الدكتور / طارق السويدان
دورةبعنوان
"القيادة للشباب"
تحدث الدكتور/ طارق السويدان في بداية المحاضرة
عن تأمله في سبب تأخر أمتنا في شتى النواحي ونوه عن الأزمات التي تمر بها الأمة وعن تحليله وتشخيصه لواقع هذه الأمة (وهو تحليله وتحليل كثير من المفكرون الكبار) فقال أن الأمة تمر بأربع أزمات أساسية :
1) أزمة التخلف : وشرحها الدكتور بطريقة بسيطة وقال لو فرضنا أن العالم الغربي والشرقي عبارة عن سيارتين تسير الأولى بسرعة 100 ( أي الغرب ) والأخرى 50 (أي نحن(فلو سارت الثانية بسرعة 80 فإن ذلك يعني أن السيارة حققت تقدماً ملموساً لا لأن ذلك لا يكفي للحاق بالسيارة الأسرع والهوة تبقى في زيادة أما لو سارت السيارة بسرعة 100 فأيضاً ذلك لا يكفي لأن السيارة الأولى تكون قد سبقتنا وذلك فقط يجعل المسافة بين السيارتين متساوية ... الخلاصة كانت أن نضاعف من سرعتنا إلى ما هو أكثر من السيارة الأخرى حتى نسبقها وأن نتوقع منها أيضاً أن تزيد من سرعتها ، وفي إحصائية أجريت حول مناهج التعليم كانت تونس الأولى على الوطن العربي وتحتل المركز 135 على البلدان النامية ، ومن الملفت للنظر بأن المناهج التي تدرس في بلداننا كانت قد درست منذ 20 سنة في امريكة ، وضرب الدكتور مثلاً على الذرّة فليس الإلكترون أصغر جزء في الذرة بل (الكورب) وهذا الكلام من 20 سنة فتخيلوا !!...
2) أزمة الفاعلية : أمة غير منتجة والموظف غير منتج ، وذكر إحصائية تفيد بأن الموظف عندنا إنتاجيته لا تتجاوز الربع ساعة يومياً.
3) أزمة هوية : فنحن كأمة نريد التطور والتقدم ولكننا للأسف لا نتصور هذ إلا بتقليد الغرب .. إن التقدم ليس بالتحلل من ديننا وقيمنا .
4) أزمة قيادة : فنحن دائماً نشتكي من الدكتاتورية لكن إذا حكم أي واحد فينا صار دكتاتوراً ..
وذكر في معرض حديثه عن القيادة تجربة القيادة الماليزية
ففي عام 1985 كانت من البلدان النامية أي دول العالم الثالث ولكن خلال 10 سنين فقط أصبحت عاشر دولة صناعية في العالم.
ثم أردف أنه ظل يتأمل سبب تأخرنا وتخلفنا من عام 1986 م
إلى يومنا هذا بمعنى إثنى وعشرون عاماً ثم قال أن هذا كان بسبب مشكلتان رئيسيتين هما :
1) الفكر
2) القيادة
وقال أنه ينشر الفكر عن طريق أدواته :
الإعلام ، الصحف ، الجرائد ، الإنترنت ، .........
ونوه بالإشارة إلى التركيز على قضية الشباب في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وقال إن الصحابة كانوا كلهم شباباًَ ..
وأضاف : أجريت دراسات تبين أن كبار السن عائق أمام الإبداع إلا ما نسبته 2% فلذلك يجب علينا الانتقال من الكلام والعاطفة إلى الإنجاز والعمل وأشار إلى أنه في عام 2030 ستنتهي سيطرة الأمة الواحدة ، وستتنافس على قيادة العالم خمس أمم : أمريكا , الاتحاد الأوربي , الصين , الهند , العالم الإسلامي .
تعريف القيادة : هي القدرة على تحريك الناس نحو الهدف (هناك أكثر من 200 تعريف وهذا أقربها إلى الواقع ) ، ويشمل هذا التعريف (3) عناصر :
1) وجود الهدف السامي والنبيل
2) وجود ناس تابعين
3) وجود القدرة على تحريك الناس
ثم ناقش الحضور هل القيادة فطرية أم مكتسبة وأردف قائلاً
أنه وفقاً للدراسات الحديثة :
أن 1إلى2% القيادة فيهم فطرية كعمرو بن العاص رضي الله عنه وقال أن عمر بن الخطاب يقول عن عمرو بن العاص " لا ينبغي لعمرو أن يسير على الأرض إلا أميراً" ومن أمثال أبو بكر وعمر وعلي وخالد رضي الله عنهم .
أن 1إلى 2% لا يصلحون للقيادة كأبو ذر رضي الله عنه عندما طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوليه إمارة فقال له صلى الله عليه وسلم "يا أبا ذر إنك إمرؤٌ ضعيف والإمارة بحاجة إلى قوة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..
96إلى 97% يستطيعون أن يكتسبوا القيادة
ثم قال : لا تعطى القيادة على حسب العمر أو الأقدمية أو التقوى أو العلم وإن كانت هذه عوامل لكن تعطى لمن فيهم معايير القيادة ..
ولصناعة الشباب القائد يجب أن نمر بالإنسان بـثلاث مراحل :
أولاً : الانتقال من شخص عادي إلى إنسان فعّال
ثانياً : الانتقال من شخص فعّال إلى قائد
ثالثاً : الانتقال من قائد إلى قائد اسلامي
مرحلة إنتقال الإنسان من عادي إلى فعال :
يلزمنا أن نغير (5) أشياء :
أولاً / الفكر : تصحيح القناعات ،المبادئ ، القيم ، تقوية العقيدة ، فهم الحياة (عدم التبرير ،عدم الإعتراف بالمشكلة ) وأن مراحل الحياة تقسم إلى ثلاثون سنة من عمر الإنسان أخذ وتنمية ذاتية وفوق الثلاثون عطاء وإنتاج *الفلاسفة إختلفوا على كل شئ وأجمعوا إتفاقاً على أن أعلى درجات السعادة في العطاء وليس من الأخذ .... كيف تفكر وبم تؤمن , ويدخل تحتها الأخلاق والهدف الذي يعيش الإنسان من أجله .
وفي هذا الإطار سرد الدكتور قصة السيد عادي
حيث ولد السيد عادي في أسرة عادية ونشأ نشأة عادية ودرس في مدرسة عادية وكان أداؤه عادياً وانتقل لثانوية عادية وتخرج بطريقة عادية بتخصص عادي وتوظف وظيفة عادية وتزوج بواحدة عادية جدددددددددداً ( رافقها ضحكة للحضور وأشار هنا إلى ضرورة أن يكون اختيار الشباب للزوجة ليس فقط على أساس الجمال فهو زائل ) وأنجب السيد عادي اولاداً عاديين ورباهم تربية عادية وترقى ترقية عادية وكان بيته عادياً وحياته عادية وتقاعد بشكل عادي وعاش بشكل عادي ومات ميتة عادية ..
وللأسف تبين الدراسات أن 98% من البشر يعيشون هذه الحياة التي يعشيها السيد عادي فلن يحدث التغيير ما لم نبدأ بتغيير الفكر أولاً
ثانياً / الإهتمامات : إذا أردت أن تعرف إهتمامات الشخص فأنظر ماذا يعمل وقت فراغه
ثالثاً / المهارات : ماذا تحسن وماذا تتقن (ودرجة الإنتاح في الحياة يعتمد على عدد المهارات التي تملكها وعمق هذه المهارات ) وعلى قدر المهارات تتحسن الامة ..
رابعاً / العلاقات : تنمية العلاقات بحضور دورات الإتصال والتأثير والإتيكيت .. مع من تقضي وقتك
خامساً / القدوات : من هو مثلك الأعلى في الحياة في القديم والحديث (مجموعة قدوات تاريخية وقدوات حالية)
مرحلة إنتقال الإنسان من فعّال إلى قائد :
وهنا ترد لدينا صفات القائد الفعال:
أولاً / الرؤية المرشدة : ماذا تريد أن تكون في المستقبل
حيث يجب التركيز على مجال واحد للدراسة فالذي يحاول أن يتقن كل شيء لن يتقن أي شيء *80% من الناس الذين يعملون في العالم في وظائف ليس لها علاقة بتخصصاتهم ..
ويذكر الدكتور معادلة اختيار التخصص وهي كالآتي : إحفظوها جيداً
رفق
ر : الرغبة في الشيء الذي ندرسه فإن نحن كرهنا ما ندرسه سيتلاشى الإبداع
ف : الفرصة وتعني التخصص بشيء من أمكن ايجاد فرصة عمل فيه
ق : القدرة على دراسة التخصص فما ليس لنا قدرة على دراسته لا يجب أن ندرسه
ثانياً / الذكاء : ونصح الدكتور بكتابه الجديد صناعة الذكاء
ثالثاً / التوازن : بين الروح والجسد والعاطفة والعقل
الروح بالقرب من الله
الجسد بالرياضة والحِمية والمحافظة على الصحة
العاطفة بتنمية فنون العلاقات مع الأهل ومع الزملاء ومع المرؤوسين ومع الآخرين .
العقل بالقراءة ونصح الدكتور بكتابه صناعة الثقافة .
رابعاً / التحكم بالذات : وتعني ضبط النفس وعدم إيقاعها في مواقف تضطرها للاعتذار و إدارة الذات بما فيه إدارة الوقت
خامساً / التأثير بالآخرين وعليهم : حيث يجدر بنا تعلم أساليب الكلام والاستماع وبناء العلاقات وحسن الخطاب .
* قال الدكتور طارق السويدان أن المدير الناجح يتغاضى عن أي شئ مع موظفيه إلا شيئين إثنين هما : خيانة الأمانة ، والتصرف غير الأخلاقي فإن حلهما الوحيد الفصل من العمل .
مرحلة الانتقال من قائد إلى قائد اسلامي :
أولاً / عمق الإيمان والتوحيد في النفس : عقيدته راسخة ، والاخرة هدفه ، والتوكل سمته
ثانياً / الإتباع : فالرسول قدوته والشرع حدوده والنص مصدره .... عقلي ليس للبيع وحكمي : قال الله وقال رسوله وليس اتباع لمنهج بذاته ولا لشيخ بذاته او لهيئة علماء محدده بل مايمليه عليه النص والشرع
ثالثاً / التزكية (الأخلاق) : الإستقامة نهجه والاستغفار ذكره والقران خُلقه والله أمامه
رابعاً / الإستخلاف : الأرض دولته والعمران مهمته والشريعة قانونه
ويضيف الدكتور أنه من الممكن رؤية علامات القيادة وهي :
الذكاء - المبادرة - الجرأة – الجدية
صفات تُميز المرأة عن الرجل بالقيادة:
1- تشارك من حولها أكثر من الرجل
2- تعاطفها مع من حولها أظهر
3- إبداعها أخصب
4- تفويضها أوسع
5- نظرها أبعد
6- حوارها أطول
7- علاقاتها أعمق
8- حزمها أقل
9- مزاجيتها أوضح
10-مهمتها في القيادة أصعب
وحول مصادر صنع القيادة:
الفطرة -التربية القيادية للاطفال (السبع سنوات الأولى هي الوقت المناسب لصناعة القادة -التجربة العملية في سن مبكرة -الثقافة التي تبني القادة هي ثقافة العلوم الإنسانية وليس التقنية -تولي المسؤولية)
وأخيراً ختم الدكتور المحاضرة بقوله :
أتمنى أن يقول كل شخص منكم