العتاب.....أجملُ خطابْ

بسم الله الرّحمن الرّحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



العتاب.....أجملُ خطابْ





لا تخلو أيامنا من أخطاء نقع فيها مع من نخالط من أناس

منهم القريب ...الحبيب والصديق وقد يكون رفيق الدرب

أو زميلاً في العمل

هفواتُ اللسان كثيرة

وحديثنا لا يخلو من بعض الكلمات التي تمس الآخرين

أحيانا بقصد.... وأحيانا أخرى دون قصد

هذه الكلمات قد تسبب الألم للآخرين دون أن نقصد ذلك

وقد تولد الكراهية والبغضاء دون علمٍ ممن نطق بها

وتأخذ مأخذا آخرحين يقرر من آلمته تلك الكلمات الابتعاد بصمت

دون أن يجد عذرا لأخيه أو صديقه الذي تفوه بتلك الكلمات

وقد تسطر النهاية لعلاقة رائعة تربط هؤلاء الأشخاص...




أحبتي في الله

في ديننا الحنيف نجد ربّ العزة سبحانه وتعالى

عاتب أنبياءه ورسله وعباده الصالحين

وكلّ منّا يقرأ الآية الكريمة : قال تعالى

( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى . وما يدريك لعلّه يزّكى ..)

وفيها عتاب لرسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

وهناك أمثلة كثيرة في هذا المجال....






العتاب فنٌّ راقٍ وخطابٌ جميلٌ

نعم ليس عيبا أن تعاتب صديقا أو قريبا في كلام أو عمل قام به

علّ له تفسير آخر يريحك أو يجد تبريرا يريحك

ويُبقي على المحبة والألفة بينكم فتعود الأنفس لما كانت عليه

وتبقى المحبة والصدق هي العنوان

وتطرد البغضاء والضغينة من القلب ليبقى صافيا

يحمل في ثناياه كل حب وعطاء وجمال

ولكن إحذر من أن تكون قاسيا في كلماتك

وليكن حسن النية والظن فيمن تعاتب ظاهرا له

ولتعلم أنه ما كان الرفق في شيء إلا زانه

وليكن عنوان كلماتك اللطف ولا تكثر من اللوم

وفي النهاية لا تطلب من االآخرين عدم الخطأ ولكن برفق أطلب منهم

أن لا يستمروا بذاك الخطأ

عندها فقط نجد روعة العتاب بين الأحبة والأصحاب

وما يزيل من غمامة عن الأعين ويكون فيه ما لا يكون بالصمت

فما أروع الصمت عند الأحمق وما أجمل العتاب بين الأحبة