توترنا الحياه بكل تعقيداتها وعثراتها ,ومصاعبها ,ومتاعبها وهمومها ,بكل تقنياتها ,وسرعتها المذهله وايام فيها وليال قد لا تغمض عيوننا الا اقل القليل ,توترنا الحياه,رغم جميل زخرفها وفضائها النقي وعليل هوائها .
كلنا نتوتر ربما لزيف مالها وكثرة حسادها وانعدام الاصدقاء فيها.وضنك احوالها توترنا ربما لاننا نتوه فوق واقعنا ونصعد باحلامنا ,وتأخذنا لذاتنا .ويقهرنا الفقر ,فلا نقوى على زيارة اقربائنا .
توترنا ...ربما ,لاننا نخفق في ترتيب اوضاعنا ,ولا نخطط ابعد من يومنا ولا نلقي بالنا لاوضاعنا ,ونهيم ونمضي دون عقل ,وتسيرنا عواطفنا العوجاء بعيدا عن افكارنا .
انه التوتر..وهو :حالة تنشأ عندما لايمتلك الفرد استجابة مناسبة لاشباع المطلب .ويحدث نتيجة القوى الخارجية التي تؤثر على الفرد وهناك فروق فرديه في الاستجابه للتوتر,وتعتمد درجة التوتر بشكل جزئي على قدرة الفرد على التعامل مع المواقف المؤثرة.
ويرى الدكتور تيسير العاصي:ان التوتر النفسي ينعكس على السلوك الانساني وتظهر بصماتة واضحة .ويستطيع اي انسان ان يعرف ذلك احيانا بمجرد النظر الى وجه ذلك الانسان المتوتر .والمصطلحات الشعبية المعروفة في كثير من بلادنا العربية هي خير دليل للتعبير عن حالة التوتر هذه .فيقول انسان مثلا :»انحرق دمي «((انا حاسس راسي راح ينفجر ))»»الدم بيغلي في عروقي « (مش قادر اركز) ...الخ وغيرها الكثير .وهي في معظمها صحيحة عما يحدث في حالة التوتر . ماذا يفعل التوتر في سلوك الانسان ؟ اللجوء الى طرق غير فعاله بل وضارة للتخفيف من التوتر كالتدخين ،شرب الكحول ،زيادة الاكل او الاقلال منه ،السهر طول الليل فيما لا يفيد ولا ينفع ، الارتماء في احضان الرذيلة ,الخ ويلاحظ زيادة في النشاط غير طبيعية او التقوقع في حالة من الوحدة والهيام للهروب من الواقع الى عالم من الخيال ,السرعه في كل ما يقوم به من اعمال .
الانسان المتوتر سريع الكلام والمشي ،والاكل ولايحتمل الانتظار امام المصعد ،او اشارة المرور او اي مكان فيه انتظار , وعدم الاهتمام بالمظهر العام كما كان سابقا او العكس . وكذلك متاعب في الذاكرة :فإذا اراد شيئا كان قد وضعه بنفسه في مكان معين يصبح من الصعب على الانسان المتوتر ان يجد ذلك الشيء بسهولة .كما انه لا يهتم بترتيب الاشياء وكثيرا ما تختلط عليه تفاصيل الامور .. وتراه في حالة تكرار التفكير في نفس الموضوع :فالانسان المتوتر تضيق لديه مساحة اهتماماته ويبقى اسيرا لبعض الافكار او فكرة معينة ولا يبرح يرددها باستمرار .وكذلك عواطف الانسان المتوتر غير متزنة ،سريعا ما ينفجر غاضبا وسريعا ايضا ما تنتابه حالة من الفرح الشديد فجأة .
ونتيجة للتوتر النفسي تحدث مضاعفات عديدة منها : ارتفاع ضغط الدم ..امراض القلب والشرايين ..الصداع النصفي والعضلي ..قرحة المعدة والاثنى عشر ..الربوه الشعبي (الازما )..السمنه نتيجة زيادة الاكل او سوء التغذيه نتيجة فقدان الشهيه .كلاهما يحدث مع التوتر النفسي حسب الانسان المصاب ,الام الظهروالرقبة ,التهاب المفاصل,الحكة والحساسية في الجلد والاكزيما,ازدياد نشاط الغدة الدرقية... القولون العصبي.. ضعف جهاز المناعه وما يترتب عليه من التهابات بكتيرية وفيروسية وامراض متنوعة الاكتئاب النفسي صعوبه في الفهم والاستيعاب ,قلة انتاج الشخص المتوتر,اضطراب في علاقاته العائلية ,اضطراب في علاقاته مع الناس وصعوبة في التعامل .
نواجه التوتر النفسي -بالرياضه :القيام ببعض التدريبات بانتظام ...المشي ...السباحه - تناول الطعام الصحيح ...للمحافظه على الصحه الجيده لمقاومة الضغوط -الحصول على قدر كاف من النوم -عدم تناول المسكرات . -عدم التدخين .-اخذ فترات من الراحة ...يجدد النشاط ويريح الاعصاب-ضع قائمه باهتماماتك الحياتيه - حدد اولويات القيم :الاخلاص,الوفاء ,الصدق ,الصبر ,التسامح ..بما يتناسب مع المجتمع الذي تعيش فيه - اعرف ما لك وما عليك من خلال تقييم علاقاتك والتزاماتك ... - التخطيط لحياتك ولشئونك الماليه : - تحدث عن مشاكلك - قم بالاعمال التي تستمتع بها - كن احسن صديق لنفسك - تتمتع بالورود - اطلب المساعده من الاخرين .
ايها الناس .... علينا ان نكون قادرين على فهم ذاتنا ...وان نعيد اليها التوازن,ولا نحملها اكثر مما تحتمل وان يكون تواصلنا مع الله سبحانه وتعالى دائما دون توقف , فهو الرازق وهو المعطي وبذكره تطمئن النفوس ,و قال تعالى «الا بذكر الله تطمئن القلوب « وهو القائل ... ومن يتق الله يجعل له مخرجا .....
وهو القائل في كتابه الكريم : (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم .وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون )