دمعة حزنفي غرفة باردة ودافئة بآن معاً تجلس طفلة في هيكل امرأة أنفاسها
الدافئة تتصادم مع برودة الطقس ودمعة حزينه تداعب خدها لترسم
في عيونها بسمه .
أصابعها الرقيقه تهتز عندما تدعكهما معاً لعلها تجعل الدفء يسري إلى اطرافهما
عيناها ترقبان من نافذة غرفة نومها رحيل الشمس المتخاذل وراء غيوم الشتاء
تلامس وجهها أشعة الشمس الراحلة ولكنها لاتشعر بدفئها
تبتسم وعيناها تترقرقان بالدمع وتعاتب الشمس قائلة حتى انت تبخلين علي بقليل من الدفء.
كان المساء يزحف على المكان ببطء
ضمت نفسها لتسرح في الأيام والسنين التي تسربت وضاعت منها في مد وجزر
محاولات يائسه في التشبث بالحياة عندما يسلبها الظلام والهم فرحة الوجود.
كانت دائماً تحدث نفسها وتواسيها : أنت قوية مؤمنه،كلما ضعفت وارتمت طريحة فراشها يزلزلها الارهاق والضياع .
كانت تمسك بيد نفسها وتلملمها وتجعلها تقف من جديد ولكن كثرت الجراحات في اعماقها لم يعد نفسها قوياً كما كان.
لاتنكر بأنها متمسكة بإيمانها بالله لقد كانت دائماً تقول إن الله يحبني
إنني أشعر بهذا الحب فقد زرعه بكل من حولي إنه يتذكرني دائماً،
إنني في أشد لحظات نزاعاتي مع الحياة اجده بجانبي كنت استشعر
الخشوع والتجلد بأعماقي عندما يعبث الألم والمرض في جسدي.
شعرت فجأة بأن الظلام يلفها وفحيح الوحدة يتسلل ليلتف حول عنقها
نظرت حولها فوجدت الحجرة غارقه بأشباح العتمه.
لاتدري كم من الوقت مضى وهي تعانق أفكارها ولحظات حياتها ومامر بها من ظروف .
بهدوء وبلا رغبة قامت اسدلت الستائر وأنارت الضوء ، أغمضت عينيها قليلاً لتقول للنورتمهل رويدا رويدا لأشعر بك.
ولكن هي العينان اللتان شعرتا بالضوء فقط فالقلب غارق بنفق مخيف من السراب.
فجأه رن المنبه في هاتفها .تذكرت أن عليها أن تقوم لتلبس وتخرج ،
هي لاترغب بالخروج ولكنها سبق ووافقت على هذا اللقاء مع قريباتها
وعليها أن تفي بوعدها . إنها قويه ورقيقه ولن تنكسر بإذن الله .................
جهزت نفسها على مهل كانت تنظر لنفسها في المرآة متسائلة كيف مرت الأيام هكذا،
هاهي خيوط الإرهاق والحزن تزحف لتسلب تلك العينان النابضتان بالحياة حيويتهما .
بما تفكرين نظرت بتحدي لإنعكاسها بالمرآة إلى ماذا ترمين ؟
لست نائمة أو مستسلمة ولكن ليس بيدي شيء لأفعله .
عاتبتها نفسها قائلة انك جميلة من الداخل والخارج لك روح ملاك طاهر اليس هذا مايقولونه لك دائماً
انك عندما تضحكين تتلألئين كأثمن الجواهر لما ترغبين بدفن نفسك هكذا؟
أدارت ظهرها للمرآة ومشت بعيداً إنك لاتفهمين أحياناً يجب أن نضحي بأنفسنا ليسعد غيرنا
هكذا كان ردها بصوت موسيقي ناعم أطفئت النور وخرجت.