السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجح فريق من العلماء في الولايات المتحدة في انتاج أول خلية صناعية حية في العالم.
واستطاع الباحثون في مركز (جي كريج فينتر) في كاليفورنيا انتاج "صيغة
وراثية" خاصة بالجراثيم وزراعتها في خلية مضيفة. ومن ثم صار المايكروب
الناتج عن هذه العملية يبدو ويتصرف مثل الكائنات ذات الحمض النووي
المصنع. وكان العالم كريج فينتر والفريق العامل معه قد تمكنوا من قبل من
صنع جينوم بكتيري صناعي وقاموا بزرعه في آخر.واستخدم العلماء
الطريقتين معا لانتاج ما أسموه "خلية صناعية"، على الرغم من أن الجينوم
الخاص بها فقط هو الصناعي.وقام فينتير بوصل الكروموزومات بـ "برنامج
الكتروني" للخلية.واستنسخ الباحثون جينوم بكتيري موجود أصلا وتعقبوا
شفرته الوراثية ومن ثم أعادوا انتاج نسخة منه بطريقة كيميائية.
واستغرق العلماء 15 عاما أنفقوا خلالها 40 مليون دولار لاصطناع
كروموسوم يحمل توليفة جينية مصطنعة قبل أن يبدؤوا البحث في طريقة لنقل
هذه التوليفة الجينئة إلى خلية بكتيرية أخرى.ووصف رئيس فريق البحث العالم
البيولوجي فنتر ما تم التوصل إليه بأنه "أول خلية يتم اصطناعها، وأول نوع
من الكائنات -التي تتناسخ على كوكبنا- ينجبه الحاسوب".
وأشار الباحثون في تقريرهم إلى استخدامهم "نسخة مصطنعة من الشفرة
الجينية مأخوذة من بكتيريا صغيرة تم زرعها في خلية بكتيرية أفرغت من معظم
محتوياتها، وبعد عدة محاولات دبت الحياة في الكائن الدقيق وبدأ يتناسخ في أنابيب الاختبار".
مخاوف وتطمينات
وسارعت لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي إلى ترتيب جلسة
الأسبوع القادم لمناقشة عواقب هذه الخطوة في وقت تخشى بعض الجماعات
احتمال أن تستخدم التكنولوجيا الجديدة في صنع أسلحة بيولوجية.
وفي هذا السياق طالب إريك هوفمان من جمعية أصدقاء الأرض بضمان تطبيق
قواعد صارمة لحماية البيئة وصحة الإنسان من هذه التكنولوجيا الجديدة ومخاطرها المحتملة.
وكان فنتر قد أكد أنه استشار عددا من خبراء الأخلاقيات قبل البدء في
المشروع، وهذا ما شدد عليه دان غيبسون من معهد فنتر عندما قال إن المعهد
أطلع البيت الأبيض على تفاصيل المشروع بسبب عواقبه الأمنية المترتبة على
احتمال استغلال هذه التكنولوجيا على سبيل المثال في تصنيع أسلحة بيولوجية.