رأيت الأمل رأيت المستقبل رأيت الحياة... بقلم متفائل

ما الحياة إلا قطار بين محطتين به ركاب تضع بعضهم في طريقك الى محطة الوصول ,هي أقصر من أن نحزن و نفكر فيما مضى ومن رحل و نمضيها نتألم ونبكي .

عمري لا يتجاوز التالتة و العشرين سنة فإن كتبت في العنوان تجربة حياة لن تؤخد على محمل الجد بعمري عادة مازال الإنسان كما يقال المستقبل أمامه و لم يرى شيئا في الحياة أحب الان أن أفكر هكدا و أقول لنفسي أن الحياة مازالت أمامي كنت قد فقدت هدا الإحساس و تهت في معاني الحياة فأصبحت أهيم لا أعيش لسبب حتى تساءلت عن فائدة و معنى وجودي , كل هذا كان قبل أن تغير حياتي أحب أن أراها كملاك يحرسني هي أختي التي أهديها بضع كلمات هي قليلة فقد أهدتني حياتي.

ولدت في أسرة مختلفة قليلا عن الأسر العربية لأب مغربي مسلم و أم قبرصية مسيحية عاشت أسرتي في فرنسا ازددت ولحضي في المغرب خلال زيارة عائلتي له على عكس أخواتي اللائي ازددن بفرنسا أسرتي كانت تجسد معنى الإختلاف وأنا أكبر تساءلت كتيرا عن هويتي فلم أكن قبرصية ولا مغربية ولا فرنسية ما كنت لا مسلمة ولا مسيحية لغتنا كانت الفرنسية فهدا يتكلم العربية و تلك تتكلم اليونانية فمن أنا ؟

عدنا للعيش في المغرب و بعد سنين قليلة تغيرت الأوضاع فصارت العربية اللغة و تعلمتها أمي ولو بعد حين و صعوبات لكن أحسست أخيرا ببعض الإنتماء رغم أن الأمور كانت صعبة علينا خصوصا من ناحية دينية لكن الإحترام يكتسب و الإختلاف لا يفسد شيئا بدت الأمور وكأنها الحياة المتالية كنت سعيدة بل أمضيت طفولتي في قمة السعادة كنا نسكن بجوار عمي و كنت لا أفترق عن إبن عمي الذي سيصير بعدها زوجي .

حتى أصاب أمي المرض ربما اليوم السرطان مرض خطير وقد يكون قاتلا لكن قبل عشر سنوات كان كان حكما بالإعدام كان دلك المفترق في حياتي فمن يومها فقدت براءةالطفولة أن ترى أمك تموت أمامك يوما بعد يوم تدبل و تتساقط أوراقها كوردة لم تروى فدبلت رأيت جسدها يضعف وجمالها يخفت لا أراها اليوم إلا في أبهى صورها أتدكر كم كانت جميلة لم أتكلم بعد موتها أياما بكيت ضاق صدري حتى المني كيف لا و تلك نبع الحنان و الأمل في حياتي تتركني طفلة لا أفقه في الدنيا شيءا.

لكن أصعب من دلك أن اخر طلب لها أن تدفن في وطنها فلم ازر قبرها حتى يومنا هدا عشنا سنينا بعدها حاولنا تقبل الأمر و التعايش معه لكن كانت الصدمة أن تصاب أختي بنفس المرض وهي حبلى في توأم قتله العلاج في بطنها وإن لم يكن هذا صعبا كفاية ليعصف بوجدانك أن تكتشف أن المرض وراتي وأن لك كتير الفرص لتصاب به تشافت أختي و تقبلت مصيبتها بعد حين و حبلت في ابنتها التانية بعد مدة فالتأم الجرح و تناسينا فما ينسي الصعاب و البلاء غير النضر في عيني طفل

كنت قد خطبت لإبن عمي الدي أحب قلبي و تقدم للزواج فرأيت لي حياة و حلمت بابن أو ابنة أعطيه حنانا أفتقدته باكرا و بدت الحياة كأنها تعطي ماأخدت فحتى أختي أسلمتا قبلها بحين أسلمت أختي على يدي طفلة أليست الحياة غريبة طفلة تحرك مشاعر امرأة فتهتدي وتهدي شخصين لدين الحق تزوجت وكان يوم عرسي الدي ضننته بداية حياتي وسعادتي الحقيقية يوم عرسي الدي تستعد له كل امرأة و تنتضره طيلة حياتها

اكتسيت بالأبيض أنتضر زوجي و نوأم روحي انتضرته ولم يأتـي زوجي و حبي و أملي الدي خطفته مني سيارة مسرعة يقودها رجل أعماه الخمر كانت تلك نهاية الحلم ماأبهى صورة أمرأة في توب عرسها تحتضن زوجها وما أبشع صورة امرأة في توب عرسها الأبيض الدي تعتريه بقع من دم زوجها الدي تحتضن جتته بكيت حتى جف الدمع و دهب صوتي ولم أعد أدكر للحياة طعما فلم تترك لي الحياة حتى الوقت لأحزن فرمت بوجهي المرض كأني أراها تسخر مني و تزيد عدابي عدابا فقدت بعدها أية رغبة في الجياة فأرتكبت غلطة عمري بعد أسبوع من تشخيصي بالسرطان قررت أن لا حياة بعد اليوم لا حياة بعد زوجي و أمي فإن كنت سأموت فلن أنتضر أن تأخد مني الحياة شخصا اخر وسأختار كيف أدهب

قررت أن أنتحر أفكر في دلك اليوم وأبكي على قلة صبري لكن ربي كان بي رحيما فوجدني أبي غارقة في دمي وأخدني للمشفى ليداوا جراحي أمضيت شهورا في غرفة بيضاء لا أفرق بين ليل أو نهار شهورا لا أرى أحدا غير أبي و أختاي مرة كل حين حين تسمح لي مشاعري برؤية أحد حتى رأيت أن حالي تتحسن وبدأ الألم يقل في قلبي و بدأت أقتنع أن الحياة لا تعاكسني شفيت بعد حين و عدت لبيت أبي أحاول لملمة شتات حياتي وأنا أنتضر ما تخبئ لي الحياة بعدها ,فلم تكن بي رحيمة كعادتها و عاد المرض أشد وقعا لم أعد أتأتر لا لمرض ولا لقسوة العلاج بتروا أعضاء من جسدي وتساقط شعري بل و ضعف جسدي وأنا لا أحرك شيئا لا أقول شيءا أجيب من يسألني وأصمت ما بقي حتى اقتنعت أني يجب أن أجد السعادة بنفسي فلن تأتيني فقاومت مرضي بابتسامة فرمت الحياة بوجهي ورقة أخرى من أوراقها وأخدت أبي رمز الحنان الوحيد المتبقي في حياتي و صلتي الوحيدة مع طفولتي وأوقات السعادة التي عشتها .

ماالمني أني لم أعد أتأتر لموت عزيز فهل أصبح قلبي قاسيا أم هي الحياة عودتني على دلك فصبرت على مصيبتي ولجأت لأختي الشخص الوحيد الدي بقي في حياتي فأعطتني ما لم يعطني أحد دلتني على طريق وجدت به راحة قلبي وفهمت لم يحدث لي كل هدا فهدا ما كان يقتلني السؤال الدي كان يتكرر في داخلي لمادا تفعل بي الحياة هدا دلتني أختي على طريق الإسلام فأعتنقته و عانقني فوجدت نفسي ووجدت جوابا لسؤالي و عرفت معنى الحياة تلك الرحلة القصيرة التي تشوبها عقبات و ابتلاءات من ربي فقلت هل من مزيد .

أيقنت أني سأرى من أحب مجددا وألتقي بهم يوم يبعتون فأرادت لي الحياة إختبارا أخر لتتأكد من صدق نيتي فجاءني طبيبي باكيا يقول إبنتي لاأستطيع لكي شيءا حياتك بيد ربك ولا أرى لك بعد السنتين مكانا بهاته الدنيا ,حاولت تمالك نفسي و لن أكدب وأقول تقبلت قدري فقد عشت ليال لا أجب أن أرى حتى عدوا يعيشها خفت حتى كاد قلبي يتوقف مرات ودعت من همه أمري و شددت الرحال لفرنسا لأودع أختي على أساس أن أدهب بعدها لقبرص لأتعرف على عائلتي هناك وأزور قبرأمي وأعود لوطني أمضي ما بقي في أجلي راضية بقضاء ربي و حامدة له أن هداني وأني أموت على توحيده.

فجعل ربي في أختي وسيلة أرغمتني على البقاء في فرنسا بعد أن التقت طبيبا اقترح علاجا بنسبة نجاح ضئيلة ترددت فلا أريد أن أضيع ما تبقى من وقتي على أمل كادب تم بعد حين قررت أن أختار بين تقبل قدري و مصيري و بين الحياة فاخترت الحياة و قررت أن أقاوم فمن صبر لم ينسه الله صبرت على العلاج و كان قبل يومين موعد التقييم هل ينفع العلاج أو لافائدة منه أعيش أو أموت فأراد لي ربي الحياة وبدأ العلاج ينجح أسرع حتى مما توقعت أخدت أياما للراحة من طبيبي و عدت للوطن لأفاجئ أختي و أحضر حفل عقيقة ابنتها التي ازدادت قبل أيام .

عدت لوطني و جلست بين من أحب و حملت اليوم ابنة أختي و عمرها يومان حملتها وأنا أفكر أن حياتها أمامها ومستقبلها كله أمامها و عندها لاأدري ما كان دلك الإحساس أهو إقتناع أم شيءأسمى فكرت أليست الحياة أمامي أليس المستقبل أمامي حملتها في حضني فأحسست بدفء الأمومة و أمان الأب وحب الزوج فرأيت الأمل رأيت المستقبل رأيت الحياة.

بارك لله فيك اخي موضوع جميل