القدس
تقع القدس في قلب فلسطين، و جاء اختيار هذا المكان لموقعه الحصين فهو محاط بالاودية من الشرق و الغرب و الجنوب فشكلت هذه الاودية خطوطا دفاعية عن المدينة ،و قد اقيمت القدس على خمسة تلال هي :1- تل موريا او الصخرة 2- تل الظهور3- تل زيتا4- تل اكرا 5- و جبل صهيون ،و تبعد القدس 50كم عن البحر الابيض المتوسط لذا فان مناخها هو مناخه،و ترتفع القدس 850م عن سطح البحر،و تتوسط القدس المدن الفلسطينية الهامة مثل حيفا و يافا و صفد و نابلس شمالا و الخليل و بيت لحم و غزة و بئر السبع جنوبا، بما اكسبها اهمية استراتيجية تجارية و عسكرية ، و كان يسكن بلاد الشام منذ الالف الرابعة قبل الميلاد ،الاموريون و الكنعانيون، و هم اصلا من الجزيرة العربية هاجروا منها بحثا عن الماء و الارض الخصبة بعد ان اصاب بلادهم الجفاف ،و استوطن الكنعانيون فلسطين ،و كانت لهم حضارة راقية فقد عرفوا معدات النحاس و البرونز و الزراعة، و الصناعة مثل صناعة المنسوجات و النبيذ و الاصباغ و الزجاج و عرفوا فن البناء خاصة بناء القلاع ،و الاعمال الهندسية و اخترعوا السفينة ،و برعوا في التجارة و اوجدوا نظام الحساب ،ووضعوا الحروف الهجائية ،قام بنقلها الاراميون الى انحاء اسيا ،و نقلها الفنيقيون الى اوروبا ، و قد بنى الكنعانيون المدن و اعطوها الاسماء ،فقد عثر علماء الاثار في معبد الكرنك في مصر على قائمة تتضمن اسماء 119 مدينة و من هذه المدن (يافا)ومجدو(تل المتسلم)،الخليل (اربع) واريحا،واسدود،و عكا(عكو)وغزة،و شكيم(نابلس)،عسقلان و بيسان،وحطين،و يصف المؤرخ جون برستيد هذه المدن بانها (مدن من البيوت المترفة فيها الصناعة،و التجارة،و الكتابة،و المعابد،و منها الحضارة)اما المؤرخ و عالم الاثار اولبرايت فانه يؤكد (بان الكنعانيين كانوا الاساس في تكوين الحضارة في مدينة القدس).
و الكنعانيين عبارة عن قبائل ذكر ثلاث منها في التوراة و هذه القبائل هي :1-العناقيون 2- الحويون 3-العمالقة 4-الفرزيون 5-الجرجاشيون 6- اليبوسيون.
و اليبوسيين هم بناة يبوس (القدس فيمابعد) نسبة الى جدهم يبوس ،وكان اشهر ملوكهم (ملكي صادق) او (ملك الصدق) و هو ملك ذكر في التوراة و الانجيل ،قام ببناء اول مسجد لعبادة الاله الواحد في يبوس ، و قد التقى ملكي صادق ابراهيم عليه السلام عندما مر بفلسطين قادما من العراق في طريقه الى مصر كذلك التقاه ثانية بعد عودته من مصر ، و قد بارك ملكي صادق ابراهيم قائلا (مبارك ابرام من الله العلي مالك السموات و الارض)، فقد كان هناك تآلف روحي بينهما الذي يعتبر اول مظاهر ديانة التوحيد ،و قد ورد في قاموس الكتاب المقدس ان (ملكي صادق كان محافظا على سنة الله)،كما ورد اسم ابراهيم في القران الكريم(و اذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا) و يقول اليعقوبي في كتابه (التاريخ)ان ابراهيم ولد في اور جنوب العراق ،اما ابن الاثير فيقول انه ولد في الاهواز ،و قال مؤرخين اخرون انه ولد في مدينة بابل في العراق ،في عهد نمرود الجبار ،فوجد قومه يعبدون الاصنام ،فاعتزلهم ،حتى كبر ،فبعثه الله و علمه الدين ،فدعا قومه لعبادة الله و لكنهم رفضوا دعوته و ارادوا حرقه و لكن الله نجاه ،ثم خرج و معه من امن برسالته الى حران،ثم الى ارض كنعان ،ثم الى مصر،ثم عاد و استقر في حبرون التي اصبح اسمها الخليل نسبة الى ابراهيم الخليل ،و توفي هناك و دفن هو و اخرين من عائلته في المكفيلة.
و قد امتدت حدود يبوس حتى رام الله ،و استمر حكم اليبوسيين للقدس حتى دخلها الملك العبراني داوود (من 1004 ؟ 963 ق.م )
و جعلها عاصمة له بعد تاسيس الدولة اليهودية ،و اطلق على القدس مدينة داود او مدينة السلام ، قد دخل داود القدس و هي في كامل عمرانها و حضارتها و غناها ،فاخذ العبرانيون من الكنعانيين حروفهم و حضارتهم، و بعد ذلك انقسمت الدولة اليهودية الى قسمين :
و قد شهد هذا العصر غزوات متعددة على فلسطين ، مثل الغزو الآشوري و البابلي المذ كورين و الفارسي، و احتلال الاسكندر الاكبر لبلاد الشام ،الذي شهد عهده محاولة فاشلة لدمج حضارة الغرب بحضارة الشرق، تلاه عهد البطالمة و السلوقيين ،ثم العصر الروماني الذي شهد ولادة السيد المسيح و التبشير بالمسيحية و اعتناق قسطنطين الكبير للديانة المسيحية و بناءه ووالدته هيلانة لكنيسة القيامة في القدس و كنيسة المهد في بيت لحم .
ثم الفتح الاسلامي للقدس 636م،على يد ابي عبيدة عامر بن الجراح (ر.ض) و تسلمها الخليفة عمر بن الخطاب(ر.ض) ومنحهم العهدة العمرية التي اعطتهم امانا لانفسهم و اموالهم و كنائسهم كما نصت على عدم سكنى اليهود في القدس ، وكان اسم القدس انذاك ايليا كابيتولينا و هو اسم اطلقه الرومان عليها،و بعد الفتح الاسلامي اطلق عليها اسم (بيت المقدس) او بيت الطهر و البركة ،و قد اكد الفتح الاسلامي على عروبة فلسطين ،كذلك فعل العهد الاموي الذي جاء بعده و كانت اهم انجازاته التعريب ،و بناء المسجد الاقصى و مسجد الصخرة،و في العهد العباسي استمر بناء حضارة عربية مميزة عن طريق ترجمة الفلسفة والعلوم من اليونانية والفارسية والهندية للعربية بما أكد الصبغة العربية الإسلامية للدول الإسلامية ومنها فلسطين.
وفي نهاية الحكم الفاطمي دخل الصليبيون القدس سنة 1099م وتمكنوا من إقامة مملكة بيت المقدس ومركزها القدس، إلى أن تمكن صلاح الدين الأيوبي من تحرير القدس 1187م ، وقد أصبحت القدس ولاية تابعة لدمشق في عهد الأيوبيين ، وأهتم الأيوبيون بالقدس من الناحية الحضارية والعمرانية والثقافية واستمر هذا الاهتمام في عهد المماليك ، ويصف يوسف غوانمة القدس في العهد الأيوبي والمملوكي في كتابه (عروبة القدس) بقولة (إن المنشات المعمارية والثقافية والعلمية والأجتماعية والمدنية والعسكرية الباقية إلى الآن أيوبية ومملوكية ، وبعد العهد المملوكي (1250م ت 1516م) اصبحت القدس تحت سلطة الدول العثمانية ،بعد معركة مرج دابق 1516م في عهد سليم الاول ، و قد استمر العثمانيو ن برعاية القدس،فاصبحت في عهدهم احد الالوية التي تتالف منها بلاد الشام و لها مجلس شورى لادارة شؤونها ،و في 1813-1840 اصبحت القدس خاضعة لمصر بعد ان فتح ابراهيم باشا بلاد الشام ،و شهدت بلاد الشام انفتاحا على الحضارة العالمية في عهده تتمثل بتنشيط العمران و اصلاح الاقتصاد ،و الادارة ،و استمر حكم الدولة العثمانية للقدس و الولايات العربية الاخرى حتى وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني 1917-1948 الذي اخذ يعمل مع الحركة الصهيونية لبناء مؤسسات الدولة اليهودية تمهيدا لقيامها الذي تم الاعلان عنه عام 1948م،و قد احتلت الحركة الصهيونية 77% من ارض فلسطين تقريبا ،ثم استكملت احتلال كامل التراب الفلسطيني 1967م، و اعلنت ان القدس الموحدة عاصمتها الابدية ،و اصبح اسم القدس اورشليم اوكما يلفظه اليهود بالعربية يوروشالايم.
و يؤكد المؤرخ احمد سوسة في كتابه (العرب و اليهود في التاريخ) ،حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الاثرية ان تسمية القدس باورشليم التي يعتبرها اليهود من الاسماء العبرية هي كلمة كنعانية آرامية اصيلة وردت في النصوص الكنعانية التي وجدت في مصر قبل ظهور موسى بعدة قرون ، و ان اغلب الاسماء التي اطلقها كتبه الاسفار على ابطال قصصهم و اتخذها اليهود اسلافا لهم ،هي في الاصل كنعانية.
و قد دخلت القدس بعد عام 1967 دائرة التغيرات وهي عبارة عن إجراءات تشريعيه و إداريه تتمثل بقوانين نزع ملكية الاراضي و العقارات من العرب بما يؤدي الى تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس،و اجراءت اخرى تشمل القضاء ،و التعليم ،و الانتخابات البلدية و المرافق،و الخدمات العامة،ومحاولة اخلاء القدس من العرب ،و نقل الوزارات و موظفيها الى القدس وتغيير معالم القدس الثقافية ،و بضمنها المعالم الاثرية و هو ما يسمى بسياسة التهويد ،و يقول المعلق اليهودي العروف دويتشر حول التغيرات المذكورة "ان معجزة النصر الاسرائيلي ،و الاجراءت المذكورة ،لم توفر الامن الذي تنشده اسرائيل ،و ان النصر سيتحول قريبا الى كارثة ".
و يتحدث مكسيم رودنسون عن جهود اسرائيل المبذولة من اجل تهويد القدس و توفير الامن لاسرائيل بالتطبيع مع العرب " ان قبول البلاد العربية باسرائيل وهم كبير و يدل على جهل بطبيعة ما يجري ،فدول العالم التي تاثرت طويلا بالدعاية الصهيونية تحاول الان معرفة حقيقة ما جرى".
اما حقيقة ما جرى فقد تحدث عنها روجيه جارودي في كتابه "اسرائيل الصهيونية السياسية " فقال:"ان الدعاية الصهيونية تربط دائما بين الحقوق التاريخية و فكرة ارض الميعاد التي يدعون انها تعطيهم حقا الهيا لتملك فلسطين و السيطرة عليها ،و كانت معرفة تاريخ فلسطين القديم الى وقت قريب تعتمد على العهد القديم الذي لايمكن الاعتماد عليه كوثائق تاريخية لانه عبارة عن حقائق و اساطير و قصص و اخبار و تقاليد لايمكن اثباتها تاريخيا،و على هذا استندت الصهيونية في احتلالها لفلسطين و لتبرير ذلك استندت الصهيونية الى شبكة واسعة من وسائل الاعلام في بلدان العالم ،و هكذا اصبحت الحقيقة مطمورة تحت طبقات من التضليل المتعمد و الدعاية المخادعة التي تقود الراي العام العالمي الى تاييد اسرائيل بغض النظر عن الحق و الصواب، كما قال الخبير القانوني هنري كوتن و لكن ظهر في القرن العشرين علماء توخوا الموضوعية في كتابه "تاريخ الشرق القديم " مثل سيلين وفاتسنجر الالمانيان الذين قاما باعمال التنقيب في اريحا و تل المتسلم (مجدو سابقا) كذلك تبنى معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاغو، الموضوعية و العلمية في دراسة الابحاث الاثرية التي عثر عليها في بلاد الشام و العراق و مصر، و ادت الى اكتشاف و تفسير العديد من الاحداث التاريخية على اساس علمي و موضوعي، و حول حق اليهود في فلسطين و يقول فيليب حتي في كتابه "تاريخ سوريا و لبنان و فلسطين " ان التنقيبات الاثرية التي جرت في مدينة القدس من قبل البعثات البريطانية و الامريكية لم تعثر على اثار اسرائيلية اصلية و فشلت في العثور على ذرة من هيكل سليمان عليه السلام الذي يعتبره اليهود الاثر المادي الوحيد لهم في مدينة القدس".
مكانة القدس الشريف الدينية:
للقدس اهمية دينية لدى الديانات الرئيسية الثلاث اليهودية ،المسيحية و الاسلام فقد شهدت المدينة نزول الانجيل ، وعظات و معجزات المسيح،و من فلسطين اخذ تلاميذ المسيح يبشرون بالمسيحية فانتشرت في القدس و القرى المجاورة ثم انتشرت في جميع انحاء فلسطين و الاردن بعد ميلاد المسيح بثلاثة قرون،
كما شهدت القدس الاسراء و المعراج ،و يوجد فيها الحرم القدسي الشريف،و حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى مدعين انه من بقايا هيكل سليمان عليه السلام الذي يدعون انه اقيم تحت المسجد الاقصى ،و هناك ايضا كنيسة القيامة التي لها قداسة لدى المسيحيين لاعتقادهم انها تضم قبر المسيح.
و تعتبر القدس ثاني االقبلتين بعد مكة المكرمة ،و تستأثر باهتماما دينيا و سياسيا من العرب و دول العالم ،و كانت القدس قبلة المسلمين الاولى ثم جاء امر الله سبحانه و تعالى بتحويل القبلة الى مكة في السنة الثانية للهجرة كما جاء في الآية 144 من سورة البقرة :
"قد نرى تقلب وجهك في السماء ،فلنولينك قبلة ترضاها،فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".
و قد تنبا الرسول (صلعم) بفتح القدس فقد ذكر السيوطي في كتابه "الدر المنثور في التفسير الماثور" ان الرسول (صلعم) قال"سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش الى الفرات ".
كما تنبا البطريرك صفروينوس بطريرك القدس الرابع و الخمسين"بان القدس ستفتح على يد صاحب محمد المسمى عمر".
و قد ورد ذكر القدس في القرآن الكريم باسم الارض المقدسة ،و هو اقدم اسم اسلامي نعت به بيت المقدس، و يقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان(ج 2) "ان بيت القدس هو المكان المطهر من الذنوب و هو من القدس اي الطهارة و البركة"و في لسان العرب لابن منظور الخزرجي (ان الارض المقدسة،دمشق و فلسطين و بعض الاردن).
و قد روي عن النبي (صلعم)احاديث عديدة تشيد بمدينة القدس و فضائلها الدينية مثل:
(القدس ارض المحشر و المنشر آتوه فصلوا فيه،فان الصلاة فيه كالف صلاة)
و قال ايضا :
(لا تشد الرحال الا الى ثلاثة، المسجد الحرام،و المسجد الاقصى،و مسجدي هذا).
و قد جاء الدين الاسلامي للدول التي دخلت الاسلام و منها القدس ،بتعاليم جديدة سياسية تمثلت بالشورى في الحكم ،و قانونية تتمثل بالقضاء المستقل ،و اجتماعية تتمثل بالمحافظة على حقوق الرعية الاجتماعية، و قومية، بجعل ركن الهوية الاجتماعية العروبة و الاسلام ، و القران دستور الامة ،و اللغة العربية لغتها بما اكد الصبغة القومية العربية لفلسطين و ساعد على ذلك هجرة القبائل العربية اليها و اهتمام خلفاء المسلمين بمكانتها الدينية و التاريخية ،ففي زمن الدولة الاموية ،كان اثنين من خلفاء بني امية ياخذون البيعة لهم في القدس،الاول معاوية بن ابي سفيان ،و الثاني سليمان بن عبد الملك ،و كان عمر بن عبد العزيز يطلب من ولاته التوجه للقدس ليقسموا يمين الطاعة و العدل في مسجدها ،و كان الكثير من الخلفاء المسلمين يمرون بالقدس بعد ادائهم فريضة الحج ومنهم المنصور و المهدي و غيرهما،و في عهد الدولة العباسية شهدت المدن الاسلامية و منها القدس،ازدهار علم الحديث ، و التفسير،و اصول الفقه،و سائر العلوم الدينية.
و قد شهد عهد بني امية بناء المسجد الاقصى و مسجد الصخرة و هو اوضح دليل على اهتمام الامويين بالقدس ،و تاكيدا على وجهها العربي و اهميتها الدينية و الحضارية.
و كثرة المساجد و دور العلم ، بما يدل على جوهر روح الاسلام القائمة على التوازن بين العقل و النقل و الشريعة و الحكمة ،وان تحرير صلاح الدين الايوبي للقدس يدل على مدى اهميتها بالنسبة للمسلمين .
كما اهتمت دولة المماليك (1250م ؟ 1516 م)بمركز القدس الديني ففي عهد الملك الظاهر بيبرس قام باحياء ذكرى الصحابة الاوائل و رجال الفتح مثل ابو عبيدة عامر بن الجراح ،و جعفر الطيار رضي الله عنهم الذين دفنوا في القدس و شيد مقامات لهم، كما ارسل بيبرس الآلات لترميم الحرم القدسي الشريف ،و ارسل الصدقات للحرمين الشريفين في القدس ومكة ،و ارسل العلماء للمدارس و المساجد في المدن الاسلامية و من مدارس القدس ،المدرسة الشافعية التي يذكر المقدسي ان الامام الغزالي اعتكف فيها لينجز كتابه (احياء علوم الدين).
اهم الاماكن المقدسة لدى المسلمين :
"سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير"و قد اهتمت الدول الاسلامية المتعاقبة في المسجد الاقصى فبقي يحتفظ برونقه على الرغم من قدمه حتى قال عنه المؤرخ هايتر لويس (المسجد الاقصى اجمل الاثار التي خلدها التاريخ) و تهتم الاردن حاليا بالرعاية و اعمال الترميم للحرم القدسي الشريف منذ عهد الشريف الحسين بن علي 1923 و حتى الآن .
ومسجد الصخرة هو مزيج من الذوق العربي ومع الاستفادة من الاسلوب البيزنطي فقد عمل العرب و الروم في بناءه.
و قد قام صراع بين المسلمين و اليهود حول حائط البراق فاضطرت حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين الى تشكيل لجنة باسفيلد الدولية 1930م التي قدمت تقريرها لعصبة الامم المتحدة و قد صدر بعد ذلك القرارت التالية :
و لكن الخلاف بقي مستمرا بين المسلمين و اليهود حتى عام 1967 عندما استولت اسرائيل على فلسطين التاريخية فوحدت شطري القدس لتعلن انها عاصمتها الموحدة والابدية ، و قامت اسرائيل بعمل ساحة كبيرة امام حائط البراق تتسع لآلاف المصلين .
اما اهم الاماكن المقدسة لدى المسيحيين فانها تعود الى زمن الامبراطور الروماني قسطنطين الذي كان اول من اعتنق المسيحية من اباطرة الرومان ، و هناك مئات من الاماكن المقدسة لدى المسيحيين في القدس التي شرع في بناءها المسيحيون منذ بداية محاكمة السيد المسيح .
و اهم الاماكن المقدسة عندهم هي :
و هناك الكثير من الكنائس و الاديرة ،و ما تم ذكره هو الاكثر اهمية لدى المسيحيين .
اما بالنسبة لليهود ، فان حائط البراق الذي يطلقون عليه حائط المبكى ،هو المكان المقدس لديهم و يذهبون للصلاه و البكاء هناك ،و يدعون انه من بقايا هيكل سليمان عليه السلام ،و هناك اختلاف بين اليهود حول مكان الهيكل، فطائفة السامرة (السامريون) اوكما يطلق عليهم العامة السمرة يقولون ان الهيكل بني فوق جبل جرزيم في نابلس ، و هناك طوائف اخرى تؤمن بانه يقع شمال القدس ،و البعض يؤمن بانه في تل القاضي (دان) و هكذا فان تعدد الآراء اليهودية في موقع الهيكل يوحي بوجود هياكل عديدة ،و تؤكد دائرة المعارف البريطانية بان تيطس عندما هدم القدس عام 70 م لم يبق على شيء من معالمها، لذا فانه لا يوجد ما يؤكد بان الهيكل كان موجود في اي من الحرم القدسي تحت المسجد الاقصى او الاماكن الاخرى و لم يرد ذكرالهيكل في القرآن الكريم .
و يوجد اماكن اخرى مقدسة لدى اليهود مثل قبر زكريا عليه السلام ، و قبر قدس الاقداس ، و العديد من الكنس(جمع كنيس) مثل كنيس المغاربة ،و كنيس الاسطنبولي و كنيس بيت الدين.
و يلاحظ ان القدس بعد الفتح الاسلامي و حتى سقوطها كاملة بيد اليهود عام 1967م ،بقيت مثالا للتسامح الديني ، فالكنس و الكنائس و المساجد تعمل بحرية لان الاسلام جاء متمما للديانات السماوية ولم يكن متناقضا معها ، ولم يستمر ابناء الديانات السماوية في ممارسة طقوسهم فحسب بل ساهموا جميعا في بناء الحضارة العربية الاسلامية. 2. مملكة اسرائيل و عاصمتها السامرة في الجنوب و قد قام الملك الآشوري سرجون الثاني بالقضاء عليها 722ق.م. 2. ان للمسلمين وحدهم الحق في ملكية الرصيف المقابل لحائط البراق. 2. درب الآلام : و يعرفه المؤرخين بانه الطريق الذي سلكه السيد المسيح مع الجنود الرومان في طريقهم لصلبة،و يبدأ هذا الطريق من جوار مدرسة راهبات صهيون في القدس و هو عبارة عن 14 مرحلة تنتهي بوادي جمجمة الذي يطلق عليه البعض اسم وادي جلجئة او وادي الموت. 1. مملكة يهوذا و عاصمتها اورشليم في الشمال،و قد قضى على هذه المملكة نبوخذ نصر البابلي 586ق.م وسبا اليهود الى بابل. 1. المسجد الاقصى : تم البدء في بناءه في عهد عبد الملك بن مروان و اتم بناءه الوليد بن عبد الملك سمي بهذا الاسم لبعده عن الخبائث او لبعد المسافة بينه و بين المسجد الحرام في مكة ،او لان موقعه يتوسط الدنيا ،و قد ورد ذكر المسجد الاقصى في القران الكريم في سورة الاسراء : 2. مسجد الصخرة : بني هذا المسجد في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان ،و يقع في وسط الحرم القدسي الشريف ، و فوق الصخرة التي يذكر المؤرخين بان النبي (صلعم) وقف عليها عندما صعد الى السماء و قد استعمل في بناءه و بناء المسجد الاقصى وزخرفتها فن الهندسة الاسلامية و زخارف الفسيفساء الهندسية و البنائية (الارابيسك) arabesque و يصفه ابن بطوطة في كتابه(الرحلة) بقوله (يحار البصر في محاسنه) كما وصفه عالم الآثار و المؤرخ هارتمان باته ( نموذج للتناسق و الانسجام). 3. حائط البراق : و هو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي الشريف وهو من اوقاف ابي مدين الغوث و يدعي اليهود بانه حق لهم ،لانه جزء من هيكل سليمان ،مع ان علماء الآثار اليهود و غيرهم من علماء الآثار الاوروبيين و الامريكيين لم يجدوا في حفرياتهم جنوب الحرم القدسي الشريف اثرا لذلك الهيكل، بل وجدوا اثارا يبوسية ،و رومانية ،و اموية و فاطمية و صليبية و ايوبية و مملوكية و عثمانية لآلاف السنين من تاريخ القدس. 1. ان للمسلمين وحدهم الحق في ملكية الحائط الغربي لانه يشكل جزء من ساحة الحرم القدسي الشريف . 4. مسجد عمر : اقيم هذا المسجد في جنوب الحرم القدسي الشريف حيث صلى عمر بن الخطاب بعد الفتح الاسلامي للقدس ، و لكن المسجد اندثر مع الزمن لانه بني من خشب و لبن. 1. كنيسة القيامة : و قد شيدها الامبراطور قسطنطين في وسط القدس، و يعتقد المسيحيون انها تضم قبر المسيح ، وفي نفس الوقت تم بناء كنيسة المهد في بيت لحم بالتعاون مع هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين و هناك كنائس اخرى بنيت زمن الرومان مثل كنيسة الصعود على جبل الزيتون ، و يعتقد المسيحيون بان المسيح صعد منها الى السماء ، كما تم بناء كنائس اخرى مثل مثل كنيسة العذراء ، وكنيسة القديسة حنة ،و كنيسة الجثمانية ،و كنيسة سيدتنا مريم....الخ،و في عهد الرومان تم تجديد بناء دير ابينا ابراهيم عليه السلام و منذ عهد قسطنطين اصبحت للقدس مكانة بارزة في التفكير المسيحي فاشتهرت فيها المدارس اللاهويتة ،التي تدرس الفلسفة و المنطق والهندسة و اللاهوت و القانون و التاريخ و المكتبات الضخمة التي ياتيها طالبي المعرفة من خارج فلسطين و استمر رجال الكنيسة في العهد الاسلامي على القدس منارا للمعرفة كما كانوا زمن الرومان.