أين نحن من هذا الصحابي الجليل ..
نعترف اننا مقصرون تجاه امهاتنا وآبائنا..
واننا مهما فعلنا لن نوفيهم حقهم من البر ..
كان أبو هريرة رضي الله تعالى عنه بارًّ بأمه برّ شديداً ، حتى إنه مرةً دعته أمه
وصــاحت قالت : يا أبا هريرة . وصاح قال : لبيكِ . ثم شعر أن صوته أرفع من صوت أمه
قليلا ً فخشي أن يكون هذا عقوقا ً فاشترى رقبتين واعتقهما توبةً إلى الله تعالى من
أن صوته ارتفع قليلا على صوت أمه .
ووالله ما كان ينهر ولا كان يشتم و لا كان يسب
ولا كان يضيق وإنما كان يقول لبيك ِ ومع ذلك شعر أن صوته أرفع من صوتها ثم أنه فعل
ذلك توبة إلى الله تعالى .
ذكر ابن كثير في تفسيره أن ابن عباس رضي الله عنهما سُئل
يا ابن عباس يقول الله تعالى ) وبالوالدين إحسانا ( فما معنى الإحسان إلى الوالدين
؟ . قال : الإحسان إلى الوالدين كثير.. ما أستطيع أن أصفه .
قيل له فما معنى العقوق ؟
قال ابن عباس : لو نفض ثوبه بجانب والده فتطاير الغبار على أبيه ، كتب عند الله
عاقاً .
ليس هناك حق بعد حقوق الله ورسوله أوجب على العبد ولا آكد
من حقوق والديه عليه، ولهذا فقد أمره الإسلام ببرهما والإحسان
إليهما، وقرن ذلك بعبادته وطاعته،
فقال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"
ونهى وحذر من عقوقهما، وعصيانهما، والإساءة إليهما، وعدَّ ذلك من
أكبر الكبائر وأعظم العظائم، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله
عنهما قال قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن من أكبر
الكبائر أن يلعن الرجل والديه، قيل: يا رسول الله،
وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسبُّ الرجل أبا الرجل فيسبّ
أباه، ويسبُّ أمه فيسبّ أمه".
بل قرَنَ شكرهما بشكره، فقال: "أن اشكر لي ولوالديك إليّ
المصير" ، فمن لايشكر لوالديه فإن الله غني عن شكره،
بل جعل رضاه في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.
فالسعيد السعيد من وفق بعد تقوى الله عز وجل لبر والديه
– أحياءً وأمواتاً –والإحسان إليهما، والشقي التعيس من عقَّ والديه
وعصاهما وأساء إليهما ولم يرع حقوقهما، فبر الوالدين سبب
من أسباب دخول الجنة، وعقوقهما من أقوى أسباب دخول النار
فتعريف البر ..
البر كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة، وبر الوالدين يعني الإحسان
إليهما وتوفية حقوقهما، وطاعتهما في أغراضهما في الأمور المندوبة
والمباحة، لا في الواجبات والمعاصي، والبر ضد العقوق، وهو الإساءة
إليهما وتضييع حقوقهما.
ويكون البر بحسن المعاملة والمعاشرة، وبالصلة والإنفاق، بغير عوض مطلوب.
قوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً"
فضل بر الوالدين
بر الوالدين والإحسان إليهما من أقوى الأسباب لدخول الجنة، ولنيل
رضا الله عز وجل، وقد ورد في ذلك العديد من الآيات والأحاديث
والآثار، نشير إلى طرف منها:
1. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سألتُ النبي صلى الله
عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على
وقتها؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال: بر الوالدين؛ قلت: ثم أيُّ؟ قال:
الجهاد في سبيل الله"
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "لا يجزئ ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتري
ه فيعتقه".
3. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الوالد أوسط أبواب
الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أواحفظه".
فضل وثواب البارّين بوالديهم في الآخرة
1. البر من أقوى أسباب دخول الجنة.
2. يدخل الجنة مع أول الداخلين.
3. مكفر للذنوب.
اللهم أرزقنا بر أبائنا وأمهاتنا واجعلهم راضين عنا
وارزقنا بر أبنائنا بنا