يا حر ما ألقـى مـن الأحـزان عيـن مؤرقـة و دمـع حنـان
أ يسيـر مليونـا حجيـج كلمـا حوْل أتـى مستنهضـا أقرانـى
و أظل أجزع كل عـام حسـرة و أعيش رهن الشوق و الحرمان
طار الغراب و ما سبرت صنيعه يا ويح شيب لم يعـظ وجدانـى
فكأننـى أحيـا خلـودا مطلقـا و كأن موت الخلـق لا يغشانـى
و مضى الشباب و قد خلت أيامه و أتى المشيب مهرولا فرمانـى
فمتى أسير إليـك مكـة زائـرا يرتاح صدرى من لظى نيـران
و إذا وصلت البيت ألثم أرضـه و الأسود الزاكـى و للجـدران
ووقفت فى عرفات أبكى مامضى رتلاً مـن الآثـام و الخسـران
و أعرجّن إلى مدينـة خـزرج و الأوس و القصواء ملء كيانى
و لئن أموت و ما قضيت مناسكى كـان الجـزاء بذمـة الرحمـن
أمحمد هل لـى بيثـرب موعـد أحكيك من هـم و مـن خـذلان
(ذهب الذين يعاش فـى أكنافهـم و بقيت فى خلف ) وضيع مكان
القدس ما عـادت لنـا ميسـورة و غدًا يضيع النيـل و النهـران
اللهَ أسألـه بقـومـى رحـمـة أحيت سريعًـا جامـد الأجفـان
فلعل بعد القحط يومـض برقنـا و تسيـل أنهـار مـن الوديـان
و لعل يوماً أن يكـون صباحـه سعداً يزيـل مـرارة الإذعـان
و يعيد من شيم الجـدود كرامـة فى نخوة كانـت صمـام أمـان
فبحق من طافـوا بيتـك خُشّعـاً و بحق ما قضوا مـن الأركـان
و بحق حزنى يوم قتـل محمـد و بحق ما ذرفـت لنـا عينـان
و بحق ما عشنـا بغبـن كامـن و بحق آهـات و جمـر هـوان
و بحق أصدق من أتاك مهاجـرا لينال من عفو و مـن رضـوان
هيىء صلاح الدين يأتـى قائـدا بجحافل مـن أشجـع الفرسـان
سيَرٌ لهم محمـودة لـو رتلـت أضحى جبان القلب غير جبـان
خاض المعارك لا يبالـى قاتـلا أو كـان مقتـولاً همـا سيـان
يا رب جئتك بالرسـول محمـد و خليلـك إبراهيـم و القـرآن
مستشفعـا متـوسـلا متـذلـلا أرجو رضـاء الواحـد الديّـان
الهم مزقنى و جـاس دواخلـى وَجَلَ الرحيل إذا يحيـن أوانـى
يا رب جنبنى و جنب كـل مـن لاقيت فى الدنيـا عـن النيـران
يارب و ارزقنى زيـارة أحمـد فالحـب و الأشـواق يعتورانـى
و يدى كما تدرى قصيرة ليس لى مـن حيلـة إلا جـدا الرحمـن