حين أموت أنا
ويحتضن التراب عظامي
أمي
لن تصدق نبأ وفاتي .. ستكذبهم مرة وأخرى .. ستنعتهم بالكاذبين وتحاول اسكاتهم .. وكأن إبنها يستحيل موته .. مرة ومرة .. إلى أن تصدق .. وحينها ستصرخ في وجه القدر .. سيظل دمعها لوقت طويل ينهمر .. ستفتقدني .. وفي نومها لن ترتاح وهي تتذكرني .. رغم هروبها من أشيائي وصوري .. من ثيابي وعطري .. إلا أن الحزن سيظل يسكن قلبها .. وكأن موتي أفقدها كل البشر .. ستتألم كلما سمعت إسما يشبه أسمي .. كلما دخلت غرفتي ولم تجدني .. ترى سريري خاليا .. وتبكي حين تتذكر بأني أنام في قبر .. لن أكمل .. ف فاجعتها أكبر من أصفها بكلمات .. أو قلم وحبر
إخوتي
... [سيأخذهم الوقت للتصديق .. سيمر شريط يحمل صوتي وصوري أمامهم .. ممزوج بصدمه .. وصعوبة في الإستيعاب .. سيتذكرون ضحكتي .. سيسمعون في لحظات هدوء المكان صوتي .. سيرون وجهي في كل أرجاء البيت .. سيحتفضون بأشيائي .. ويتمنون أن أعود ولو ل لحظات .. لن ينسوني بسهوله .. سأتربع ذاكرتهم .. سيبكون لفقدانهم أختهم .. سيبكون بألم .. وسيكون بكاء رحمة .. وعليا يترحمون
صديقي
ولا أعلم كيف سيكون إستقباله للخبر .. كيف سيعلمونه بأنه فقد رفيق العمر .. حين يعلم .. ويدرك بأني إنتهيت .. ورحلت معي ضحكاتنا .. مواقفنا .. طيشنا و لقائاتنا .. سيتذكرني بحرقة .. سيتذكر أخر مكالمة بيننا .. وأخر ضحكة عشناها معا .. سيذكر سرا قد أخبرته به .. وسيتذكر سهرتنا ذات ليلة .. سيخرج كل الصور .. سيبكي لفقداني .. سيلوم نفسه لأنه قد مر وقت ولم يراني .. وكأنه ينكر وجود القدر ..
هذا المكان - الفيس بوك -
حيث إلتقيت الأصدقاء والأحبه .. حيث كتبت حزني والفرح .. سيظل لوجودي خاليا .. البعض لي سيشتاق .. والأخر لن يحركه الفراق .. ستظل صورتي كما هي ولن تتغير .. سيبقى إسمي ساكنا لن يتغير .. لن أكتب بعد .. وإن كتبوا لي لن أرد .. وكأنه عالم خاليا من البشر .. فهذه المرة سيكون بلا عودة السفر - أحبتي - قد كثر الموت فجأة .. ف عذرا إن قصرت وسماحا إن في حقكم أخطأت