ألهبت نجمة الراب الفرنسية ديامس سهرة أول أمس قاعة الأطلس بباب الوادي، وأخرجت جمهورها عن السيطرة بترديدها المستمر لعبارة " وان تو تري فيفا لالجيري" وارتدائها لبذلة رياضية تحمل الألوان الوطنية وخمارا أبيضا ثم التحافها العلم الجزائري وثنائها عن شجاعة الشعب الجزائري وانتصاراته...مراهقون حوّلوا مقاعد القاعة إلى أرضية وشيوخ وعجائز سجلوا حضورهم غناء ورقصا.
* "مساء الخير يا جزائر ويا أبناء الجزائر..هل كل شيء على ما يرام؟..الوقت يمر ونحن نكبر وكل شيء يتغيّر ولكن القلب والمبادئ هل يتغيران؟..إنه أحسن وأجمل حفل في حياتي..وان تو تري فيفا لالجيري".بهذه العبارات الحماسية أطلقت ديامس حفلها، الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بقاعة الأطلس، التي كانت امتلأت عن آخرها، فاكتظ المكان بجمهور غفير يحفظ أغانيها عن ظهر قلب ويردد ألحانها وتساؤلاتها وحركاتها بكل انسجام وتناسق.مراهقون قدموا من كل مكان وهمهم الوحيد لقاء نجمتهم المفضلة ديامس، التي اختارت أخيرا الإسلام والاحتشام، يصرخون ويتأقلمون مع مواضيع الأغاني التي تباينت بين الاجتماعي والسياسي. وكعادتها أمتعت ميلاني جيورجياد، المعروفة فنيا باسم ديامس، الحضور بحركاتها المرفوقة بموسيقى صاخبة ورقصات الهيب هوب، وأدت كل أغاني ألبومها الأخير "آس أو آس" الذي صدر في الـ 16 نوفمبر الماضي والمتمثلة في "ميلاني" و"طفل الصحراء" و"في الظلام" و"الوردة"
* و"شرف شعب" و"غبار" و"لي لي" و"رأس أمي" و"الأرض تنتظر" و"لو كان الأخير"، إضافة إلى أغاني ألبوماتها السابقة التي أرجعت الجمهور إلى فترة ما قبل دخول ميلاني الإسلام حين كانت تعيش معاناة حقيقية أثرت على كلمات أغانيها فجاءت متمردة وجريئة في أحيان كثيرة.
* وعمدت ديامس إلى التمثيل على الخشبة، فكانت السهرة أقرب إلى الـ "شو" منها إلى الحفل، حيث استعانت بممثلين أحدهما ارتدى بذلة "سبيدر مان" والثاني لباسا ملكيا، في محاولة لتجسيد رمزية الأغنية من خلال حوار خفيف بين الثلاثة، وختم العرض بقولها: "فرنسا التي أريدها جميلة..فرنسا الاحترام. لأن فرنسا اليوم لم يعد فيها لا سلم ولا أمان"، قبل أن تضيف: "يا شباب الجزائر لا تكونوا مثل شباب فرنسا المستهتر، وإذا بقيت في أذهانكم أسئلة عالقة فسأجيب عليها في كتابي الذي سيصدر قريبا".ومزجت ديامس وفرقتها موسيقى الهيب هوب بالموسيقى الإفريقية في أغنيتي "على نبضات قلب" و"عن طريق الحب".. هي راقصة وعازفة بيانو وتحفظ بعض الكلمات باللهجة الجزائرية ومتمردة على الواقع في فرنسا..بدت من خلال ما قدمت من أغان ومن خلال تفاعلها المستمر مع الجمهور أنها تغيّرت ولم تعد تلك المراهقة الناقمة، إنما المرأة الناضجة التي تخاطب الإنسانية في مضامين ألبومها الجديد.
* واختارت ديامس قبيل إسدال الستار ارتداء بذلة رياضية حمراء مرفوقة بالكوفية الفلسطينية وهي الخطوة التي أعادت الجمهور إلى البداية فتضاعفت حماسته وظل محافظا على ريتم الحفل إلى آخر فقرة فيه.