اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن الله اعداهم من الاولين والاخرين
لقد أشار القرآن الكريم إلى أن مِن الناس مَن يمشي على و جهه يوم القيامة ، و ذلك فيما يلي :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } .
و قال تعالى أيضا : { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا } .
ما هو المقصود من الوجه ؟
أما المقصود من حشرهم على و جوههم فهو سحبهم إلى نار جهنم على وجوههم أو جباههم ، كما قال ذلك بعض المفسرين .
ويؤيد هذا القول رواية العياشي : عن بكر بن عمر ، رفعه إلى أحدهما في قوله تعالى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ... } أي على جباههم .
إلا أن هناك روايات أخرى تصرّح بأن هؤلاء سوف يمشون مشياً حقيقياً على وجوههم ، منها :
1. عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن رجلاً قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال : " إن الذي أمشاه على رجليه قادرٌ على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " .
2. عن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : " يُحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف : صنفاً مشاة ، و صنفاً ركباناً ، و صنفاً على وجوههم " قيل يا رسول الله و كيف يمشون على وجوههم ؟ قال : " إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم ، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حَدَبٍ و شوك " .
من هم هؤلاء الذين يمشون على وجوههم ؟
قال الطبرسي في مجمع البيان : هم كفار مكة ، و إنهم قالوا لمحمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و أصحابه : هم شر خلق الله ، فقال الله سبحانه : { ... شَرٌّ مَّكَانًا ... } أي منزلاً { ... وَأَضَلُّ سَبِيلًا } من المؤمنين .
أي أؤلئك هم شرٌ مكاناً و منزلاً و أضلُ سبيلاً لا المؤمنين برسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
و في تفسير البرهان عن كتاب الغيبة للنعماني ، بإسناده عن كعب الأحبار ، ... فقيل يا كعب من هؤلاء الذين يمشون على وجوههم ، و هذه الحال حالهم ؟ قال كعب : أولئك الذين كانوا على الضلال و الارتداد و النكث ، فبئس ما قدّمت لهم أنفسهم إذا لقوا الله بحرب خليفتهم و وصي نبيهم و عالمهم و سيدهم و فاضلهم ، حامل اللواء و ولي الحوض ، و المرتجى و المرجى دون هذا العالم ، و هو العلم الذي لا يجهل ، و الحجة التي من زال عنها عطب و في النار هوى ، ذلك علي و رب كعب ، أعلمهم علماً و أقدمهم سلما و أوفرهم حلماً ، عجباً ممن قدّم على علي ( عليه السَّلام ) غيره ، و من نسل علي ( عليه السَّلام ) القائم المهدي ( عليه السَّلام ) ، و من يشك في القائم المهدي الذي يبدّل الأرض غير الأرض .
.