اكتشاف اول كوكب خارج النظام الشمسي يقع في مجرة غير مجرتنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واشنطن (ا ف ب) - بعد اكتشاف حوالى 500 كوكب من خارج النظام الشمسي لكنها تقع ضمن مجرتنا منذ العام 1995، رصد علماء فلك اوروبيون للمرة الاولى كوكبا من مجرة اخرى.وهذا الكوكب من خارج نظامنا الشمسي ومجرتنا اطلق عليه اسم "اتش آي بي 13044" ويقع في مدار نجمة بعيدة باتت في نهاية مشوارها تقع على مسافة 2200 سنة ضوئية عن الارض (السنة الضوئية توازي 9460 مليار كيلومتر)، في كوكبة الكور الجنوبية.
وكتلة هذا الكوكب اكبر بمرة ونصف المرة من كتلة المشتري، وهو كوكب غازي يعتبر الاكبر في نظامنا الشمسي. والنجمة التي رصد الكوكب حولها تسمى "اتش آي بي 13044" وكانت في الاساس ضمن مجموعة من النجوم عائدة الى مجرة قزمة التهمتها مجرة درب التبانة خلال عملية قضم بين المجرات قبل ستة الى تسعة مليارات سنة.
والكوكب قريب من نجمته وهو تاليا شديد الحرارة الا ان علماء الفلك اشاروا الى انهم لم يحددوا درجة الحرارة القائمة على سطحه. وفي النقطة الاقرب الى مداره البيضوي يمر الكوكب على عشر المسافة الفاصلة بين الارض والشمس على ما يفيد واضعو هذه الاعمال التي نشرت في مجلة "ساينس" الاميركية. ويكمل الكوكب دورته في 16,2 يوما فقط.
ويقول راينر كليمنت عالم فيزياء الفلك في معهد ماكس-بلانك لعلم الفلك في المانيا والمشارك في الاكتشاف "هذاالاكتشاف مثير جدا لان علماء الفلك يرصدون للمرة الاولى نظام كواكب خارج مجرتنا". ويوضح "المسافات الشاسعة التي تفصلنا عن المجرات الاخرى منعت حتى الان تأكيد رصد كواكب خارج النظام الشمسي وخارج مجرتنا الا ان عملية الدمج بين درب التبانة وهذه المجرة القزمة الاخرى جعلتنا قادرين على رصد هذا الكوكب بواسطة اجهزتنا".
وللوقوع على هذا الكوكب راقب علماء الفلك اهتزازات صغيرة على النجمة ناجمة عن قوة جاذبية الكوكب. وفي عمليات المراقبة الدقيقة جدا هذه، استعان العلماء بمرسمة طيف عالية الدقة والوضوح تابعة لتلسكوبات المرصد الاوروبي الجنوبي المقام في تشيلي على ارتفاع 2400 متر تقريبا.واكتشاف هذا الكوكب الخارج عن النظام الشمسي يثير اسئلة مهمة حول تشكل الكواكب الضخمة على ما يقول جوني سيتياون من معهد ماكس-بلانك المشرف الرئيسي على الاعمال.وهذه النجمة تتضمن على ما يبدو عددا قليلا من العناصر الثقيلة مثل المعادن وفيها فقط الهيدروجين والهيليوم على ما يوضح هذا العالم.
ويضيف عالم الفلك هذا "هذا لغز لانه يتناقض مع المفهوم المعترف به بشكل واسع، حول تشكل الكواكب. ونتساءل الان للتوصل الى جواب حول كيفية تمكن هذه النجمة من تشكيل كوكب" معتبرا انه ثمة عملية مختلفة على الارجح لتشكل الكواكب من خارج النظام الشمسي.
وهذا الكوكب هو من الكواكب القليلة التي قاومت الفترة التي كبرت فيها نجمتها بشكل واسع جدا بعدما استهلكت كل وقودها اي الهيدروجين في وسطها.
وخلال هذه المرحلة تتحول النجمة الى "كتلة حمراء ضخمة" وهو المصير المتوقع للشمس بعد حوالى خمسة مليارات سنة.
وعمليات المراقبة اظهرت ان هذه النجمة عادت لتتقلص من خلال احراق الهيليوم.