيــــاه
ياأيــها البـــاغي الـذي تبــــت يــداه صورت كيف الظلـم إذ يبلـــغ مــداه
ونسيت في زهو انتمائــك للطغــــاه أن الذي وهب الحيـــاة هو الإلــــــه
ماتـت يمينك فـــي يمينك يا جمــــال فارفع جبينـــك للعــلا فوق الجبــــال
فالدرة البيضاء في صدر الرجــــــال حجر تحطم كي يطيـــــر من النبـــال
ويطيح بالأعــداء فتكـــاً كالوبــــــال فالراية الحمراء في وطن النضــــال
مرفوعة أبــداً تتـــــوق ألي القتـــال إلا إذا رحل اليهـــــود إلي الـــــزوال
طارت من الأقصى عصافير شريدة عادت إلي الأوكار أرواحــاً شهيـــده
فاخرج إلي الباغي وحاول أن تصيده واعرج علي الدنيا إذِ الدنيا بليـــــده
واصبر علي الآمــال لو كانت بعيـده وانظر لمقتله وحــاول تستعيـــــــــده
من رعشة التلفــــاز أو دم الجــريده يغنيك عن شعري وعن تلك القصيده