الفضول من طبيعة النفس البشرية، لذا أصبح الإيمان بعلوم التنجيم والتي تدعي التنبؤ بالغيب حاضرا بقوة في بعض المجتمعات، فالكل طواق لمعرفة هل سيعمل؟ هل سيتزوج؟ هل ..؟هل..؟ و ألف هل.
حتى مع إيمان البعض الآخر بكذب ما يقوله المنجمون بشأن ما يتعلق بالمستقبل فإنهم أيضا يجربونه من باب التسلية، لذا نجد هذا الإقبال على (علم الخرافات ) كما يسميه العلماء إقبالا واسعا، حتى أصبحت له ضروب و طرق شتى، جعلت جل الناس و بالأخص الجهلاء و الأميين و طبقة الفضوليين فريسة سهلة للدجالين و النصابين.
من الناحية العلمية يدحض العلم كل هذه الخرافات، كذلك الديانات السماوية تحرمها جملة و تفصيلا.. و الآن إليك قراءة في تاريخ و نشأة بعض هذه التقاليد..
التنجيـــم
معتقدات و تقاليد حول الأوضاع النسبية للأجرام السماوية و ما يمكن أن توفره من معلومات حول الأمور الدنيوية، يسمى من يعمل بالتنجيم بالمنجم، و خلال الألفية الثالثة ظهرت العديد من التقاليد و الطقوس التي تستخدم المفاهيم الفلكية و قام البابليون و الآشوريون بنقلها إلى مناطق مختلفة كالهند و الصين.
حتى تم الخلط بينه و بين علم الفلك و لم يتم التمييز بينهما إلا بعد عصر النهضة، و عبر تاريخه الطويل تعرض التنجيم لكثير من التطورات و التغيرات، ومن تقاليد التنجيم الهامة بالنسبة للمنجمين التنجيم العربي و الفارسي، تنجيم مايا..
ومن تقاليده الخفية تنجيم كابلا ، ومن أشهر طرقه التنجيم بالأبراج و هو نظام يدعي البعض وضعه في منطقة البحر الأبض المتوسط وخاصة بمنطقة مصر الهلنستية خلال أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الأول قبل الميلاد ، و بالنسبة للعلماء فيعتبرون التنجيم من العلوم الزائفة و الخرافات.
قراءة الكف
إحدى الطرق الموجودة في التراث الشعبي لدى البعض و يقال أنها تمكنهم من التنبؤ بالمستقبل، ذلك عبر قراءة التعرجات و الخطوط على كف الإنسان ، عرفت هذه الممارسة منذ وقت قديما قد يعود إلى 3000 قبل الميلاد في بلاد الرافدين، الهند و الصين و بقيت تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل.
يعد أنجاويدا هو أقدم توثيق مكتوب يلقي الضوء على هذه الممارسة في الهند، كما عرفها اليونانيون و الرومان و أسموها (قحافة اليد)، و منذ القرن الرابع الميلادي حظرت الكنيسة قراءة الكف و كان كل من يخرق هذا الحظر يعتبر كافرا ، ومع توافد الغجر على أروبا في العصور الوسطى انتشرت طرق قراءة الكف بشكل كبير، و كذلك في عصر النهضة، و من وجهة نظر العلم هي مجرد خزعبلات و لا توجد أي أبحاث تثبت صحتها.
ضرب الودع
و يسمى في مورتانيا (قزانة الودع)، و هو نوع من التنجيم لمعرفة الطالع و أسباب بعض المشاكل، و في الغالب تقوم بها النساء، و يقوم بضرب أو تحريك الودع بشكل عشوائي يدعي من خلاله قراءة بعض الأمور و ليس فقط التنبؤ بالمستقبل..
ويعد الغجر هم أشهر من قام بضرب الودع ، و من الطريف أنه يشترط وضع بعض النقود ليتمكن من قراءة الطالع بصورة أوضح.
قراءة الفنجان
عادة تركية قديمة، مارسها الأترك قديما عند المعابد، إذ كانوا يقومون بشرب القهوة و ترك الفنجان للبابا لقراءة المستقبل، و بنظر المنجمون هناك طرقا و شروطا كي تكون القراءة صحيحة كما يدعون كأن تكون القهوة سادة و مضاف إليها بعض الروائح كالعنبر و حب الهال.
و أن يتنفس صاحبها شهيقا و زفيرا مع كل رشفة، و يرجع علماء النفس هذه الظاهرة إلى الكبت و الضغوط النفسية التي يعاني منها الشخص و عجزه عن حل مشكلاته بطرق علمية سليمة.
أوراق التاروت
مجموعة من الصور الرمزية يستخدمها العراف لقراءة حياة الشخص و مستقبله (كما يدعي )، اختلفت أصول تسميته إذ ينسبها البعض إلى كلمة توراة، و يرى آخرون أنها مركبة من كلمتين بالهروغليفية (تا) و (رو) و يقصد بها الطريق الملكي.
كما قيل أن أصلها هندوسية نسبة إلى Tara أم الآلهة الهندوسية، لم يعرف أحد كيف نشأت هذه الممارسة، إلى أن أنطوان كورت مؤلف كتاب ” العلم البدائي” يرى أن أول ظهور لهذه الأوراق كان في أرويا في منتصف القرن الرابع عشر.
و يرى البعض الآخر أنها ظهرت قبل ذلك بكثير على يد كهنة مصر الفرعونية ، ومنها انتقلت إلى عكا ( إحدى مدن فلسطين ) و من ثم انتشرت في أرويا عن طريق الغجر، و بالنسبة للعلم فهي ليست سوى خدع رخيصة لاستغلال الناس و الاستخفاف بعقولهم إذ لا يوجد أي أدلة أو براهين لإثبات صحة ما يقال.
الكرة البلورية
تعتبر من أشهر الأدوات التي يستخدمها العرافون للكشف عن الطالع إلى جانب المرايا السوداء و ماء البحيرة الراكد، و قد جاءت في القصص الشعبية كعلامة مميزة للسحرة و الأشرار، و يعتبر هؤلاء العرافون أن بلورة الكريستال أفضل تلك الأنواع إذ أنها تحتوي كما يزعمون على بعض الذبذبات..
بينما يرى آخرون أنه لا يهم معدن البلورة، و يرى علماء النفس أنها محض خرافة لا أكثر، و أن الأجواء التي يقوم بها العراف تنقله من حالة ذهنية إلى حالة ذهنية أخرى مختلفة عن حالة الوعي الكامل وما يراه من خيالات و صور ناتجة عن تأثير الإضاءة الخافتة و حالة الهدوء و التركيز.