مرحبا
عثر بالصدفة و أنا اتجول في مواقع انترنات على أمور كثيرة تتعلق بالهجاء، ماهيته، أنواعه الخ... لكن ما حيرني حقا وجود بعض من الشعرا ممن هجا امه،أبوه، زوجته و هذ لأمر عجاب و ددت لو ألقيتم نظرة عن كثب لنكتشف معا لؤم هولاء.
لها جسم برغوث وساق بعوضة .............................
.................................. ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
وتبرق عيناها إذا ما رأيتها .......................................
.............................. وتعبس في وجه الضجيع وتكلح
وتفتح لا كان فماً لو رأيته .......................................
...................................... توهمته باباً من النار يفتح
فما ضحكت في الناس إلا ظننتها ...........................
........................................... أمامهم كلباً يهر وينبح
إذا عاين الشيطان صورة وجهها .............................
............................... تعوذ منها حين يمسي ويصبح
وقد أعجبتها نفسها فتملحت .................................
................................ بأي جمال ليت شعري تملح
لحطيئة هو جرول بن أوسٍ شاعر عباسي . كان مشهورا بالهجاء ، وكانت القبائل تدفع له الأموال مقابل أن يسكت عنهم ، ولا يهجهم .
قال يهجو أمه :
جَزَاكِ اللّه شَرًّا من عَجُوز ... ولَقَّاكِ الْعُقُوقَ من البَنِينَا
تَنَحَّيْ فاقْعُدِي مني بعيدا ... أراحَ اللّه منكِ العالَمِينَا
أغرْبَالاً إذَا اسْتُودِعْتِ سِرًّا ... وَكانُونَا عَلَى المتحدِّثينا
ألم أظهِرْ لكِ الشَّحْناء مِنِّي ... ولكن لا إخَالُكِ تَعْقِلينَا
حَيَاتُكِ ما علمتُ حيَاةُ سُوءٍ ... وَمَوْتُكِ قد يَسُرُّ الصالحينا
وقال يهجو امرأته :
أَطَوَّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آوِي ... إليَ بَيْتٍ قَعيدَتُهُ لكَاَعِ
وقال يهجو أباه:
لحَاكَ اللهُ ثم لحَاكَ حقّاً ... أَباً ولحَاكَ من عَمٍّ وخالِ
فنعِمْ الشَّيْخُ لَدَى المَخَازِى ... وبِئسَ الشَّيْخُ أَنْتَ لَدَى المَعَالِى
جَمَعْتَ اللُّؤْمَ لا حَيَّاكَ رَبِّى ... وأَبْوابَ السَّفَاهةِ والضَّلاَلِ
وقال يهجو نفسه :
أَبَتْ شَفَتَاىَ اليَوْمَ إلاَّ تَكَلُّماً ... بِسُوءٍ فما أَدْرِى لِمَنْ أَنا قائِلُهُ
أَرَى لَي وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَهُ ... فقُبِّحَ من وَجْهِ وقُبَّحَ حامِلُهُ
أشدّ شعراء الهِجَــاء قسوة العبسي " الحطيئة "
فقد إشترى منه الخليفة عمر الفاروق رضي الله عنه أعراض الناس بـ 3000 درهم ..
وكان هجَّاءً عنيفَـــاً
قال ذات مرة في هجاء أحد أعيانِ بني تميم :
دع المكــارم لا ترحــل لبغيتهــا
واقعـد فـإنك أنـت الطـاعم الكاسـي
مـن يفعـل الخـير لا يعـدم جوازيـه
لا يـذهب العـرف بيـن اللـه
وقيل عنه أنه هجا أباه وأمه ولم يسلم هو من هِجاء نفسه .. فقال :
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما
أرى لي وجهاً شوه الله خلقه
بسوء فلا أدري لمن أنا قائله
فقبّح من وجهٍ وقبّح حامله
وقيل هجا زوجته أيضا ..
وهناك إبن الرومي صاحِبَ ألطف الهجــاء صوراً و تنويعاً
فقد قال ذات مرة في وصف أحد البخلاء قولاً رائعاً :
يقـــتر عيســى عــلى نفســه
وليس ببـــــاق ولا خـــــالد
ولــــو يســــتطيع لتقتـــيره
تنفس مــــن منخـــر واحـــد
ولحسان بن ثابت شاعر الإسلام هجاءٌ في كلدة وقيل في أخيه صفوان بن أمية :
رأيت سواداً من بعيد فراعني
أبو حنبل ينزو على أم حنبل
كأن الذي ينزو به فوق بطنها
ذراع قلوص من نتاج ابن عزهل
وبعضُ الهِجَاء الأقوى من الشارِع الموجَّهِ للحُكَّام كان الرصافي يقول :
لنا ملك تأبى عصابة رأسه
لها غير سيف التيمسيين عاصبا
وليس له من أمره غير أنه
يعدد أياما ويقبض راتبا
أجملُ الهِجَـــاء تصفحاً بينَ كتب الأدب العربي وأعلام التاريخ والشعراء
ما كان بين الفرزدق و جرير
وأقوى ذلك الهجــاء ما قبل عصر الإسلام وأعني الجاهلية
فكان بيتُ هجاء يرفع شأن قبيلة ويحط من شأن أخــرى والكثير منها ورد في تاريخ الأدب والشعر العربي
ومنها قصة قبيلة " انف الناقة "
عندما كان الرجل يمشي منكسا رأسه حياء من اسم قبيلته
فقال فيهم الشاعر
قوم هم الاناف والاذناب غيرهم ........... فمن يساوي بانف الناقة الذنب
فاصبح الرجل يفخر انه من بني انف الناقة