الغضب والاندفاع فى القول والفعل من التصرفات التى نهينا عنها ؛
ومن المعلوم أن الشخص المنفعل ربما يترك لنفسه العنان فيخرج عن
شعوره ويتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر---والعياد بالله ---أو لعن أو
طلاق يهدم بيته أو يجلب عداوة الآخرين !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ليس الشديد منكم بالصرعة ؛ولكن من يملك نفسه عند الغضب "
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام :
"من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفده ؛دعاه الله عز وجل على
رؤؤس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء "
يعلمنا رسولنا الكريم أن القوة والشدة تكون بكظم الغيظ درءا لعواقبه
وارضاء لله ؛ كما أن الغضب يجب أن يكون لله تعالى وادا انتهكت
محارمه. فالرسول لم يغضب قط الا غضبة لله ؛ كما ورد فى حديث
المرأة المخزومية التى سرقت وأراد أسامة بن زيد أن يشفع لها...!
أو كما حدث عندما رأى فى بيت عائشة سترا فيه صور ...
وورد عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه
وسلم :أوصنى ؛ قال : "لاتغضب "ورددها مرارا {البخارى ومسلم }.
والهدى النبوى زاخر بتوجيهات ترشد المسلمين الى أفضل الطرق
للتغلب على ثورة الغضب ؛ ومن دلك :
1-الاستعادة بالله من الشيطان الرجيم
قال عليه الصلاة والسلام : "ادا غضب الرجل فقال أعود بالله سكن
غضبه "
2-السكوت
قال عليه الصلاة والسلام: "ادا غضب أحدكم فليسكت "
3- السكون
قال عليه الصلاة والسلام : "ادا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فان
دهب عنه الغضب والا فليضطجع "
ومن فوائد هدا التوجيه النبوى منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه
قد يضرب أو يؤدى أو يقتل ؛ فيبعد عن الثوران والفوران والتصرفات
الطائشة والأفعال المؤدية لئلا يبدر منه بادرة يندم عليها .
وأخيرا فان رد الغضب من سمات المتقين فقد مدحهم الله تعالى فى
كتابه الكريم وأثنى عليهم فى قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين .الدين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين
عن الناس والله يحب المحسنين "