من ستكون العروس في خمسينية الاستقلال

أصبح الحديث عن الاحتفالات بخمسينية الاستقلال مثل الحديث عن الخبز والماء والجميع ينتظر ما ستسفر عنه هذه الاحتفالية الرمزية التي تؤكد على استرجاع السيادة الوطنية، لست أدري بماذا سينضح إناء أويحيى المكلف بتسيير هذا الملف السري للغاية·
الشيء الوحيد المؤكد، أن الكرنفالات هي التي ستكون سيدة الموقف وخليدة ستكون العروس التي سترقص على أنغام كل من سيغني في هذه المناسبة، وأن الميزانية المرصودة كلها ذهبت في صفقات ابن عميسب باعتبار الأقربون أولى بالمعروف·
نحن الشباب لم نفهم لماذا يحدث هذا الخلط الرهيب حتى في احتفالات من المفروض أنها تخلّد ذكرى استقلال كل الجزائريين الذين أرادوا بعد خمسين سنة من الاستقلال أن يروا بلدهم في مصاف الدول المتقدمة، وذلك عن طريق إصلاح ما يجب إصلاحه من الأخطاء سواء كانت سياسية أو غيرها بالنظر في المرآة حتى نرى الأمور على حقيقتها دون زيف أو خوف·
الواضح من خلال ما نرى أنه وبعد كل هذه السنوات ورثنا حالة من العفونة التي أصبحنا نخاف مواجهتها بدليل الميزانية التي ستصرف على احتفالات سيكون فيها كل شيء سوى الاهتمام بتاريخنا الحقيقي الذي هو أولى بالدراسة العميقة والبحث المتواصل من طرف مفكرين حقيقيين وليس مجموعة من البزنسية الذين يخافون من غضب الرئيس وفقط·
ما يحدث عندنا هذه الأيام هو نفس ما فعله عثمان البومباردي في دشرته التي أراد أن يرقيها بأي طريقة فلجأ لحيلة الكرنفال، ولكن الفرق بينه وبيننا أن كرنفاله كان في دشرة، أما كرنفالنا نحن فهو على نطاق أوسع وأكبر··· إنه كرنفال في دولة!