[b][i]
انتشر في الآونة الأخيرة نوع من التفسير المتكلف فيه ، والذي يحمل في طياته بعض الكذب باسم الاعجاز العلمي ، فقرأت هذا المقال في إحدى المنتديات أعجبني ووددت أن أشارك به .
يقول الله تعالى في كتابه العزيز
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين الأنعام 144
يقوم في الآونة الأخيرة بعض من ليس لهم في معرفة القرآن من شيء سوى عد الأحرف -ويا ليتهم يتقنون العد- بترويج ما يدعون أنه معجزة قرآنية تتنبأ بأحداث الحادي عشر من أيلول ويقومون بنشر هذه الكذبة على نطاق واسع ويفتخرون ب"بمجزتهم" ويدعون الى الإسلام إنطلاقا منها وكأنه لم يعد لدينا نحن المسلمين من سبيل الى الدعوة الى الإسلام سوى الكذب وفبركة المحجزات وكأننا قوم بلا دليل ولا منطق ولا حجة وكأنن أناس بلا بلا وحي ولا كتاب منير:
ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير،ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله في الدنيا والآخرة خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق
وعلم أصحاب هذه "المعجزة" أم لم يعلموا فهم لم يقوموا سوى بإضافة إساءة جديدة الى الإسلام أقلها الإستخفاف بعقول البشر والغفلة عن أن الحقيقة لا يمكن لها أن تبقى مخبأة ولم يزيدوا سو تقديم خدمة الى أعداء الإسلام عبر التغافل عن حقيقة الكيد ضد الإسلام وترك الدفاع عنه في الميادين الرئيسية المؤثرة والإنصراف الى صف كلام كاذب يعمي عن الخطر ويلهي قلوب البسطاء المستضعفين ويمجد بتنفيذ الهجوم الذي لم يظهر حتى الآن حقيقة من نفذه ولم تستفد منه حت الآن سوى أمريكا وإسرائيل بل وكان الغطاء الرئيسي لإرتكاب المجازر بحق المظلومين في أفغانستان وأبنائنا في فلسكين لا سيما في مخيم جنين البطل الشهيدز
الذي يلفق هذه المعجزة يدعي أن الآية 109 من سورة التوبة تتنبأ بوقوع تفجيرات الحادي عشر من أيلول مستدلا بالطريقة التالية:
عن انهيار برج التجارة العالمي نيويورك بتاريخ 11-9-2001 والمكان ناصية (جرف هار) والذي تحدث عنه رب العزة العلي القدير في القرآن الكريم قبل 1400 عام وقبل أن يأتي العالم بمبنى في شارع ( جرف هار ) عندما قال في سورة التوبة في الآية رقم (109 ) .
"أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين" (109) .
وتأتي سورة التوبة . في الجزء (11) : هو تاريخ يوم الانهيار.
ورقم السورة (9) : هو تاريخ شهر الانهيار. وعدد الحروف من بداية السورة وحتى الآية (109) : هو (2001) حرف هو تاريخ عام الانهيار
ورقم الآية (109) : هو عدد أدوار البرج.
ليصبح التاريخ وهو الحادي عشر من سبتمبر عام 2001
رب العزة يتحدث قبل الحادث بـ1400 عام بالكلمات والأحرف والقرآن فسبحان الله ، نقول للملحدين آمنوا لمن ليس لهم دين امنوا بأنه واحد أخبرنا بكل الأحداث في القرآن الكريم قبل أن تقع بـ 1400 عام على لسان نبي أمي اسمه محمد -صلى الله عليه وسلم .
نرجو تصوير هذه المعجزة وإهائها للكثير من الأحباب وإن شاء الله تجزي عنها خيرا.
وعند أقل تحقيق في هذا الإدعاء المفتري نجد التالي:
أولا إن عدد الأحرف من أول سورة التوبة وحت الآية 109 هو فقط 2001 حرف هو كذب وإستخفاف بعقول الناس وإستغلال لواقع المؤسف أن الكثيرين لا يقرؤون القرآن الكريم ليكتشفوا الحقيقة وهي أنه من يحاول أن يعد الأحرف من أول السورة المباركة فسيصل مع العدد 2001 الى الآية 25 التي تقع في الصفحة الرابعة من السورة المباركة وليس الآية 109 الموجودة في الصفحة الثامنة عشر فهل هذا خطأ في العد لدى هؤلاء أم جهل أم ماذا!!!!!!!!!!!!!!
ثانيا:عدد طبقات مبنى التجارة العالمي ليس 109 كما يدعي هذا المفتري على كتاب الله بل هو 110 وفي الواقع الوصول الى معلومات دقيقة وصحيحة حول المبنى هو أمر يسير جدا لدى كل من يتصفح الإنترنت ويبحث في أي موقع من عشرات المواقع التي أنشأت بعد الحادثة ومع هذا التعليق هذا عنوان أحد هذه المواقع:
newyork.citysearch.com
وهذا الموقع يبرز معلومات عن البرجين في صفحته الرئيسية
ثالثا:وأيضا نتبين كذب هذا الإدعاء أن إسم الشارع الذي يقع فيه هذا المبنى هو جرف هار بل هو وال ستريت wall street والمتجول في الموقع الآنف الذكر يحصل على هذا التفصيل بالإضافة الى الخريطة
فما الذي بيقى من هذه المعجزة إذا؟؟؟!!!....ربما تكون معجزة أن يتمكن مفبرك هذه الكذبة من معرفة أن سورة التوبة هي السورة رقم تسعة في القرآن الكريم وأن بعضا منها يقع في الجزء الحادي عشر!!!! فهنيئا له نباهته وعبقريته
كن من المدافعين عن القرآن الكريم وعن الإسلام ولا تكن ممن:
أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ...أولئك الذي لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا
والسلام