birdfly3 عضو درجة راقية
عدد المساهمات : 617 السٌّمعَة : 0 العمر : 99 المهنة : Je me roule les pouces
| موضوع: المقامة الحلوانية الخميس مارس 10, 2011 7:15 am | |
| المقامة الحلوانية تدور أحداث المقامة الحلوانية في حمام السوق, حيث يدخل عيسى بن هشام لينظف بدنه, فما إن احتواه الحمام, حتى دخل إثره رجل فعمد إلى قطعة طين فلطخ بها جنبه, ثم خرج ودخل آخر فجعل يدلكه دلكاً يهد العظام, ويغمزه غمزاً يهد الأوصال, ويصفر صفيراً عجيباً. ولم يمض وقت طويل حتى عاد الرجل الأول, فخاطب الحمامي الآخر,بأن هذا الزبون الذي يدعكه هو له.. وعلامته أنه لطخ جبينه بالطين.
لقد استهل الأول حديثه بصفعة قوية على قفا الثاني جعلت أنيابه تقعقع وقال: يالكع مالك ولهذا الرأس , وهو لي قال الثاني: بل هذا الرأس حقي وملكي وفي يدي, ثم تلاكما حتى عييا, وتحاكما لما بقيا أمام صاحب الحمام, فاستدعاهما صاحب الحمام مع عيسى بن هشام ثم قال له: يا رجل لا تقل غير الصدق ولا تشهد بغير الحق, وقل لي : هذا الرأس لأيهما?
رأسه صحبه في الطريق
قال عيسى: يا عفاك الله هذا رأسي, قد صحبني في الطريق, وطاف معي في البيت العتيق , وما شككت أنه لي.
قال الحمامي: اسكت يا فضولي, ثم مال إلى أحد الخصمين فقال: يا هذا, إلى كم هذه المنافسة مع الناس, بهذا الرأس, تسل عن قليل خطره, إلى لعنة الله وحر سقره, وهب هذا الرأس ليس, وأنا لم نر هذا التيس!
..وبعد أن تخلص عيسى بن هشام من صاحب الحمام والحماميين, قصد حجاماً, أي حلاقاً, فإذا هو يثرثر ثرثرة ذهبت بالبقية الباقية من صبر ابن هشام, حتى إنه أراد أن يفلسف له فعل الحلاقة قائلاً: لو كانت الاستطاعة قبل الفعل لكنت حلقت رأسك فهل ترى أن نبتدئ?
رجل من الاسكندرية
قال عيسى بن هشام: فبقيت متحيراً من بيانه, في هذيانه, وخشيت أن يطول مجلسه, فقلت: إلى غد إن شاء الله, وسألت عنه من حضر, فقالوا: هذا رجل بلاد الاسكندرية لم يوافقه هذا الماء, فغلبت عليه السوداء.
وهو طول النهار يهذي كما ترى ووراءه فضل كثير فقلت: قد سمعت به وعز علي جنونه وأنشأت أقول:
أنا أعطي الله عهداً محكماً في النذر عقدا
لا حلقت الرأس ما عشت ولو لاقيت جهداً
المقامة المجاعية
.. لا ريب أن المقامة المجاعية نسبة إلى المجاعة- هي من أطرف مقامات الهمذاني وأقصرها يقول البديع: حدثنا عيسى بن هشام قال: كنت ببغداد عام مجاعة,فملت إلى جماعة, قد ضمهم سمط الثريا, أطلب منهم شيا, وفيهم فتى ذو لثغة بلسانه, وفلج بأسنانه.
فقال: ما خطبك, فقلتك حالان لم يفلح صاحبهما, فقير كده الجوع, وغريب لا يمكنه الرجوع, فقال الغلام: أي الثلمتين تقدم سدها? قلت الجدع فقد مني مبلغا.
قال: فما تقول في رغيف, على خوان نظيف, وبقل قطيف, إلى خل ثقيف, ولون لطيف, إلى خردل حريف, وشواء صفيف, إلى ملح خفيف, يقدمه إليك الآن من لايمطلك بوعد ولا يعذبك بصبر, ثم يعلك أي يسقيك بعد ذلك بأقداح ذهبية, من راح عنبية? يعني الخمر , أذاك أحب إليك, أم أوساط محشوة, وأكواب مملوءة وأنقال معددة, وفرش منضدة وأنوار مسجورة ومطرب مجيد له من الغزال عين وجيد? فإن لم ترد هذا ولا ذاك فما قولك في لحم طري, وسمك نهري, وباذنجان مقلي, وراح قطر بلي, وتفاح جني, أي طازج- ومضجع وطي, أي فرش مريح- على مكان علي, حذاء نهر جرار, وحوض ثرثار- وجنة ذات أنهار?!
قال عيسى بن هشام, فقلت: أنا عبد الثلاثة, فقال الغلام: وأنا خادمها لو كانت..
فقلت: لا حياك الله, أحييت شهوات, قد كان اليأس أماتها, ثم قبست لهاتها, فمن أي الخرابات أنت? فقال:
أنا من ذوي الاسكندرية من نبعه فيهم زكية
سخف الزمان وأهله فركبت من سخفي مطية يذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن الاسكندر بنى ثلاث عشرة مدينة سمى كلا منها باسمه, ثم تغيرت أسماؤها بعدئذ. منها: سمر قند, ومرو, وكوش أو بلخ, والاسكندرية التي في مصر. | |
|
ريم وسام الإبداع
عدد المساهمات : 2010 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: المقامة الحلوانية الخميس مارس 10, 2011 11:01 am | |
| مشكور بيرد على الموضوع اعجبني موضوعك لطالما احببت المقامات خاصة مقامات الهمذاني بوركت | |
|