يحتفل باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري يوم 21 آذار/مارس من كل سنة. ففي ذلك اليوم من سنة 1960، أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية في شاربفيل، جنوب أفريقيا، ضد " قوانين المرور" المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري. وفي إعلانها ذلك اليوم في سنة 1966، دعت الجمعية العامة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ( القرار 2142 - 21.
"جميع الأفراد متساوون أمام القانون، ومن حقه م الحصول دون أي تمييز على نفس الحماية التي يوفرها القانون. وبهذا الصدد، يحظر القانون أي تمييز ويكفل لجميع الأفراد حماية متساوية وفعالة ضد التمييز على أي أساس كان، مثل الأصل العرقي، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة أو الدين، أو الرأي السياسي أو غيره، أو الجنسية أو الأصل الاجتماعي، أو الأملاك التي لديه أو الميلاد، أو أي وضع آخر"
الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية.
العنصرية، كراهية الأجانب، وعدم التسامح
إن مكافحة العنصرية وعدم التسامح هي جزء لا يتجزأ من حماية حقوق الإنسان والتشجيع عليها، وهي من التزامات الأساسية للمملكة المتحدة على الصعيدين المحلي والخارجي. المملكة المتحدة هي واحدة من أنجح الدول في أوروبا من حيث تنوع الأصول العرقية فيها، ونحن ملتزمون بمتابعة قضايا التمييز العنصري. تكمن مسؤولية تنفيذ السياسات المحلية للحكومة حول المساواة بين الأصول العرقية في وزارة الداخلية، وذلك من خلال وحدة المساواة بين الأصول العرقية< FONT color=#99ffff> في الوزارة.
إعلان الأمم المتحدة للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري
اعتمد ونشر علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة
1904 (د-18) المؤرخ في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1963
إن الجمعية العامة، إذ تري أن ميثاق الأمم المتحدة يقوم علي مبدأي كرامة جميع البشر وتساويهم، وأن من الأهداف الأساسية التي ينشدها تحقيق التعاون الدولي لتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين ، وإذ تري أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعلن أن البشر يولدون أحرار ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن من حق كل إنسان أن يتمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة في الإعلان، دون أي تمييز، لا سيما بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي،
وإذ تري أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يعلن كذلك أن الجميع سواء أمام القانون، لهم دون أي تمييز حق متساو في حمايته وحق متساو في الحماية من أي تمييز ومن أي تحريض علي مثل هذا التمييز، وإذ تري أن الأمم المتحدة قد شجبت الاستعمار وجميع أساليب العزل والتمييز المقترنة به، وأن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة يعلن خاصة ضرورة وضع حد للاستعمار بسرعة وبدون قيد أو شرط ، وإذ تري أن أي مذهب يقوم علي التفرقة العنصرية أو التفوق العنصري مذهب خاطئ علميا ومشجوب أدبيا وظالم وخطر اجتماعيا، وأنه لا يوجد مبرر نظري أو عملي للتمييز العنصري، وإذ تراعي القرارات الأخرى التي اتخذتها الجمعية العامة والصكوك الدولية التي اعتمدتها الوكالات المتخصصة لا سيما منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في ميدان التمييز، وإذ تراعي كون التمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني في بعض مناطق العالم لا يزال مثار للقلق الشديد رغم إحراز بعض التقدم في ذلك الميدان بفضل العمل الدولي والجهود المبذولة في عدد من البلدان،
وإذ يساورها شديد القلق لمظاهر التمييز العنصري التي لا تزال ملحوظة في بعض مناطق العالم، وبعضها مفروض من بعض الحكومات بواسطة التدابير التشريعية أو الإدارية أو غيرها، لا سيما في صورة الفصل العنصري والعزل والتفرقة، كما يقلقها تعزيز ونشر مذهبي التفوق العنصري والتوسع في بعض ال مناطق، واقتناعا منها بأن التمييز العنصري بكافة أشكاله، ولا سيما السياسات الحكومية القائمة علي نعرة التفوق العنصري أو علي الكراهية العنصرية، من شأنه، إلي جانب كونه انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية، أن يخل بالعلاقات الودية بين الشعوب وبالتعاون بين الأمم وبالسلم والأمن الدوليين، واقتناعا منها أيضا بأن التمييز العنصري لا يقتصر علي إيذاء الذين يستهدفهم بل يمتد أيضا إلي ممارسيه، واقتناعا منها كذلك بأن بناء مجتمع عالمي، متحرر من جميع أشكال العزل والتمييز العنصريين، تلك العوامل الباعثة علي إثارة الكراهية والانقسام بين البشر، هو واحد من الأهداف الأساسية للأمم المتحدة،
1. تؤكد رسميا ضرورة القضاء السريع علي التمييز العنصري في جميع أنحاء العالم، بكافة أشكاله ومظاهره وضرورة تأمين فهم كرامة الشخص الإنساني واحترامها،
2. تؤكد رسميا ضرورة اتخاذ التدابير القومية والدولية اللازمة لتلك الغاية، بما فيها التعليم والتربية والإعلام، لتأمين الإدراك والمراعاة العالميين الفعليين للمبادئ المنصوص عليها أدناه،
3. وتعلن هذا الإعلان:
المادة 1
يمثل التمييز بين البشر بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني إهانة للكرامة الإنسانية، ويجب أن يدان باعتباره إنكارا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكا لحقوق الإنسان وللحريات الأساسية المعلنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعقبة دون قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم، وواقعا من شأنه تعكير السلم والأمن بين الشعوب.
المادة 2
1. يحظر علي أية دولة أو مؤسسة أو جماعة أو أي فرد إجراء أي تمييز كان، في ميدان حقوق الإنسان والحريات الأساسية، في معاملة الأشخاص أو جماعات الأشخاص أو المؤسسات بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني.
2. يحظر علي أية دولة أن تقوم، عن طريق التدابير الضبطية أو غيرها، بتشجيع أو تحبيذ أو تأييد أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثنى يصدر عن أية جماعة أو أية مؤسسة أو أي فرد.
3. يصار، في الظروف الملائمة، إلي اتخاذ تدابير ملموسة خاصة لتأمين النماء الكافي أو الحماية الكافية للأفراد المنتمين إلي بعض الجماعات العرقية استهدفا لضمان تمتعهم التام بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. ولا يجوز أن تسفر هذه التدابير في أي ظرف عن قيام أية حقوق متفاوتة أو مستقلة للجماعات العرقية المختلفة.
المادة 3
1. تبذل جهود خاصة لمنع التمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني لا سيما في ميادين الحقوق المدنية، ونيل المواطنة، والتعليم، والدين، والعمالة، وال مهنة والإسكان.
2. يتاح لكل إنسان، علي قدم المساواة، دخول أي مكان أو مرفق مفتوح لعامة الجمهور، دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني.
المادة 4
تتخذ جميع الدول تدابير فعالة لإعادة النظر في السياسات الحكومية والسياسات العامة الأخرى ولإلغاء القوانين والأنظمة المؤدية إلي إقامة وإدامة التمييز العنصري حيثما يكون باقيا. وعليها سن التشريعات اللازمة لحظر مثل هذا التمييز واتخاذ جميع التدابير المناسبة لمحاربة النعرات المؤدية إلي التمييز العنصري.
المادة 5
يصار، دون تأخير، إلي وضع نهاية للسياسات الحكومية والسياسات العامة الأخرى القائمة علي العزل العنصري، ولا سيما سياسة الفصل العنصري وكذلك كافة أشكال التمييز والتفرقة العنصريين الناجمة عن مثل تلك السياسات.
المادة 6
لا يقبل أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني في تمتع أي شخص بالح قوق السياسية وحقوق المواطنة في بلده، ولا سيما حق الاشتراك في الانتخابات بالاقتراع العام المتساوي والإسهام في الحكم. ولكل شخص حق تولي الوظائف العامة في بلده علي قدم المساواة.
المادة 7
1. لكل إنسان حق في المساواة أمام القانون وفي العدالة المتساوية في ظل القانون. ولكل إنسان، دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني، حق في الأمن علي شخصه وفي حماية الدولة له من أي عنف أو أذى بدني يلحقه سواء من الموظفين الحكوميين أو من أي فرد أو أية جماعة أو مؤسسة.< /o:p>
2. لكل إنسان يتعرض في حقوقه وحرياته الأساسية لأي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني، حق التظلم من ذلك إلي المحاكم الوطنية المستقلة المختصة التماسا للإنصاف والحماية الفعليين.
المادة 8
يصار فورا إلي اتخاذ جميع التدابير الفعلية اللازمة في ميادين التعليم والتربية والإعلام للقضاء علي التمييز والتفرض العنصريين وتعزيز التفاهم والتسامح والصداقة بين الأمم والجماعات العرق ية، وكذلك لنشر مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.
المادة 9
1. تشجب بشدة جميع الدعايات والتنظيمات القائمة علي الأفكار أو النظريات القائلة بتفوق أي عرق أو أي جماعة من لون أو أصل اثني واحد لتبرير أو تعزيز أي شكل من أشكال التمييز العنصري.
2. يعتبر جريمة ضد المجتمع، ويعاقب عليه بمقتضى القانون، كل تحريض علي العنف وكل عمل من أعمال العنف يأتيه أي من الأفراد أو المنظمات ضد أي عرق أو أي جماعة من لون أو أصل اثني آخر.
3. تقوم جميع الدول، إعمالا لمقاصد هذا الإعلان ولمبادئه، باتخاذ التدابير الفورية والإيجابية اللازمة بما فيها التدابير التشريعية وغيرها، لملاحقة المنظمات القائمة بتعزيز التمييز العنصري والتحريض عليه أو بالتحريض علي استعمال العنف أو باستعماله لأغراض التمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل الاثني، أو لإعلان عدم شرعية تلك المنظمات، بملاحقة أو بغير ملاحقة.
المادة 10
تقوم الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة والدول والمنظمات غير الحكومية بعمل كل ما في وسعها للتشجيع علي اتخاذ إجراءات فعالة تتيح، بجمعها بين التدابير القانونية والتدابير العملية الأخرى، إلغاء التمييز العنصري بكافة أشكاله. وتقوم خاصة بدراسة أسباب مثل هذا التمييز للتوصية بتدابير مناسبة وفعالة لمكافحته والقضاء عليه.
المادة 11
تقوم كل دولة بتعزيز احترام ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية وفقا لميثاق الأمم المتحدة وبالالتزام التام الدقيق لأحكام هذا الإعلان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. * كثيرًا ما يعيد التاريخ قراءة نفسه.. وكثيرًا أيضًا ما يحيد السامع عن استنباط الدروس والعبر منه.. والكيس الفطن هو من يتعلم من دروس غيره، ويتأمل في تجاربهم حتى يخرج بخلاصة فكرهم، ويستفيد منها في تجاربه الشخصية.
وعند تأملنا الحاضر فقد ظهرت فيه مصطلحات جديدة بمعانٍ تاريخي ة قديمة؛ فالمقاطعة مثلا ذلك المصطلح الذي قد يظن السامع أنه ولد حديثا في رحم الانتفاضة الحالية، والحقيقة أن المصطلح ليس بجديد من حيث المضمون؛ فقد استخدمه كبار زعماء التاريخ مثل غاندي في الهند، ومارتن لوثر كينج في أمريكا؛ فكلاهما اعترض على سياسات العنف في بلاده، وكلاهما استخدم سلاح السلم مقابل العنف المستمر ضدهم.
بدأ بخطوة
لنحاول أن نسلط الضوء على تجربتين لـ"مارتن لوثر كينج"؛ فقد كان رئيسًا لاتحاد الإصلاح بمونتجمري بأمريكا وزعيما لتحرير الملونين (السود) بها.. وتتمثل التجربة الأولي لمارتن في عام 1956 بعدما تم اعتقال السيدة "روزا باركر"؛ بسبب رفضها إخلاء مقعدها في الحافلة لأحد البيض الواقفين.
تأثر مارتن بسياسة غاندي الداعية لمحاربة العنف بالسلم؛ فطالب المليونين ومؤيديهم بالامتناع عن ركوب الحافلات العامة كنوع من الاعتراض على التمييز العنصري؛ حيث كان من المخطط أن تكون المقاطعة لمدة يوم واحد فقط لكنها امتدت لأكثر من ذلك.
ففي البداية أخذ الأهالي ينقلون الركاب بسيارتهم الخاصة إما مجانا أو بأجور زهيدة.. ثم أعلن "مارتن" عن مد المقاطعة ليوم ثان ثم ثالث حتى وصلت لشهر، إلا أن الأمريكيين السود بعزيمتهم وإصرارهم مدوا المقاطعة حتى وصلت إلى 381 يومًا. وكانت النتيجة أن أعلنت شركات النقل العام إفلاسها، وأعلنت المحكمة الفيدرالية أن التمييز العنصري في الحافلات العامة يخالف الدستور الأمريكي.
أما التجربة الثانية لمارتن لوثر كنج -ذلك الزعيم الشاب- فتتمثل في اكتمال مسيرة النضال، حينما دعا إلى مسيرات المعارضة والاحتجاج ضد باقي ممارسات التمييز العنصري بأمريكا (حق الانتخاب/ ارتياد المطاعم/ الفنادق/ التعليم... إلخ)، ففي عام 1963 شجع مارتن ومؤيدوه طلبة المدارس والمراهقين للخروج في مسيرات سلمية يعلنون فيها رفضهم للتمييز العنصري في بلادهم. عندما بدأت المسيرة اعترضتهم الشرطة واستقبلتهم بخراطيم المياه والكلاب، وأطلقت عليهم الغاز المسيّل للدموع، وسُجن مارتن..
وفي 1965 نظم مارتن ومؤيدوه مسيرة تهدف للمطالبة بحق الانتخاب، إلا أنها قوبلت بالعنف من قبل الشرطة، وقد نقلت وسائل الإعلام الأحداث. وبعد أن قدم مارتن التماسًا للمحكمة ا لفيدرالية سمحت لهم بالمسيرة؛ فاتجه و300 ألف شخص نحو مدينة مونتجمري سيرا على الأقدام. استغرقت تلك المسيرة للوصول إلى مونتجمري 6 أيام، وقد تم نقل تلك الأحداث عبر وسائل الإعلام المختلفة حول العالم، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي حينذاك "لندن جونسون" إلى إقرار قانون حق الانتخاب للمدنيين، بعد أن خشيت الحكومة من تشوه الصورة العامة لأمريكا؛ باعتبارها راعية السلام وموطن الحرية، فأرادت أن تحفظ ما بقي من ماء وجهها أمام العالم.
دروس مستفادة
من هنا نستطيع أن نقول بأن نجاح "مارتن" في تحقيق مطالبه، ولو بعد حين كان بسبب عدة عوامل، منها:
1. إيمانه التام بمساواة الأبيض بالأسود الذي وصل إلى حد الإيمان العقائدي.
2. إصراره هو ومؤيديه على إحقاق الحق.
3. وأخيرًا ذلك التضامن الفعال من مؤيديه.
فلولا الاتحاد والتكاتف الذي حدث بين السود لما استطاع "مارتن" أو غيره فعل هذا الشيء الذي خلق قوة تقهر الظلم أيًّا كانت قوته وجبروته.
o التمييز العنصري في إفريقيا :
وبعدما استعرضنا بعض حالات التميز العنصري في الولايا ت المتحدة الأمريكية وما أعقبها من إحقاق الحق و من بعض القوانين التي تمنع التميز العنصري يجدر بنا أن نعرج على ا لتميز العنصري في القارة السمراء (القارة الأفريقية) التي لم تخل هي الأخرى من هده الظاهرة السيئة و الآفة العالمية حيث انه وقع التميز العنصري في الكثير من الدول الإفريقية بسبب الأصل العرقي و الوثني و القبلي بين العديد من القبائل الإفريقية و سبب كذلك اللون والجنس و اللغة.
و بالمناسبة سرد القصة التي وقعت في دولة جنوب إفريقيا حيث في ذات اليوم من سنة 1960 أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا يشاركون في مظاهرة سليمة في مدينة شار بفيل بجنوب افريقية ضد (قوانين المرور) المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري وهذا ما أدى إلي سن قانون من اجل القضاء على التميز العنصري بتاريخ 21 "آذار"مارس من عام 1966م من هيئة الأمم المتحدة.