أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يقول الله الحق سبحانه و تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا
ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ
وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
سورة النور
و صدق الله مولانا العلى العظيم
* ينبغي على الزائر أن يستأذن ثلاث مرات، ففي صحيح مسلم أن
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم قال :
« إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ » .
فإن أذن له و إلا فليرجع فذلك خير له وأزكى ،
فالله يقول : " هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ "
فلا داعي للاصرار ولا للغضب إن لم يؤذن لك فللناس مشاغلهم وأعذارهم .
وهذا خلاف ما يفعل بعضنا على باب إخوانه يطرق ويطرق ويطرق ،
ويأبى أن ينصرف أبداً ، حتى يفتح له ،
وإن لم يفتح له اتصل بالهاتف أو الجوال وهو عند الباب
وربما أزعج الجيران بمنبه السيارة وكانه يستشهد بقول القائل :
من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له .
* ومن آداب الزيارة اختيارُ اليوم والوقت المناسب واجتناب الزيارات المفاجئة ،
ويمكن الإستئذان بالهاتف قبيل الزيارة بوقت كاف ،
فإن الطرق على الابواب في أي وقت وبدون استئذان يتنافى مع كمال الأدب
ويتسبب في الحرج خصوصا في هذا الزمان حيث الإرتباطات الخاصة
والإلتزام بمواعيد العمل والمدارس والمستشفيات ...
هذا فضلا عن مواقيت الراحة والنوم والطعام .
* تجنب الزيارات المتكررة فقد قيل :
" لا تزرِ القوم قبل أن يشتاقوا إليك ، ولا تمكثْ حتى يضجروا منك "
وفي المثل " زُر غِبَاً تَزددْ حُبًّا "
قال الشاعر في معنى ذلك :
عليك يا غباب الزيارة إنهـا ... إذا كثرت صارت إلى الهجر مسلكا
ألم تـر أن الغيث يسأم دائما ... ويسـأل بالأيدي إذا هـو أمسكا
* الترحيب وحسن الاستقبال ليس مسوغاً للاسترسال والثرثرة ، والغيبة والنميمة ،
ويتأكد هذا مع العلماء وأصحاب المسؤوليات ، ممن تضيق بهم الأوقات ،
والخير كل الخير في التوسط والقصد ،
فتجنب الزيارة الطويلة التي تفضي إلى الملل ، وتجعل الزائر ثقيلاً.