اية الله عضو درجة راقية جدا
عدد المساهمات : 922 السٌّمعَة : 0 العمر : 36 المهنة : باحثة عن العلم
| موضوع: مقياس الصداقة .....الحقيقية الخميس أبريل 28, 2011 3:49 am | |
| اردت ان اثري النقاش حول الصداقة لما لها اهمية في حياتنا فوجدت هذا الموضوع الذي اعجبني واتمنى ان ينال اعجابكم
وقد تلتبس مظاهر الحب في الاخلاء خاصة والناس عامة، وتخفى سماته وعلائمه، ويغدو المرء آنذاك في شك وارتياب من ودّهم أو قلاهم، وقد وضع أهل البيت عليهم السلام مقاييس نفسية تستكشف دخائل الحب والبغض في النفوس وتجلو أسرارها الخفية.
قال الراوي: سمعت رجلاً يسأل أبا عبد اللّه عليه السلام فقال:
الرجل يقول اودك، فكيف اعلم انه يودني؟
فقال : «امتحن قلبك، فان كنت توده فانه يودك» وقال عليه السلام في موطن آخر:
«انظر قلبك، فان انكر صاحبك، فاعلم أنه احدث» يعني قد احدث ما يوجب النفرة وضعف المودة.
الصداقة بين المدّ والجزر:
اختلف العقلاء في أيّهما ارجح وأفضل، الاكثار من الاصدقاء أو الاقلال منهم.
ففضل بعضهم الاكثار منهم والتوفر عليهم، لما يؤمل فيهم من جمال المؤانسة وحسن المؤازرة والتأييد.
ورجح آخرون الاقلال منهم، لما ينجم عن استكثارهم من ضروب المشاكل المؤدية الى التباغض والعداء، كما قال ابن الرومي:
عدوك من صديقك مستفاد*** فلا تستكثرن من الصحاب
فانّ الداء اكثر ما تراه*** يكون من الطعام او الشراب
والحق أنّ قيم الأصدقاء ليست منوطة بالقلة او الكثرة، وانما هي فيما يتحلون به من صفات النبل والاخلاص والوفاء، التي لا تجتمع الا في المثاليين منهم، وهم فئة قليلة نادرة تتألق في دنيا الاصدقاء تألق اللآليّ بين الحصا..
وصديق مخلص وفيّ خير من الف صديق عديم الاخلاص والوفاء، كما قال الاسكندر: المستكثر من الاخوان من غير اختيار كالمستوفر من الحجارة، والمقلّ من الاخوان المتخير لهم كالذي يتخير الجوهر.
حقوق الاصدقاء:
1 - الرعاية المادية:
قد يقع الصديق في ازمة اقتصادية خانقة، ويعاني مرارة الفاقة والحرمان ويغدو بأمسّ الحاجة الى النجدة والرعاية المادية، فمن حقه حقه على اصدقائه النبلاء ان ينبروا لاسعافه، والتخفيف من أزمته بما تجود به اريحيتهم وسخاؤهم، وذلك من الزم حقوق الاصدقاء وابرز سمات النبل والوفاء فيهم، وقد مدح اللّه اقواماً تحلوا بالايثار وحسن المواساة فقال تعالى:
«ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة» (الحشر: 9).
وقال ابو تمام:
اولى البرية حقاً ان تراعيه*** عند السرور الذي اساك في الحزن
إنّ الكرام اذا ما أسهلوا ذكروا*** من كان يألفهم في المنزل الخشن
وقال الواقدي:
كان لي صديقان: احدهما هاشمي، وكنا كنفس واحدة، فنالتني ضيقة شديدة وحضر العيد، فقالت امرأتي: أما نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس والشدة، وأما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبي رحمة لهم،
لانهم يرون صبيان الجيران وقد تزينوا في عيدهم، وأصلحوا ثيابهم، وهم على هذه الحال من الثياب الرثّة! فلو احتلت بشيء تصرفه في كسوتهم! فكتبت الى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة عليّ، فوجه اليّ كيساً مختوماً، ذكر ان فيه الف درهم، فما استقر قراري حتى كتب اليّ الصديق الآخر يشكو مثل ما شكوت الى صاحبي، فوجهت اليه الكيس بحاله، وخرجت الى المسجد فأقمت فيه ليلي مستحياً من امرأتي.
فلما دخلت عليها استحسنت ما كان مني، ولم تعنفني عليه.
فبينما انا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته، فقال لي: اصدقني عما فعلته فيما وجهت اليك؟
فعرفته الخبر على وجهه، فقال: انك وجهت الي وما أملك على الارض الا ما بعثت به اليك، وكتبت الى صديقنا اسأله المواساة فوجه الي بكيسي! فتواسينا آلالف أثلاثاً!
ثم نمي الخبر الى المأمون فدعاني، فشرحت له الخبر، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار، لكل واحدٍ ألفا دينار وللمرأة الف دينار - الرعاية الأدبية:
وهكذا تنتاب الصديق ضروب الشدائد والارزاء ما تسبب إرهاقه وبلبلة حياته، ويغدو آنذاك مفتقراً الى النجدة والمساندة لاغاثته وتفريج كربه
فحقيق على اصدقائه الاوفياء ان يسارعوا الى نصرته والذب عنه، لساناً وجاهاً، لانقاذه من اعاصير الشدائد والازمات، ومواساته في ظرفه الحالك.
هذا هو مقياس الحب الصادق والعلامة الفارقة بين الصديق المخلص من المزيف.
قال امير المؤمنين عليه السلام:
«لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ اخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، و
3 - المداراة:
والاصدقاء مهما حسنت أخلاقهم، وقويت علائق الودّ بينهم فانهم عرضة للخطاء والتقصير، لعدم عصمتهم عن ذلك. فاذا ما بدرت من احدهم هناة وهفوة في قول او فعل، كخلف وعد، او كلمة جارحة او تخلف عن مواساة في فرح او حزن ونحو ذلك من صور التقصير.
فعلى الصديق اذا ما كان واثقاً بحبهم واخلاصهم ان يتغاضى عن إساءتهم
ويصفح عن زللهم حرصاً على صداقتهم واستبقاءاً لودّهم، اذ المبالغة في نقدهم وملاحاتهم، باعثة على نفرتهم والحرمان منهم.
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها*** كفى المرء نبلاً ان تعدّ معائبه
قال المعري:
خف من تودّ كما تخاف معادياً*** وتمار فيمن ليس فيه تمار
فالرزء يبعثه القريب وما درى*** مضر بما تجنى يدا أنمار
وقال أبو العتاهية:
ليخل امرؤ دون الثقات بنفسه*** فما كل موثوق ناصح الحب
* * *
من السهل أن ينسى الانسان نفسه...لكن من الصعب ان ينسى نفس سكنت نفسه | |
|
Good Girl الوسام البرونزي
عدد المساهمات : 1317 السٌّمعَة : 0 المهنة : طالبة
| موضوع: رد: مقياس الصداقة .....الحقيقية الخميس أبريل 28, 2011 6:39 am | |
| شكرااااااااااااااااااااااااا لك | |
|
اية الله عضو درجة راقية جدا
عدد المساهمات : 922 السٌّمعَة : 0 العمر : 36 المهنة : باحثة عن العلم
| موضوع: رد: مقياس الصداقة .....الحقيقية الثلاثاء مايو 24, 2011 12:45 pm | |
|
عفواااااااااااااااا غاليتي زهرة
من السهل أن ينسى الانسان نفسه...لكن من الصعب ان ينسى نفس سكنت نفسه
| |
|