كثيرا ما سأل روبرت مرتادي محاضراته، كم منكم يستطيع أن يطهو لي
ساندويتش أفضل من ذاك الذي تجده في محلات ماكدونالدز أو برجر كينج، فيجيبه
حفنة من الشجعان بأنهم قادرون على ذلك، فيسألهم مرة أخرى، لماذا لا أرى
أسمائكم على محلات منافسة له؟ فلا يجد ردا.
إن الشك الذاتي في أنفسنا ومن داخلنا هو ما يوقف الكثيرون منا عن الانطلاق في طريق نجاحنا الشخصي.
حين اخترع الشاب ألكسندر جراهام بل
أعجوبته الناقلة للصوت، وبعدما حصل على براءة اختراعه، بحث عن شركة تمول
نشر مشروعه الجديد العجيب. ذهب جراهام إلى أكبر شركة في عصره، شركة ويسترن
يونيون لتحويل النقود، وعرض عليها بيع جميع حقوق اختراع التليفون مقابل
100 ألف دولار. رفضت الشركة بسخرية لاذعة، فرجع جراهام وقرر أن ينشئ شركته
AT&T التي تقدر أصولها اليوم بعدة مليارات دولار.
لدى كل واحد منا، بلا استثناء، قدرات عظيمة، كامنة تنتظر أن نسمح لها
بالخروج، لولا الشك الذاتي الداخلي، ونقص الثقة بالنفس (الثقة لا تعني
الغرور). في العالم الواقعي الذي نعيش فيه، ليس الأذكياء من ينجحون، بل الشجعان. النجاح مصير من لديه الشجاعة، والمعرفة المالية.
الشجاعة تأتي من اقتحام المخاطرة، والإقدام على المغامرة.
ما آخر مغامرة أقدمت عليها؟ وكم من الزمن مر عليها. إذا احتجت للتفكير
في رد لهذين السؤالين، فأنت تعرف سبب تأخر نجاحك، أو تراجعك في مشوار
النجاح.
منذ 300 سنة، كان امتلاك الأرض سببا للثراء. تحولت بعدها لتصبح المصانع
وخطوط الإنتاج خلال الثروة الصناعية، والآن، تحولت لتصبح المعلومات. من
يملك المعلومات المناسبة في الوقت المناسب سيملك الثروة. مشكلة هذا التحول
أن المعلومات لا يمكن حبسها داخل حدود، وهي تنتقل بسرعة الضوء خلال زمن لا
يذكر، ولذا سيصبح معدل التغير سريعا للغاية.
أمامك خياران: الابتهاج بحدوث التغيرات في المستقبل، أو العيش في رعب
من نتائجها، لكن في كلا الحالتين، التغيير آت لا محالة، وفي زماننا
الحالي، ستأتي هذه التغيرات بأسرع مما كنا نتوقع.
[img]
[/img]