((هو الله الذي لا اله الا هو : المـتـكـبر ))
:: الـمتكبر ::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم، الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
فعندما نقول: إن الله متكبر فهو من أسماء الكمال، وعندما تقول: فلان متكبر فالتكبر صفة نقص في الإنسان، هذه الحقيقة الأولى في هذا الدرس، أي الإنسان إذا قال: المتكبر الجبار المنتقم ينبغي أن يسأل أهل الذكر.
الله خالق السماوات والأرض بيده ملكوت كل شيء إليه يرجع الأمر كله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فإذا كان الله متكبراً فهو يعرِّف ذاته وهذا يتصل باسم آخر من أسمائه الحسنى ألا وهو المؤمن.
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ هَنَّادٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ ))
(سنن أبي داوود)
فالمتكبر هو الملك الذي لا يزول سلطانه والعظيم الذي لا يجري في ملكه
إلا ما يريد وهو الله الواحد القهار هذا معنى من معاني المتكبر.
الله متكبر أي كبير ليس لكبريائه نهاية وهو عظيم ليس لعظمته غاية، هذا المعنى الثاني من معاني المتكبر، والمعنى الثالث المتكبر هو الذي تكبر عن ظلم العباد والمتكبر هو الذي انفرد بالكبرياء والملكوت وتوحد بالعظمة والجبروت والمتكبر هو الذي بيده الإحسان ومنه الغفران والمتكبر الذي ليس لملكه زوال ولا لعظمته انتقال.
أيها الأخوة الأكارم:
من معاني المتكبر العظيم ذو الكبرياء وأصل التكبر الامتناع وعدم الانقياد، الله سبحانه وتعالى طليق الإرادة، والمتكبر هو الذي تكبر عن كل نقص وترفع عن كل نقص وتعظم عن كل ما لا يليق به المتعالي عن صفات خلقه أيضا، كل هذه التعريفات لاسم المتكبر والله سبحانه وتعالى كما قلت قبل قليل لا بد من أن نعرفه لأننا إذا عرفناه أطعناه .
اسم المتكبر:
ومن معاني هذا الاسم "المتكبر" ذو الكبرياء، العظيم، المتعالي القاهر لعتاد خلقه، إذا نازعوه العظمة قهرهم، متكبر، "المتكبر" عن كل سوء، "المتكبر" عن ظلم العباد، يقول: أنت كبير أي لا تظلم، أنت كبير لا تأخذ ما ليس لك، كلمة كبير صفة مديح، أنت كبير، "المتكبر" عن كل سوء، "المتكبر" عن ظلم العباد، "المتكبر" عن قبول الشرك في العبادة، في صحيح مسلم:
(( أنا أغْنى الشُّركاء عن الشِّركِ، مَنْ عَمِل عَمَلا أشرك فيه مَعي غيري تركتهُ وشِرْكَهُ ))
[ رواه مسلم عن أبي هريرة ]
إذا المتكبر المتعالي عن صفات خلقه كامل في ذاته، كامل في صفاته، كامل في أفعاله.
الكبرياء صفة مدح في ذات الله عز وجل و ذم في صفات المخلوقي:
أصل الكبر والكبرياء الامتناع، والكبرياء صفة مدح في ذات الله عز وجل، وفي صفات المخلوقين صفة ذم، لا أحد منا يحب المتكبر، المتكبر لا يحتمل، لأنه يدعي ما ليس له.
إن الله جميل يحب الجمال:
أيها الأخوة، سأل رجل النبي عليه الصلاة والسلام: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسن أنيق، ونعله حسنة، هل هذا من الكبر ؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لا، إن الله جميل يحب الجمال، الكبِرْ: بطَرُ الحقِّ، وغمطُ الناس ))
[ أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود ]
* أخطر معصية أن تستكبر عن طاعة الله عز وجل .
(( الكبِرْ: بطَرُ الحقِّ ))
** المتكبر هو:
1 ـ الملك:
الآن "المتكبر" من الكبرياء، والكبرياء هو الملك، قال تعالى:
﴿ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا ﴾
في الملك، الكبرياء هو الملك. ﴿ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ ﴾
"المتكبر" هو الملك الذي لا يزول سلطانه، والعظيم الذي لا يجري في ملكه إلا ما يريد.
2 ـ الكبير:
"المتكبر" العظيم والكبير.
﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ﴾
لذلك الآية الكريمة:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
3 ـ العظيم:
"المتكبر" ؛ العظيم
﴿ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ
4 ـ المترفع عن ظلم العباد:
"المتكبر" المعنى الآخر، المترفع عن ظلم العباد، "المتكبر" عن كل سوء، "المتكبر" عن قبول الشرك، "المتكبر" الذي انفرد بالكبرياء والملكوت، وتوحد بالعظمة والجبروت، "المتكبر" الذي بيده الإحسان ومنه الغفران.
5 ـ الامتناع عن الانقياد:
"المتكبر" من الامتناع وعدم الانقياد، "المتكبر" طليق الإرادة، لا تحكمه إرادة أخرى.
6 ـ المتعالي عن صفات خلقه:
آخر معنى من معاني "المتكبر"، "المتكبر" المتعالي عن صفات خلقه، كلما خطر في بالك شيء فالله بخلاف ذلك، "المتكبر" عن صفات خلقه، كامل في ذاته، وفي صفاته وفي أفعاله.
والحمد لله رب العالمين