منتديات بابــار
مرحبـــــــا بزوار منتديات بابار العامة التعليمية والترفيهية
التسجيل في المنتدى يسمح لكم بمشاهدة وتحميل المواضيع
تجدون في منتديات بابار روابط ممتعة
بعد التسجيل يتم تفعيل العضوية مباشرة من البريد الالكتروني وإن لم تتمكن من ذلك فستفعل عضويتك تلقائيافي اقل من 24 ساعة....شكرا للجميع
----------مدير المنتدى-----------
منتديات بابــار
مرحبـــــــا بزوار منتديات بابار العامة التعليمية والترفيهية
التسجيل في المنتدى يسمح لكم بمشاهدة وتحميل المواضيع
تجدون في منتديات بابار روابط ممتعة
بعد التسجيل يتم تفعيل العضوية مباشرة من البريد الالكتروني وإن لم تتمكن من ذلك فستفعل عضويتك تلقائيافي اقل من 24 ساعة....شكرا للجميع
----------مدير المنتدى-----------
منتديات بابــار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات بابار العامة التعليمية والترفيهية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

منتديات بابار ترحب بكم ------- مع تحيات جميع سكان بلدية بابار------ ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ----- ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾-----

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» تصليح غسالات اطباق في عجمان
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 21, 2024 7:03 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة مكافحة الفئران بالدمام
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 09, 2024 1:43 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة رش مبيدات بالخفجي
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 06, 2023 4:52 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة مكافحة الصراصير بالاحساء
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2023 3:54 pm من طرف شيماء أسامة 272

» صور ارواب التخرج _01119959188
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2023 8:40 am من طرف فيلو فيلو

» يونيفورم مدارس بنات _شركة فورسيزون لليونيفورم
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2023 7:49 am من طرف فيلو فيلو

» ملابس يونيفورم _( فورسيزون لليونيفورم 01027150744 )
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2023 6:55 am من طرف فيلو فيلو

» بالطو طبيب _01119959188
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2023 6:20 am من طرف فيلو فيلو

» يونيفورم مطعم _01027150744
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2023 5:14 am من طرف فيلو فيلو

» الزى الموحد ويونيفورم شركات الامن _01027150744
أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالسبت أغسطس 12, 2023 3:45 am من طرف فيلو فيلو

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 496 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 496 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 503 بتاريخ الخميس نوفمبر 14, 2024 7:38 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
best sousou
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
ريم
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
mriana wessa
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
لؤلؤة الجمال
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
chikhsalim
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
ranim
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
Good Girl
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
I am a princess Dad
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
سدرة المنتهى
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
غزلان
أشهر الأدباء الفرنسيين Vote_rcapأشهر الأدباء الفرنسيين Voting_barأشهر الأدباء الفرنسيين Vote_lcap 
تسجيل الحاضرون

 

 أشهر الأدباء الفرنسيين

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
chikhsalim
الوسام البرونزي
الوسام البرونزي
chikhsalim


عدد المساهمات : 1450
السٌّمعَة : 0
العمر : 38
المهنة : فقـــط أدعـولي بالخــير ... اللهــم زدنــي علمـــأ...

أشهر الأدباء الفرنسيين Empty
مُساهمةموضوع: أشهر الأدباء الفرنسيين   أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 12, 2013 5:26 am

جاك ديريدا
(1930 - 2004 )
توفي الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا عن عمر 74 عاما ليل الجمعة السبت في مستشفى باريسي بعد صراع مع سرطان في البنكرياس. ولد ديريدا في 15 تموز 1930 في الجزائر. التحق عام 1950 بدار المعلمين العليا في باريس قبل ان يصبح مساعدا في جامعة هارفرد بالولايات المتحدة ثم في جامعة السوربون في باريس. وقد بدأ بنشر مقالات ذات أهمية وتعريفية بفكر هوسرل وأخرين في مجلة "تل كيل". كما أن ظهوره الفلسفي رافق صعود تحليلات لغوية جديدة لأعمال أدبية كبيرة لعبت دورا كبيرا في تاريخ الطليعة الفرنسية بالأخص. وعين عام 1965 استاذ فلسفة في دار المعلمين العليا حيث شغل منصب مدير دراسات. وزاول ديريدا نشاطه التعليمي لفترة طويلة بين باريس وعدد من ابرز الجامعات الاميركية منها جامعتا يال وجون هوبكنز. انشأ عام 1983 معهد الفلسفة الدولي الذي تولى ادارته حتى العام 1985. وقام فيما بعد بالتدريس في معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية. من مؤلفاته الكثيرة "الكتابة والاختلاف" و"الانتشار" و"هوامش الفلسفة" و"الحقيقة بالرسم" و"من اجل بول سيلان"، وغيرها. غير أن الكتاب الحقيقي والأصيل والذي تكمن فيه كل إضافات ديريدا للفسلسفة الغربية تكمن في عمله الهوسرلي الأول: "في الغراموتولوجيا".
تميز ديريدا في حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر بادانته المتواصلة لسياسة فرنسا الاستعمارية في هذا البلد، وظل يأمل حتى اللحظة الاخيرة قبل ان يغادر الجزائر مع عائلته عام 1962، في شكل من الاستقلال يتيح التعايش بين الجزائريين والفرنسيين المولودين في الجزائر.

لقد نال ديريدا جوائز عديدة، غير أن الجائزة الحقيقية التي كان يعتز بها هي جائزة الفيلسوف الألماني ثيودور أدورنو وذلك عام 2001. فأدورنو هو الفيلسوف المثال لانتهاك كل ما يقف أمام التشكيك الفلسفي وأمام الغموض اللازم للعمل الفني.

تكمن أهمية ديريدا في قدرته اللغوية على التشكيك بمصطلحات الفلسفة دون الانفصال عن حوار مع ميتافيزيقتها. ترتكز فلسفة ديريدا أساسا على اللغة. فكان يعتبر ان القراءات الميتافيزيقية والتقليدية ترتكب اخطاء شاسعة حول طبيعة النصوص. فالقارئ التقليدي يظن ان اللغة قادرة على التعبير عن أفكار دون أن تغيرها، إذ في هرمية اللغة، تمثل الكتابة دوراثانويا بالنسبة للكلام، ومؤلف النص هو مصدر معناه. غير أن أسلوب القراءة التفكيكي الذي قام به ديريدا يهدم هذه الافتراضات ويتحدى فكرة ان النص له معنى موحد غير متغير. ذلك ان الفكر الفلسفي الغربي يميل إلى الافتراض بان الكلام هو المسلك الواضح والمباشر للتواصل. غير أن دريدا، معتمدا على اللسانيات والتحليل النفسي، وضع كل هذه الافتراضات موضع تساؤل. موضحا أن نوايا المؤلف في الكلام لا يمكن قبوله بلا شرط. ومن هنا جاءت إضافة دريدا للفكر الفلسفي الغربي: فتح إمكانات تأويلية جديدة للنصوص، وقد بين بمصطلحات تفكيكية ان هناك شرائح عديدة للمعنى لها دور عملي في اللغة. وبتفكيك اعمال كبار الأكاديميين والباحثين السابقين، حاول ديريدا تبيان اللغة بأنها دوما في حالة انزياح.

اعتبر عدد من النقاد فكر ديريدا تدميريا للفلسفة. وأن هناك مشكلة مع تفكير ديريدا وهي أنه يأخذنا برحلة تأويلية مذهلة داخل صحارى الميتافيزيقيا، لكنه يتركنا عند حدود المفاهيم... وعيوننا شاخصة تحننا الى ما وراء هذه الحدود التي لم يستطع دريدا أخذنا اليها. كما أن إشكاليات اللاهوت المتجذرة داخل التفكير الفلسفي، لم يستطع ديريدا تجاوز عتبتها.. فأن أية قراءة قام بها للفكر أو للأدب ما إن أفضت به إلى غيمة اللاهوت حتى فقد دريدا مصطلحاته وتعثر خالطا بين ما للفسلفة للفلسفة وما للأدب للأدب.

يجب أن لاننسى أن ديريدا رغم كل نخبويته الفلسفية، كان دائما يحاول انزال الفلسفة الى ساحة العام، ومن هنا يعتبره بعض النقاد بانه الفيلسوف الحركي الناشط: ذلك أن ديريدا كان دائما حاضر الذهن في معمعان الصراع الاجتماعي: التمييز العنصري، الحرب الجزائرية، حقوق المهاجرين، حركات المنشقين في المعسكر الاشتراكي، التربية الخ.

كشف عن قدرة تخيلية ولغوية في طرق مواضيع قد لايستطيع فيلسوف آخر طرقها. وكان دائما واعيا على نحو نقدي وذكي، باية لعبة لغوية مثلى يجب تناول هذا الموضوع أو ذاك. كان الفيلسوف الذي لم يتخل عن حاسة الشاعر السادسة.

مات ديريدا تاركا إرثا مُفكَّكا؛ سيغرف منه حواريون وقراء ونقاد، لكن ستقع عليهم مهمة جد ضخمة وهي: تحضير إجابات مقنعة على شتى الأسئلة التي انبثقت من الانهمام اللغوي البلاغي الذي لم يستطع ديريدا نفسه التخلص منه وبالتالي الإجابة على الأسئلة المكتوبة على جبين رحلته الفكرية.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

آرثر رامبو

بعد انقضاء نحو 112 سنة على وفاته، لا يزال المؤرخون الأدبيون، ليس في فرنسا فقط، بل في كثير من الدول الغربية الأخرى، وخاصة في الولايات المتحدة يبذلون من الجهد وينفقون من الوقت الكثير في كتابة سيرة ذاتية قد تلقي شيئاً من الضوء على كثير من البقع السود التي خلّفها كتّاب سيرة حياة الشاعر آرثر رامبو السابقون.

وقد شهدت الولايات المتحدة وحدها خلال السنوات الأخيرة عدداً من التراجم الذاتية والترجمات التي تُوّجت بكتاب "رامبو"، تأليف غراهام روب والذي أجمع النقاد الأميركيون على أنه ربما كان أفضل سيرة ذاتية وضعت عن الشاعر، بما فيها مئات الكتب الصادرة في بلده فرنسا.

ومع هذا الفيض من التراجم الذاتية لا يزال السؤال الكلاسيكي القديم يتجنب الرد عليه، ألا وهو: لماذا هجر ـ شاعر كتب في سن 16 سنة ما يعد قصيدة غنائية فرنسية في القرن التاسع عشر، وهجر الشعر في سن العشرين، والمقصود بطبيعة الحال هو قصيدة "الزورق السكران" تلك القصيدة التي حملها ذلك الفتى الهارب من البيت، مبكر النضوج إلى باريس ليقدّم نفسه ب ها لبول يرلين، تلك الاستعارة العظيمة التي يقول غراهام روب أن رامبو كتبها في "غرفة انتظار شبابه" والتي جعلت ارتحالات الزورق مألوفة لمعظم أطفال المدارس الفرنسيين، برغم أن كثيراً من رحلات الشاعر الريادية مجهولة تماماً.

فما هي تلك الحياة التي ولدت هذه الشخصية؟

ولد رامبو في عائلة بورجوازية فرنسية في 1854 (هجر أبوه الضابط بسلاح المشاة زوجته وأولاده الأربعة)، وقد أوقف رامبو سنواته المبكرة لممارسة تدريبات أدبية في تحد لأمه التقليدية، وتخللت تلك السنوات عدة محاولات هروب من البيت وعدة عودات، بعضها في صحبة الشرطة. وعندما غزا الغلام الجامح الحياة الأدبية في باريس بعد الحرب الفرانكو ـ بروسية، ارتبط بيرلين حيث الزواج، وفي النهاية أطلق يرلين رصاصة في رسغ الصبي لمحاولة هجره في بروكسل.

وفي 1874 نبذ رامبو الأدب وعبر مرة أخرى بحر المانش ليدرس اللغة الإنكليزية ليصبح رحالة وتاجراً. وبعد السفر في ألمانيا وهولندا، فر من الجيش الاستعماري الهولندي الذي كان قد التحق به بعد وصوله إلى باتافيا (جالاتا اليوم) بثلاثة أسابيع وعاد إلى فرنسا. ولم يمض وقت طويل على عودته حتى رحل من جديد إلى الشرق، وعمل في شركة بناء في قبرص ، وفي 1880 كان يعمل لشركة بن في عدن، وقد استكشف الصومال وشمال شرقي افريقيا وبحلول 1886، كان يعمل في تهريب السلاح لحساب ملك شلوا (اثيوبيا الوسطى). وفي سنتيه الأخيرتين، اشتغل في منصب تجاري نادر في هارار، شرقي أديس أبابا، حيث كان يصدر البن والجلود والمسك ويستورد البنادق. وفي 1891، أصيب بورم بركبته اليمنى وعاد إلى فرنسا حيث بترت ساقه. وانتشر المرض، الزهري فيما يعتقد، في جسده، وتوفي رامبو في 1891 في سن 37 عاماً.

هذه هي حياة رامبو في سطور. ومن المنطقي ألا يتوقع القارئ أن يجد فيها الرد على السؤال... لماذا ترك رامبو كتابة الشعر فقط. بل كل ما يمت بصلة بعالم الأدب الذي اقتحمه كالعاصفة في سن 16 سنة ولم يكد يتجاوز العشرين. ولكن كتاب غراهام روب "رامبو" نفسه الذي يقع في 552 صفحة لم يجب عن هذا السؤال.

تقول روث فرانكلين ان أعمال الشاعر تفيد في العادة كترياق الميل إلى الأسطورة، أو خلق الأساطير، لكن المادة التي خلفها رامبو محدودة وغامضة معاً. فأعماله الكاملة... أقل من مائة قصيدة قصيرة، ونص "فصل في الجحيم" المؤلف من سبعة آلاف كلمة نثرية وقصائده النثرية المعروفة باسم "إشراقات"، إلى جانب مائتين وخمسين رسالة تقريباً وحفنة من النصوص الأخرى ـ لا تكاد تملأ جزءين. والشعر، الذي خلّفه، يتراوح بين الشعر الملهم والشعر الصبياني، وكثير من الرسائل تتضمن أكاذيب صريحة، بينما هناك رسائل أخرى متشظية أو مشكوك في نسبتها وأصالتها. بينما تقدم المصادر الثانوية مشاكل إضافية: مذكرات أقارب رامبو، وأصدقائه، وأصدقائه السابقين تشكل نشازاً من المشاجرات، وهي في الغالب مشكوك في صحتها فيما يميل النقاد إلى استخدامه كمرآة لانشغالاتهم الخاصة، ويقول كاتب سيرته الذاتية غراهام روب أنه قد بعث "كشاعر رمزي وسوريالي وBeat، وثائر طلابي، وكاتب أغاني روك، ورائد للحركة المثلية ومدمن مخدرات ـ ملهم"، وأنه قد أثر على فنانين، من بينهم بابلو بيكاسو. ومع ذلك، لا تزال الأسئلة الحاسمة عن حياة رامبو وشعره تنتظر الاجابة: كيف أمكنه أن يكتب شعراً مثل شعره في مثل سنه؟ ولماذا هجر كتابة الشعر إلى الأبد؟

وإلى جانب كتاب غراهام روب، الذي يعتبر أشمل دراسة عن الشاعر تنشر باللغة الانكليزية خلال خمسين عاماً، أصدرت المكتبة الحديثة "رامبو كاملاً" ترجمة وتحرير وايت ماسون. ويتضمن المجلد الذي صدر في العام الماضي جميع أعمال رامبو الشعرية باللغتين الفرنسية والانكليزية إلى جانب كتابات ه غير الكاملة التي تتراوح بين موضوعات إنشاء مدرسي باللغة اللاتينية إلى شذرات شعرية أعاد معارفه بناءها. وأخيراً صدر كتاب "أعد بأن أكون شخصاً صالحاً: رسائل آرثر رامبو". ويضم أضخم مختارات من مراسلات الشاعر تنشر باللغة الانكليزية.

وفي مقدمته لهذا المجلد الثاني يحتاج وايت ماسون بأن رسائل رامبو كفيلة بأن تميط اللثام عن الرجل المتزن وان تشوش الأسطورة. فالرسائل لا تبيّن فقط أن رامبو يمكن في الغالب أن يكون شخصاً كريهاً وثقيل الوطء، بل تبيّن أيضاً أنه بعد أن توقف عن كتابة الشعر لم يعاود التفكير في قراره على الاطلاق. وقد كتب ألبير كامي ذات مرة يقول... لكي تظل الأسطورة ينبغي ألا يطلع المرء على هذه الرسائل الحاسمة.

الأسطورة

وتبدأ الأسطورة في لحظة مولد رامبو، في 20 تشرين الأول 1855 في بلدة صغيرة تدعى شاريل. ويقول البعض انه ولد بعينين مفتوحتين، كعلامة للكاشف الذي سوف يصبحه، ويدعي آخرون أن الرحالة المستقبلي قد فاجأ القابلة بالزحف نحو الباب. وفي خطواته لم يظهر رامبو أي اهتمام يذكر بتطلعات الصبا، لكن كتاباته المدرسية جلبت له الشهرة بالعبقرية. وعندما اشترك في أمسية شعرية اقليمية في سن الخامسة عشرة، نام خلا ل الساعات الثلاث في الأمسية ثم تناول طعام الافطار الذي طلبه، وسلم قصيدته في نهاية الوقت ثم فاز في المسابقة.

وترجع بضع الرسائل المتبقية إلى هذه الحقبة تقريباً. وهي تبيّن من البداية مزيجاً غريباً من الحسم والمداهنة وهو ما يمكن أن يسم علاقاته على مدى حياته. وحتى في مذكرة مخطوطة لمدرسه جورج إيزامبارد، يتجلى ولع رامبو بالدرامي في طريقة كتابته. وفي رسالة كتبها بعد بضعة أشهر إلى الشاعر تيودور دي برانيل، محرر انتولوجيا "البارناس المعاصر" يعكس إحساسه بإنكار الذات من ناحية وافتتانه بوجوده الخاص من ناحية أخرى. "عزيزي الأستاذ، حاول أن تتحلى بالصرامة أثناء قراءة قصائدي: سوف تجعلني سعيداً أيما سعادة ومفعماً بالأمل إذا وجدت مكاناً صغيراً لها بين البارناسيين... طموح! يا له من جنون!".

تجد طيه ثلاثة نماذج من أحدث أعمال الشاعر البالغ من العمر 15 سنة، من بينها "إثارة":

عبر ليالي الصيف الزرقاء سوف أعبر

على امتداد الممرات

يوخزني القمح. داهساً العشب القصير:

حالماً، سوف أشعر ببرودة تحت القدم،

وأدع النسائم تحمم رأسي العاري.

لا كلمة، لا فكرة

سوف يشب الحب غير المحدود عبر روحي،

وسوف أهيم بعيداً، متشرداً

في الطبيعة ـ سعيداً سعادتي مع امرأة.

ومثل لوحة مونيه "انطباع: شروق الشمس، التي أطلقت الحركة الانطباعية بعد بضع سنوات فقط، يعلق روت فرانكلين في دراسة تحليلية لرسائل رامبو، تقطر هذه القصيدة الغنائية المنمنمة أعمال أسلافها بطريقة أصيلة كلية. إن استعمال "الأزرق" لوصفه ليالي الصيف (استخدم في مسودة مبكرة كلمة "الجميلة" الأكثر تقليدية) يتطلع إلى رامبو السوريالي في السنوات القليلة القادمة، بتأكيدها على ما يشعر به المتحدث وليس ما يراه، تغمس السطور التالية لذلك شعر الطبيعة البارناسي في نشوة الحسية.

وفي أيار 1871، كتب رامبو الرسالتين اللتين أصبحتا تعرفان بـ"رسائل الكاشف"، البيانان الوحيدان الصريحان عن عقيدته الشعرية. وتبدأ الرسالة الأولى الموجهة الي إيزامبارد بإهانة شعر المدرس الموضوعي الجاف مثل الغبار، وتتضمن أغنية قصيرة تصف بطريقة فجة جماعاً شاذاً. ثم يتساءل "لماذا؟ أريد أن أكون شاعراً، وانني أعمل لتحويل نفسي إلى كاشف (أو عراف)... وهذا يتطلب أن تشق طريقك نحو المجهول عن طريق تعطيل كل الحواس.... إنني شخص ما آخر... والرسالة الثانية، أرسلت إلى صديق إيزامبارد بول ديميني، تكرر وتتوسع في إعلانه الذي سرعان ما سوف يصبح شهيراً. "ان المهمة الأولى لأي رجل سيكون شاعراً هي أن يعرف نفسه تماماً، أن يسعى إلى روحه، ويتفقدها، ويختبرها، ويعرفها". "إن الشاعر يحوّل نفسه إلى عراف عن طريق عملية طويلة منطقية ومنخرطة طويلة لتعطيل جميع الأحاسيس. كل ضرب من الحب، والمعاناة، والجنون، إنه يفتش في نفسه، ويستنزف كل سم محتمل حتى لا يبقى إلا الجوهر". وقد قيل الكثير عن حقيقة أن رامبو قد أضاف إلى دعوته العملية تعطيل جميع الحواس القيود...

"منطقية ومنخرطة وطويلة"، طارقاً أبواب الادراك الحسي بدلاً من اسقاطها. لكن الاحساس هو نفس الشيء إلى حد كبير، وتقول روث فرانكلين: يعتزم رامبو أن يحوّل روحه من الداخل إلى الخارج، وأن يخضع نفسه لأية تجارب روحية، وعاطفية وفيزيقية يمكنه أن يصممها. "أنا" تصبح "آخر" عن طريق ما الذي يعنيه أن تكون "أنا".

يرلين

لكن رامبو لم يستطع أن يحقق ذلك بمفرده. وفي أيلول 1871، سعى من جديد إلى راع، فكتب إلى بول يرلين الذي كان يعرف ويعجب بشعره، مرفقاً برسالته نموذجاً من أحدث قصائده. ورد عليه يرلين "تعال، أيتها الروح العظيمة العزيزة. نحن نفتقدك ونشتهيك". وأرفق هو الآخر ثمن تذكرة القطار إلى باريس برسالته.

كان يرلين، ذو السبعة والعشرين عاماً، سكيراً، وشاذاً جنسياً وذواقة للفنون، ورجلاً عنيفاً لا يتردد في ضرب عروسه الحامل من وقت إلى آخر. وقد عمّق وجود رامبو في بيت يرلين توتر علاقته بزوجته فاضطر إلى إيجاد مكان يقيم فيه بين أصدقائه. إلا أن سلوك رامبو الشاذ (وجدته إحدى مضيفاته عارياً على سطح البيت، بينما راح يقذف ثيابه في الشارع) وعاداته أصبحت نموذجاً للشعراء الذين أطلقوا على أنفسهم "الشعراء الأشرار"، قاطع رامبو قراءة شاعر في نهاية كل بيت من الشعر بصياغة Merde! وطعن شاعراً آخر بخنجر. ولكن، حتى بينما كان أصدقاء يرلين تروعهم هذه المزحات، كانت نسخ من قصيدة رامبو غير العادية "الزورق السكران"، التي أصبحت فيما بعد أشهر قصائده، يجري توزيعها بينهم. وقد علق أحد الشعراء الأشرار على ظهور رامبو بينهم في باريس بقوله "ما لم يكن هذا إحدى حيل القدر الخبيثة، نحن نشهد مولد عبقرية".

فرار

وفي صيف 1872، فر يرلين ورامبو معاً للمرة الأولى، بادئين سلسلة من علاقات التلاقي الحميمة والهجر العنيف وقد استمر شهر عسلهما الأول بضعة أسابيع فقط قبل أن يعود يرلين إلى زوجته. وبحلول شهر أيلول، التأم شملهما من جديد في لندن. والمعتقد أن رامبو كتب جزءاً كبيراً من "الاشراقات" هناك، وبدأ أثناء زيارة لفرنسا كتابه "فصل في الجحيم" وبينما كُتب العملان نثراً، فلا يشتركان في شيء آخر. وبينما تروى قصيدة "فصل في الجحيم" بصوت شديد الدرامية متعدد الشخصيات، تتألف "الاشراقات" من نحو أربعين قصيدة نثرية تتناول موضوعات تتراوح بين عرض جانبي لفرقة سيرك إلى الحياة في المدينة. وقد كتب كلا العملين فيما بين 1872 و1874 تقريباً.

وتنتهي العلاقة بين الشاعرين نهاية فوضوية. وتكشف إحدى رسائل رامبو إلى يرلين القليلة المتبقية (أتلفت ماتيلد زوجة يرلين معظمها) وتحمل تاريخ 4 تموز 1873، عن صورة غير عادية لرامبو البائس الوحيد في لندن. وكان يرلين قد عاد مرة أخرى إلى زوجته. عد إليّ، يا صديقي العزيز، يا صديقي الوحيد. عد إليّ. إنني أعدك بأن أكون انساناً صالحاً". ويرد يرلين ببرقية يقول فيها "إن حياتي هي حياتك" ويستدعيه للقاء في بروكسل حيث تشاجرا بعد بضعة أيام فخرج يرلين وابتاع مسدساً وعاد ثملاً. وعندما قال رامبو أنه يعتزم أن يعود إلى باريس أطلق يرلين عليه النار فأصاب ذراعه. وألقي القبض عليه وعومل معاملة مهينة على أيدي أطباء الشرطة. وح كم عليه بالسجن لمدة عامين. وقد رآه رامبو مرة واحدة أخرى في بداية 1875، بعد تحول يرلين إلى المسيحية. وكتب رامبو في رسالة إلى صديق يقول "جاء يرلين منذ يومين إلى هنا، وفي يده مسبحة. وبعد ثلاث ساعات نبذ ربه ونكأ من جديد جراح مخلصنا الـ98".

وفي 1878 عمل رامبو في قبرص كملاحظ عمال في أحد المحاجر. وقد عكس في رسالته الأولى من قبرص العزلة التي سوف تسم بقية حياته "تقع أقرب قرية على بعد ساعة من المشي على الأقدام. لا شيء هناك غير خليط من الصخور، ونهر والبحر. ليس هناك بيوت. لا تربة لا حدائق، لا أشجار. وبطبيعة الحال لا شعر. وفي أيار 1880، انتقل إلى عمل جديد كملاحظ بناء لقصر الحاكم ـ العام، لكنه أبلغ أسرته بعد بضعة أشهر بأنه قد غادر قبرص... بعد خلافات مع المحاسبة ولكن الحقيقة كما رواها صديق له في افريقيا، أوتو رينو روزا، هي أنه حاول إلقاء حجارة على صدغ أحد العمال المحليين فأرداه قتيلاً في الحال. وقد أشار روزا إلى أن الحادث قد وقع عرضاً، ولكن فرار رامبو السريع من قبرص أثار حوله الشكوك.

وصل رامبو إلى عدن في آب 1880، ووجد في الحال عملاً في مكتب الفريد باردي، تاجر بن "إنني أتمتع بثقة صاحب العمل الكاملة". وخلال الا حدى عشرة سنة القادمة تنقل رواحاً ومجيئاً بين شمال وشرقي افريقيا، مؤسساً قاعدة للشركة في هارار، في الحبشة.

هناك كان يقود عربات تجرها الثيران متوغلاً في افريقيا، وقد أرسلت معظم خطابات هذه السنوات التي تزيد عن مائة وخمسين إلى أمه وشقيقته إيزابيل، اللتين كان يخاطبهما رسمياً بعبارة "صديقتي العزيزتين". وتشكل طلبات إرسال كتب، وأدوات علمية، أو أية خدمات أخرى تيمة دائمة. وكانت طلباته لا نهاية لها: وفي إحدى المرات طلب بندقية لصيد الأفيال وبعد حين أنفقت أمه ثروة صغيرة لشراء معدات فوتوغرافية. ولا تخلو رسالة تقريباً من تعليمات محددة لكيفية إرسال هذه المواد مما يبيّن مدى صعوبة تلبية طلباته المتناقضة في أغلب الأحيان ولا غرابة إذن، أن ترفض أمه في مرحلة ما أن تلبي طلبه. "ليست هذه هي الطريقة لمساعدة رجل على بعد آلاف الفراسخ من الوطن، مسافراً بين أقوام متوحشين، وبدون مثيل واحد حيث يقيم" وقد أجاب رامبو غاضباً "إذا كنت لا أستطيع أن أطلب خدمات من أسرتي، فمن، بحق الجحيم، يفترض أن ألجأ إليه؟" ثم طلب بضعة كتب أخرى!

لكن حياة رامبو في افريقيا لم تكن بالقتامة التي يوحي بها رثاؤه لحاله هذا. فقد أكد عدد من أصدقاء هذه الحقب ة، استناداً إلى (شخص ما آخر: آرثر رامبو في افريقيا، 1880 ـ 1891) تأكيد تشارلس نيلول، انه كان متحدثاً جذاباً ورجل أعمال شديد الأصالة غمس نفسه في ثقافة المنطقة. وخلال إقامته في هارار عاش رامبو مع امرأة حبشية لمدة عام ونصف عام. وكان لديه أيضاً خادم بلغ ولعه حداً جعله يوصي له وحده بكل ما يملك. وهناك شهادات عديدة عن مناقشاته القائمة علي معرفة للقرآن الكريم واهتمامه العميق بالثقافات الاسلامية. وقد كان رامبو يحمل خاتماً يحمل اسم عبده رينبو Abdoh Rinboo، وكان يعني هذا الاسم "رامبو عبد الله".

رونيه شار





رونيه شار

(1907-1988)

معروف جدًّا في وسطنا الشِّعري والثقافي الفرنكوفوني. يوصَف غالبًا بأنه شاعر الحنين إلى طفولته في البروفونس وإلى العالم السابق للثورة الصناعية والنووية. اصطلح النقاد والإنتلجنسيا الثقافية على اعتباره شاعرًا فيلسوفًا، من أهم الشعراء الفرنسيين منذ عهد السوريالية، وربما منذ بول فاليري. إلا أنه ليس بالشاعر القريب المنال. فالقارئ العادي لقصائده كناطح صخرة. ولعل ذلك، فضلاً عن نسيجه الصوغي الحرون، لم يُشجِّع على ترجمته في شكل واسع كبعض أترابه من الشعراء، اللهم إلا في محاولات نادرة ومجتزأة.


استطاع فاين أن ينتزع من شار مفاتيح كثيرة خوَّلتْه أن يشقَّ شِعابًا ودروبًا إلى غابة رموز شاعرنا العَقْداء. وفي هذا المجال يقول فاين: "قد يعترض البعض، باعتبار أن الشعر ليس في "ما تقوله القصيدة". وردِّي أن ذلك لم يغب عن بالي. إلا أن شار في الواقع ليس بروتون. وإن لم يكن شعره في المعنى، فهو لا يوجد في كلمات لا ندرك لها معنى. ثم لماذا نكون ملكيين أكثر من الملك؟ إن شار نفسه كان يهمه جدًّا أن يكون مفهومًا."



جان جاك روسو



(1712 - 1778)


( سيرته ، العقد الاجتماعي )



ولد جان جاك روسو (Jean Jacques Rousseau) من عائلة فرنسية الأصل في مدينة جنيف في سويسرا عام 1712. تميزت حياة روسو ومنذ ولادته بالشقاء والتشرد والتعاسة، فبعد ولادته بأسبوع توفيت والدته لتتركه يتلقى العناية من الآخرين. وفي وصف شخصيته التعسة نراه يتذكر في كتاب "الاعترافات": "لقد ولدت ضعيفاً ومريضاً، وقد دفعت والدتي حياتها ثمن ولادتي، هذه الولادة التي كانت أول مصائبي".

لم يبلغ السادسة من عمره الا وكان أبوه يحمله على قراءة القصص الروائية والكتب الفلسفية مثل خطاب عن التاريخ العام من تأليف بوسويه (Bossuet) ومحاورات الموتى لفونتينيل (Fontenelle) وبعض مؤلفات فولتير (Voltaire) وبلوتارك (Ploutarkhos).

بعد دخول والده في مشاجرة عنيفة واعتدائه بالضرب على الغير واضطراره للهرب من جنيف خوفاً من ملاحقة العدالة له، بدأت حياة الشقاء والتشرد تلاحق روسو لتبني شخصيته المعقدة. فقد أدخل في مدرسة بقي فيها سنتين اضطر لتركها بعد ان أخضع ظلماً لعقاب صارم. وبعد المدرسة وضع ليتعلم على أيدي أحد النقاشين حرفة النقش ولكن ظلم معلمه وجوره اضطراه للهرب من جنيف ليقيم عند سيدة محسنة في مدينة آنسي الفرنسية، والتي بدورها دفعته للتخلي عن المذهب البروتستانتي واعتناق المذهب الكاثوليكي وهو في السادسة عشرة من عمره. وبعد ذلك وبسبب حاجته للمال أخذ روسو ينتقل من عمل لآخر دون ان يجد ما يرضيه أو يوفر له الاستقرار، فمن سكرتير عند سيدة عجوز وحاجب عند آخر إلى مؤلف ومدرس موسيقى ومن ثم إلى منصب سكرتير لسفير فرنسا في البندقية والذي سرعان ما قدم استقالته منه ليعود إلى باريس ليعمل سكرتيراً ومن ثم في التنقيح الموسيقي.

خلال إقامت ه في باريس وبعد ان وثق علاقته بنخبة المجتمع الباريسي اشترك روسو بمسابقة علمية أقامتها أكاديمية ديجو (Dijon) حول دور النهضة العلمية والفنية في إفساد الأخلاق أو إصلاحها. فما كان من مقالته التي اشترك فيها في المسابقة وهي "خطاب في العلوم والفنون" إلا ان نالت الجائزة لعام 1750 وهذا ما جلب لروسو الشهرة الواسعة مما شجعه على المضي في الكتابة، فاشترك بمسابقة علمية حول أصل التفاوت بين الناس، فوضع مقالة بعنوان "خطاب في التفاوت بين الناس" عام 1755. وفي عام 1756 بدأ إكمال مؤلفه هيلويز (Heloiise) وبدأ بكتابة مؤلفيه الشهيرين "العقد الاجتماعي" و "إميل" اللذين نشرهما عام 1762، ثم نشر قاموس الموسيقى في عام 1767.

بالرغم من ان مؤلفات روسو لاقت الشهرة الواسعة والإقبال الشديد على قراءتها عبر الأرجاء الأوروبية، فإن كتابيه "العقد الاجتماعي" و"إميل" قد جلبا له الانتقاد والسخط وغضب المؤمنين والملحدين، المسيحيين والفلاسفة. فقد حكم برلمان باريس، وبعد عشرين يوماً فقط، بحرق الكتابين وسجن مؤلفهما مما اضطره إلى الهرب إلى سويسرا والتي بدورها كانت قد أصدرت حكماً مماثلاً على الكتابين. فلجأ روسو إلى إنجلترا حيث تعرف هناك على دافيد هيوم ونزل ضيفاً عليه ولكنه ما لبث ان تخاصم مع هيوم وعاد إلى فرنسا ليعمل كناسخ نوتات حتى وفاته في عام 1778.



الفونس دي لامارتين



شاعر فرنسي ولد في مدينة ماكون

في 21 اكتوبر عام 1790م من عائلة ارستقراطية وقد تدّرج في عدة مناصب سياسية منها وزيرا للخارجية ورئيسا للجمهورية الفرنسية المؤقتة بعد ثورة عام 1848وقد تزوج عام 1820 من امرأة انجليزية ثريّة تدعى ماريا ان بيرش وفي نفس السنة طبع ديوانه الاول "تأملات شعرية" فيه اربع وعشرين قصيدة اشهرها قصيدة البحيرة ويعتبر لامارتين من اشهر شعراء المدرسة الرومانتيكية ومن اشهر اعماله "جوسلين" و "هبوط ملاك" و"جرازيلا" و "اعترافات" توفي في باريس في 28 فبراير عام 1869 وللشاعر لامارتين مكانة خاصة لدى اللبنانين فقد تمنّى ان يبقى طيلة حياته هناك وهناك شجرة ارز قرب مدينة بشرى بلبنان تحمل اسمه بالاضافة الى وادي في حمّانا يحمل اسمه ايضا وقد تضّمن كتابه " رحلة الى الشرق" وصفادقيقيا لكل المناطق اللبنانية التي زارها عام 1832

واليكم بعض الابيات من قصيدته الشهيرة " البحيرة " التي يذكر فيها ايامه مع ملهمته جولي شارل


البحيرة

ايتها البحيرة
يا بحيرة الحب
منذ عام واحد
كنت اجلس معها
على ضفافك
تنسكب فوق
مياهك الساجية الزرقاء
همساتنا ونجوانا
وها أنا اعود
لأجلس وحدي
اما هي فقد رحلت
الى السماء
نحن دائما نندفع
الى شواطيء جديدة
في الليالي الابدية
لا نستطيع العودة
الى محيط الاعمار
ايتها البحيرة
يا بحيرة الهوى والهيام
ان امانيننا تنقضي
ونحن نطوي الحياة
ويطوينا الموت
وتمخر بنا سفن الاعمار
بحر هذا الوجود


*****

الوادي الصغير

قلبي الذي تعب من كل شيء
حتى من الامل
لن يزعج القدر بمبتغياته بعد اليوم
اعرني ، يا وادي حداثتي
عزلة يومٍ واحد لانتظر الموت
********
هناك جدولان مختبئان تحت الجسور المخضوضرة
ينسابان راسمين ما يحيط بالوادي الصغير
فيمتزج الى حين موجهما و خريرهما
و يضيعان دون اسم
غير بعيدين عن ينبوعهما
********
هكذا جدول ايامي جرى
مضى دونما ضجة
ودون اسم و لا عودة
لكن امواجه صافية
و نفسي المتعكرة
لن يرتسم فيها ائتلاق يوم جميل
***********
من هنا
من خلال غمامة
ارى الحياة تتلاشى من اجلي
في ظل الماضي
و ما بقي الا الحب
كلوحة كبيرة تنهد وحدها
عند اليقظة من حلمٍ قد امحى
********
ايامك المظلمة و القصيرة
كأيامٍ خريفية
تنحني كظل على سفوح التلال
فالصداقة تخونك
وتتخلى عنك الشفقة
وتسلك وحدك طريق القبور
**********
ولكن الطبيعة هاهنا تدعوك و تحبك
غص في احضانها التي تفتحها لك دائماً
و عندما يتغير كل شيء لديك
تبقى الطبيعة هي هي
والشمس ذاتها
تشرق على ايامك



نيكوس كازانتزاكيس










حبٌّ دائم للشعر

شُغِفَ نيكوس كازانتزاكيس، منذ ريعان شبابه، بالشعر. كان لا يزال تلميذًا في مدرسة الصليب المقدس الفرنسية في جزيرة ناكسوس (1892-1897) عندما قرأ أكابر الشعراء الفرنسيين: شاتوبريان، هوغو، لامرتين، موسِّيه.

وفي العام 1902، عندما صار طالبًا في كلية الحقوق في جامعة أثينا، كتب إلى صديقه أنطونيس أنيمويانيس (والد يورغوس أنيمويانيس، مؤسِّس متحف نيكوس كازانتزاكيس في فارفاري–ميرتيا في كريت):

* أحاول طرد الشعراء من مكتبي، والشعرَ من قلبي. فليتنحَّ هوغو لسافينيي، ولامرتين لجيرِنغ، والشعرُ للواقع. ومع ذلك، أمامي، في اللحظة التي أكتب إليك فيها، فتحتُ دانتي ومانزوني، فيما مكتبي مزيَّن بهوغو وسولوموس. ومع ذلك فمن الضروري أن أصير محاميًا. صراع ره يب يحتدم فيَّ، وآمل أن أحبَّ الحقوق. غير أن الشعر يستحوذ عليَّ. إنه مثل ساحرة عاشقة جميلة، في نهديها ينسى المرء كلَّ العذابات وفي نظرتها يشعر بارتعاشة اللذة.

في العام 1907، منحتْ جامعةُ أثينا الجائزةَ الأولى لمسرحيته كسيميروني (" طلوع النهار"). وقد صرَّح الأستاذ الذي سلَّمه جائزته: "إننا نتوِّج الشاعر، لكننا نطرد من هذا الهيكل العفيف الشابَ الذي تجاسر على كتابة أشياء كهذه."

طوال فترة دراسته للحقوق في باريس (1907-1908)، توفَّر على حضور دروس برغسون في الكوليج دو فرانس. وقد وضع أنثولوجيا للشعراء الفرنسيين: بودلير، دُهْ هيريديا، دُهْ نُواي، مالارميه، رَمْبو، سولي برودوم، فرلين، إلخ؛ وهي موجودة في متحف كريت التاريخي، في هيراكليون.

ولقاؤه مع أنغيلوس سيكِليانوس – ذلك الشاعر اليوناني الكبير الآخر – ورحلتهما إلى جبل آثوس يؤكدان حبَّه للشعر وشغفه به.

في أثناء أسفاره كلِّها كان يقرأ الشعر. ففي العام 1925، كتب إلى إيليني ساميو، رفيقته التي صارت بعد الحرب زوجته الثانية:

* مساءً، حتى منتصف الليل، أقرأ أيَّ شيء: فلسفة، كتبًا شيوعية، شعرًا.

وابتداءً من العام 1926 كرَّس نفسه لل شعر: الأوذيسة وترتسينِس. وسنعود إلى ذلك لاحقًا.

إن سِيَرَ رحلاته في اليونان وأوروبا وآسيا تنضح بجمال شعري استثنائي. فلنتذكر أوصاف الصحراء، والبدو، وجيل سيناء، والأماكن المقدسة. من كريت كتب:

* ليس أمامي إلا دانتي وسونيتات شكسبير. لن أقرأ طوال النهار غير ذلك من أجل أن أعزِّم على العاصفة.

وبعد الحرب، في العام 1945، كان كازانتزاكيس في أثينا يشارك في اجتماعات أدبية سُمِّيتْ بـالأوذيسيات. وقد كتبتْ رفيقتُه الوفية إيليني:

* إبان أكثر من سنة اعتاد أصدقاء، شبانٌ وشيب، قدماء وجديدون، القدومَ لزيارة شاعرهم العزيز. أحيانًا يقف أحدهم وينصرف في عزِّ الجلسة. إنه عادة ما يكون شاعرًا حديثًا أبعد ما يكون عن الرداءة. كان نيكوس يحترم آراء تلامذة إليوت الذين يأخذون على ملحمته إنها "ضد الحداثة". فهو، إذ كان يعبد الشبيبة، لم يكن يكره أن يراهم أندادًا له.

في العام التالي، 1946، كان كازانتزاكيس موجودًا في إنكلترا. وهو كثيرًا ما أوْرَدَ في رسائله ذكرَ لقاءاته مع شعراء:

* رأيت بالأمس جون ميسفيلد: علاَّمة رائع ورجل ظريف؛ تحدثنا عن الشعر الإنكليزي. ذهبت إلى وادمان كوليدج، وزرت أستاذ الشعر بورا. متَّقد، ذكي، وذهن مثقف، إنه يفقه الشعر. لا يحب تشارلز مورغان. وقد قرأنا أبياتًا. إنه يعتبر لويس وإيدِث سِتْوِل خيرة الشعراء...

في العام 1947 كان في باريس. تتذكر إيليني كازانتزاكي بانفعال:

* أصدقاء قدماء يتحلَّقون حول فنجان كاكاو في الصالون الجميل لمضيفتنا مدام سوزان بيو، حيث يحق لكازانتزاكيس (لا لأحد غيره) الجلوس على "كرسي الشاعر"...

في العام 1956 نال في فيينا الجائزة الدولية للسلام، فأعلن فيما أعلن:

* لهذا الاحتفال بنظري، في الآن نفسه، معنى يمسُّ شغافي: لجنة تحكيم الجوائز الدولية من أجل السلام تمنح شاعرًا يونانيًّا غصن الزيتون...
ولكي نختتم هذه الفقرة عن هذا الحب الدائم للشعر، فلنورد أقوال إحدى الشخصيات في روايته تودا رابا:

* آه! الحياة بعيدًا عن الأهواء والخواطر الزائلة، الارتقاء فوق الفعل، خلق عمل فني! ألا يزن بيتُ شعر كاملٌ أكثر من فتح إمبراطورية؟

دور الشاعر

الشاعر، بنظر كازانتزاكيس، إنسان خلاَّق، مقاتل، وراءٍ. عليه أن ينخرط في الحياة اليومية في خدمة السلام، ضدَّ الظلم، وفي سبيل الحرية. الشعر، بنظره، لا يفترق عن الحياة.

في أيار من العام 1946، بوصفه رئيس جمعية الأدباء اليونان، استقبل كازانتزاكيس في أثينا بول إيلوار بهذه الكلمات:

* الشاعر في زماننا لم يعد يكفينا؛ المقاتل، بدون الشاعر، يضرب خبط عشواء. لقد دخلنا في فترة لا ترحم من العمل المباشر الملتهب – في فترة الحبِّ المسلَّح.

الشعراء يسيرون في مقدمة الركب ويبذرون كلمات. لكن ينبغي لهذه الكلمات اليوم أن تكون محشوة بالمواد المتفجرة. المثقفون فقراء الدم يرتعدون. يحسبون أن الحرية يمكن أن تأتي بدون عنف، ذات صباح جميل، كما يأتي الربيع. لكن الحرية كانت دومًا ابنة الحرب والحب.

الشعراء العميقون والمرتعشون، من أمثالك أيها الرفيق بول إيلوار، فهموا هذه الحقيقة المدمَّاة، فنزلتم إلى الشارع، دخلتم في الصراع، شاركتم في القتال.

هذه اللحظة التي نجتازها هي من الحرج بمكان؛ إذ إن تألُّم البشرية بطريقة لاإنسانية بلغ حدًّا صار معه الشاعر الذي يبقى فوق الصراع كمن يرتكب فعلة لا تليق.

نقرأ في السيناكسار القديم أن زاهدًا كان دأبُه أن يرفع نحو الضوء جَنَبَة. فكان يحدِّق فيها والدموع تسيل من عينيه. سأله أحدهم:

- لِمَ تبكي، يا أبتِ القدوس؟ ماذا ترى على هذه الجَنَبَة؟

فيجيب الزاهد:

- أرى يسوع المسيح مصلوبًا، أرى البشرية قاطبة تتوجَّع.

هذا ما يجب على الشاعر أن يراه اليوم في كلِّ شيء وفي كلِّ مكان: الحبَّ المصلوب، الرجل والمرأة والروح تتوجَّع.

وهذا ما تراه أنت، رفيق بول إيلوار، في كلِّ شيء وكلِّ مكان. ولهذا فإن جمعية الأدباء سعيدة بأن تستقبلك اليوم وبأن تكرِّم، في شخصك، هذه الصفة المزدوجة: صفة الشاعر وصفة المقاتل.

في تموز من العام نفسه، أطلق كازانتزاكيس من الـبي بي سي، في لندن، نداءً إلى مثقفي العالم أجمع:

* كما كانت الحالُ عليه في حضارات الماضي الخلاَّقة كافة، عاد الناس يرون في الشاعر نبيًّا. فلنثقْ في روح الإنسان؛ ففي الآونة العسيرة، عندما يكون مصير البشرية قيد الرهان، يتحمل الروح مسؤولياته. جزمًا إن فكرة عظيمة قد ولدت اليوم من الأرض المدمَّاة. ولهذا فإن العملية بهذا الإيلام؛ ولهذا أيضًا تحررتْ قوى الشرِّ بهذه الشراسة في السنوات الأخيرة، محاوِلةً، مرة أخرى، خنق الطفل الوليد...

بول فرلين
Paul Verlaine
(1844-1896)


أناشيد عاطفية بلا كلام

ولد "بول فرلين" في "ميتْزْ" 1844. تلقّى علومه الثانوية في "باريس". في العام 1864، نال الشهادة الثانوية وعمل في مكاتب "دار البلدية" في "باريس". كان قليل المواظبة على العمل، يتردد على المقاهي لكنه اكتشف مع ذلك ميوله الشعرية.

في "قصائد إلى زحل" 1866، يجاهر أولاً بلا ألميّة البارناسيّين، ويظهر على حقيقته، بشبقه ورقته وكآبته. من قصائده "المشاهد الحزينة"، يستذكر فيها حبه الزائل "لن يكرَّر أبداً" والمرأة المثلى "حلمي المألوف"، كما يضيف إلى تقلبات مخيلته سحر مشهد غسقي "شموس في المغيب" ويُسمِع صدى خافتاً للقلق الرومنسي "أنشودة الخريف".

في "الحفلات الأنيقة" 1869، يرينا "فرلين" قسيساً أنيقاً، مركيزاً يضع شعراً مستعاراً، بعض السيدات وقد تنكرن بهيئة راعيات. غير أن ظلاًّ من الكآبة يختلط بوص ف ذلك الفرح.

أما مجموعته الثالثة "الأنشودة الجيدة" 1870، فهي ذات طابع أكثر ذاتية. ففيها ينشد "فرلين" اتفاق رومين إذ كان خطب من فترة وجيزة "ماتيلد موتّيهْ". فيصف أفراحه الخالصة وحميّته كعاشق. ويتخيل السعادة الزوجية الهادئة. لقد اكتسب لبعض الوقت التوازن والهدوء وهو الذي كان فيما مضى قلقاً لا يعرف الاستقرار.

تزوج "فرلين" في العام 1870. ولم تتأخر الخلافات الزوجية في الظهور، أثناء الحرب عمل شاعرنا في فوج الدرك لحفظ الأمن وعاد إلى ما عُرف عنه سابقاً من شبق... ثم ارتبط بـ "ريمبو" وتنقل برفقته بين "بلجيكا" و "إنكلترا". وفي تموز من العام 1873، وكان ثملاً، أطلق رصاصتين من مسدسه على صديقه. وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين في "مونْ". وفي زنزانته، يبلغه نبأ حصول زوجته الشابة على قرار بالتفريق فيهزه النبأ في أعماقه ويصبح مسيحياً محتدماً.

وأُنهك الشاعر ومرض، وأوهنه الإفراط فأُدخل مراراً إلى المشفى قبل أن يموت ميتة بائسة 1896.



أسوأ حزن

ينهمر الدمع في قلبي

كما ينهمر المطر على المدينة

ما هذا السقام

الذي يقتحم قلبي؟

يا لصوت المطر العذب

على الأرض وفوق السقوف

ما أعذب صوت المطر

على مسامع قلب أصابه الملل.

ينهمر الدمع دونما سبب

في القلب الذي أصابه القنوط

ماذا! أما هناك أية خيانة؟

هذا الحزن هو إذاً بلا سبب

إنه لأسوأ حزن

ألا أعرف لماذا

دونما حب، دونما كره

يحس قلبي بهذا القدر من الألم.

- بعد غياب ثلاث سنوات

دفعت الباب الضيق فترنح،

تنزهت في الحديقة الصغيرة

التي كانت تضيئها شمس الصباح

فتزركش كل زهرة بقطرات الندى الألقة

لم يتغير شيء. أبصرت كل شيء: العريشة المتواضعة

من الكرم البري مع كراسي الخيزران،

فوارة الماء تتمتم بهمس فضي الرنة

والحور القديم الرجراج يبعث أنينه الدائم

الورود تختلج كما في الماضي،

الزنابق الكبيرة الزاهية تتأرجح مع الريح

كل قبرة تروح وتجيء معروفة لدي

حتى "الفيلّيد(1)" التقيتها واقفة

يتساقط ثوبها الجصي قشوراً في طرف الجادة،

نحيلة، فقدت ألقها بين رائحة الخزام الباهتة.

- من كوّة السجن

السماء من فوق السقف

شديدة الزرقة، كثيرة اله دوء!

ومن فوق السقف شجرة

تهدهد سعفتها.

الجرس في السماء التي نرى

يرن بهدوء،

وعصفور على الشجرة التي نرى

يغني ألمه

إلهي، إلهي، الحياة هنا

بسيطة وهادئة.

تلك الضوضاء الوديعة

تأتي من المدينة.

ـ ماذا فعلت، أنت الذي يُرى

دوماً باكيا،

أنت يا هذا، قل، ماذا فعلت

بشبابك؟

- أنشودة الخريف

النحيب الطويل

من كمان

الخريف

يصيب قلبي

بفتور

رتيب

شاحباً

وفي قلبي غصّهْ

عندما تحين الساعة

أتذكر

الأيام القديمة

وأبكي.

وأذهب

في مهب الريح العاصف

الذي يحملني

هنا وهناك

وكأنني

ورقة خريف...

- صوت البوق

ينتحب صوت البوق باتجاه الغابات

بألم نخاله يتيما،

يتلاشى عند أسفل التلة،

بين النسيم تائهاً في عواء قصير.

تنتحب روح الذئب في هذا الصوت

المتصاعد مع النعاس المائل إلى الزوال

احتضاراً نخاله مداعبا

وهو يسلب اللب ويؤلم في آن.

ويتساقط الثلج كأسمال مزقة

فيضفي جمالاً على هذا الأنين الضعيف

عبر المغيب المدمّى،

ويبدو الهواء وكأنه تنهيدة خريف

لشدة عذوبة هذا الماء الرتيب

حيث ينساب مشهد بطيء.

إدمون جابيس




شاعر فرنسي من أصل مصري

ولد في القاهرة في عام 1912 وتوفي في باريس عام 1991

له عدة مجموعات شعرية وكتب تترواح بين الشعر والنثر

من أهم مؤلفاته: كتاب الأسئلة


من أقواله المترجمة :


الهدمُ هو حركةُ الكتابةِ ذاتها:

حركةُ الموتِ ذاتها.



الصفحةُ المكتوبة ليست مرآة. أن نكتب

يعني أن نواجه وجهاً مجهولاً.



هذا البحرُ المدفوع بالجنون، عاجزٌ

على الفناء في موجة منفردة.



شاغرٌ، كاسمٍ تُركَ شاغراً.
< BR>

" ما الهدمُ؟"

" ربما ، في الوردة التي تهيم بها، هو الشوكة

الأقل نتوءاً."



يـُبسطُ الكتابُ إيقاعَهُ على الجسدِ والعقل.

مطلقاً العنان بعدها للهدم.



مهما يكن صنيعك، فإنها ذاتك التي تأمل

إنقاذها. وهي ذاتك التي تضيّع.



تعرفُ الحقيقةُ كلَّ ظلال الانهدامات.



قال:" إذا كان مكاننا هو ما يأسرنا، فإن مكاني في النهاية

هو قيدٌ، نيرٌ يذلّني"



فالمكان، كل ما يمكن أن تأمله هو مكان رحيم ما وراء

الرمال : سراب الراحة.





الحياةُ تجمعُ. أما الموتُ فيطرحْ.





( يتخذ كل الخلق كمكانٍ فضاءً مغلقاً محاطاً

باللانهائي.

عليّ أن أهدم الجدران في كل مكان، مقدماً

لكتبي، خلف فضائاتها الخاصة، فضاءً لا نهائياً، محرّماً)





ثمة وقت للولاء. وقت للسير ووقت فارقٌ.

يتطلب الهدمُ التزامنا الفوري والتام دوماً .



الهدمُ لا يلين. أنت توقفه حين تجعله يغيّر

أهدافه.



مثل العتمة على قدم الليل، الهدم لا يسود
إلاّ على نفسه.



أن تحيا يعني أن تتبنّى هدم اللحظة؛ أن تموت،

هدم الأبدية الذي لا رجعة عنه.



قال: " إيقاعُ الهدمِ. آه، عليّ اكتشاف هذا الإيقاع ثانية."



أنتَ لم تـَخلق. ففي كوكب الفعل الصغير، متشبهاً بالإله،

أنت خَلقتَ ولكن ما هو زائل.

الهدمُ هو معاهدةٌ مع المستقبل.





وقال أيضاً:" الهدمُ في ذروته طبيعيٌ جداً، بريءٌ جداً إلى حد

استسلامي لإغراء اعتبارها واحدة من لحظات الامتياز

التي تم فيها استعادة توازننا القلق."



الخطرُ مستغلقٌ.




إذا كانت الكلمة تـُنوّرُ، فإن الصمتَ لا يُعتمُ: أنه يولـّد.



التفاهة ليست عديمة الضرر: قرش أزرق.



( قال:" التفاهة ليست غريبة عن الهدم. هي حليفة

للزمن، الذي يقلل من شأنها، إنها هدمٌ متفّه." )



الهدمُ يمقتُ الفوضى. انه نظامٌ سليمٌ بحد ذاته إزاء

نظامٍ رجعي.



تضربُ المعرفةُ مدى الجهلِ الباردِ، مثلما تضربُ

أشعةُ الشمسِ صفحةَ البحرِ العاكسةَ، مشدوهة ًبعمقه.



( ما من أفعال استثنائية. هناك أفعال طبيعية فقط، ولكن بعضها

عظيم وبعضها تافه.



هناك خلق.)

ترجمة : علي مزهر عن الأنجليزية

سارتــر


جان بول سارتر ولد (1905م)

فيلسوف وأديب فرنسي، اقترنت بإسمه الفلسفة الوجودية، اشتغل بالتدريس ثم التحق بالجيش. سجنه الألمان 1940م وبعد إطلاقه اشترك في حركة المقاومة.

أنشأ في عام 1950 مجلة (العصور الحديثة) التي تتضمن أبحاثاً وجودية في الأدب والسياسة وأطلق كلمة (وجودية) على فلسفته دون سائر فلسفات الوجود.

أحرزت مؤلفاته نجاحاً جعله الممثل الأول للوجودية في فرنسا .. وأهم مؤلفاته الفلسفية (والوجود والعدم) 1943. وخلاصة فلسفته أن ثمة نوعية من الوجود : وجود الأشياء الخارجية وهو وجود في (ذاته) وكل موجود خارجي هو كائن بالفعل لا بالقوة، له ذاتية مستقلة كاملة، ليس فيه مجال للإمكان إذ تمثلت فيه ماهيته كاملة.

والنوع الثاني من الوجود: هو الموجود (لذاته) أي أنه موجود ليحقق نفسه لا ليحقق ماهية خارجة عنه، والموجود لذ اته هو (الشعور) الذي هو أقرب إلى (مشروع وجود) منه إلى الوجود المكتمل الثابت، لأنه متغير قوامه النزوع المستمر نحو المستقبل، والتنصل المستمر من الماضي، فهو موجود له في كل لحظة حالة غير اللحظة السابقة، على خلاف الأشياء المادية ذوات الذاتية. ولما كان (الشعور) بطبيعته غير مستقر، كانت حرية الإنسان هي صميم وجوده الشعوري القلق.

من روايات سارتر (الغثيان) 1938 ومن مسرحياته (الفاضلة) 1948 و (موت بلا مدافن) 1946 ومن أشهرها (الذباب) 1943 وترجمت إلى العربية بعنوان (الندم). منح سارتر جائزة نوبل في الأدب عام 1964 لكنه رفضها!


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



أشهر الأدباء الفرنسيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: أشهر الأدباء الفرنسيين   أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 12, 2013 7:55 am

merci bcp pour le sujet *
et bon courage toujours أشهر الأدباء الفرنسيين 4282798970 أشهر الأدباء الفرنسيين 4282798970
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لؤلؤة الجمال
الوسام الفضي
الوسام الفضي
لؤلؤة الجمال


عدد المساهمات : 1509
السٌّمعَة : 0
العمر : 27
المهنة : قـالـوا عـن هـدوئـي وسـكوتـي فتاة مغـرورة..متكـبـرة... قالـوا عـن صمتي انني ضعيفة وعلى رد الظلم لست قـادرة... قالـوا عـن طيبتي انني فـريسه سهله ..ولـغـدر النـاس متقبلة... وتـركتـهـم يتناولـون الاقـاويـل عني ولـن انـطـق بكلمه لانني حقا ...

أشهر الأدباء الفرنسيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: أشهر الأدباء الفرنسيين   أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 12, 2013 12:49 pm

بارك اللـــــــــه فيـــــــــك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
f@t@f@ti
عضو صديق
عضو صديق
f@t@f@ti


عدد المساهمات : 213
السٌّمعَة : 0
العمر : 28
المهنة : يرحلوَن من حياتيَ وينتظرون ان أسال عن?مَ عذراً أنا لا أجري خلف الطيور الم?اجره?

أشهر الأدباء الفرنسيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: أشهر الأدباء الفرنسيين   أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 12, 2013 12:56 pm

شكرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صراع الموت
عضو محترف
عضو محترف
صراع الموت


عدد المساهمات : 308
السٌّمعَة : 0
العمر : 29
المهنة : طالبة

أشهر الأدباء الفرنسيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: أشهر الأدباء الفرنسيين   أشهر الأدباء الفرنسيين I_icon_minitimeالخميس مارس 28, 2013 10:46 am

أشهر الأدباء الفرنسيين 2982522762 أشهر الأدباء الفرنسيين 2982522762 أشهر الأدباء الفرنسيين 2982522762 أشهر الأدباء الفرنسيين 2982522762
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أشهر الأدباء الفرنسيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيصل القاسم من الحدادة ونظافة الشوارع إلى أشهر إعلامى عربى فى أشهر قناة إعلامية عربية
» أشهر صفعــــــــــــــــة
» أشهر الأغاني العالمية..
» أشهر الموسيقى التركية...
» أشهر أقوال القذافي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بابــار :: موسوعة بابار للثقافة العامة :: منتدى الثقافة العامة-
انتقل الى: