نبذة عن حياة الشهيد نصراوي عمار المدعو الرفال
قال تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) صدق الله العظيم
ان الحرية والاستقلال لا يمنحان بسهولة خاصة اذا تعلق الامر بالتسلط الاستعماري على الشعوب المستضعفة القليلة الامكانيات، ظلما وقع على الشعب الجزائري اثناء الاحتلال الفرنسي المسيطر والذي كان اقوى واعنف واشرس استعمار عرفه الشعب الجزائري الذي كان يستهدف كل المقومات الشخصية الوطنية الجزائرية من ارض وشعب وثقافة ....
هو الشعب الذي قدر له ان يصاب بمثل هذا التسلط الاستعماري الخطير ، ولكنه قرر في اخر الامران ينفض غبار الذل والهوان عن نفسه بكل مايملك من وسائل مهما كان الثمن وكان هذا الثمن مليون ونصف المليون شهيد قدموا ارواحهم فداءا في سبيل الحرية والكرامة لتعيش الجزائر حرة مستقلة وعمار رافال احد هؤلاء الشهداء الابرار .
- من هو عمار رافال؟
هو عمار بن بلقاسم نصراوي المدعو (عمار رافال ) والذي ولد في 1930 م بضواحي قرية بابار ونشأ في اسرة متوسطة الحال مثل غيره من سكان الجبهة وعرف منذ صباه بقوة الارادة والشجاعة وتعلم الرمي عن طريق الصيد مما اهله لحمل السلاح وإصابة الاهداف في كل وقت وفي سنة 1956 التحق بصفوف الثورة ضمن اخوانه المجاهدين وقد ادهش قوات فرنسا بالمنطقة طيلة حياته كمجاهد في صفوف الثورة وما زاد من اهتمامهم بهذا البطل ، هو الكنية التي عرف بها خلال الثورة (عمار رافال) نسبة الى السلاح الذي كان يحمله وكان رمزا للشجاعة النادرة والجرأة الفائقة فكان صوته وقعا على الاستعمار .
- المعارك التي شارك فيها
1- معركة عين الطويلة بضواحي مدينة خنشلة
2- معركة عين الزيتونة قرب مدينة عين البيضاء
3- معركة بونخصة بضواحي ششار
4- معركة واد الحطينة على بعد كيلومترات من قرية بابار ، والتي أسفرت عن خسائر مادية كبيرة في صفوف قوات العدو حيث أسقطت بعض الطائرات وقتل حوالي 120 جنديا فرنسيا.
5- معركة سيار بناحية ششار
6- معركة لجديدة التي تعتبر اكبر معركة سقط فيها الكثير من الشهداء
7- معركة واد الهلال الشهيرة التي التحم فيها الجيشان السلاح الأبيض واستمر الوضع على هذا الحال مدة 15 يوما وقتل فيها عدد كبير من جنود العدو.
8- معركة جبل الأوراس والتي حطمت فيها طائرة إلى جانب غنم أسلحة كثيرة ومتنوعة ، ولقد دامت النيران مشتعلة عدة أيام بعد نهاية المعركة.
المسؤوليات التي أسندت له خلال الثورة
- كان ضابطا مسؤولا عن قادة الجيش والإشراف على المعارك برتبة نقيب .
- سياسيا ومدنيا لحل بعض المشاكل الاجتماعية والسياسية المتعلقة بالثورة ، والبث فيها لدى سكان المنطقة.
- عرف بالرزانة والتعقل والحكمة في معالجة القضايا التي كانت توجه إليه.
استشهاد البطل عمار رافال
استشهد يوم 05 سبتمبر 1959 م بتاشطايث قرب مدينة خنشلة عندما وقع عليه الهجوم من طرف قوات فرنسا برا وجوا ، وذلك بعد إن أبلى بلاءا حسنا في التصدي لهم وقتل الكثير من الجنود الفرنسيين ، ولم يتمكن مع صديقه احمد لخماسي من الفرار نظرا للمنطقة والتي حصروا فيها هي خالية من الجبال والغابات والأدوية التي يمكن إن تعد على التسرب والاختفاء عن أنظار العدو بسرعة.
هكذا فقدت الثورة احد ابنائها البررة وأبطالها ، ونقل العدو الفرنسي الجثث حالا إلى مقر قيادة القوات الفرنسية بخنشلة ثم إلى قرية بابار وحضر أبيه وبعض سكان القرية للتعرف عليه قصد الإشاعة بأن الثورة قد انتهت بنهاية عمار رافال قتل وتخلصنا منه ومن خطورته ، وقد سئل احد المواطنين (هو عمار رافال الشرير وقد انتهى وانتهت معه الثورة أليس كذلك ؟ فكان رد هذا المواطن نعم لقد مات عمار رافال ولكن الجبال كلها عمار رافال).
وقد استخرجوا قلبه بعد استشهاده ونقل إلى مقر الثكنة العسكرية في بابار ودفن محاطا بأسلاك شائكة تحت تحت حراسة مشددة ليلا ونهارا حتى الاستقلال نقلت رفاته الى مقبرة الشهداء مع اخوانه في الجهاد
هذه نبذة مختصرة عن حياة ومواقف هذا البطل الذي يعرفه الجميع ولقد استقينا المعلومات من أفراد عائلته ، ومن زملائه المجاهدين الذين كانوا جنبا إلى جنبا في الكفاح.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار